مستشفى الشفاء: مقتل 50 شخصاً واعتقال نحو 200 في اقتحام الجيش الإسرائيلي للمجمع الطبي في غزة
أعلن المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في قطاع غزة أن قوات الجيش الإسرائيلي قتلت 50 شخصا واعتقلت قرابة 200 آخرين، في ما وصفه بـ “المجزرة الدامية”، خلال اقتحامها لمجمع الشفاء الطبي ومحيطه غربي مدينة غزة.
وأضاف المكتب في بيان له أن “المجزرة الدامية في مجمع الشفاء جريمة حرب واضحة، وانتهاك فاضح للقانون الدولي، كما تلقينا معلومات ميدانية عن إعدام جيش الاحتلال لعدد من الأطفال، من بين من أعدموا من المدنيين والمرضى والنازحين”.
وبيّن المكتب الإعلامي أن عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي “شارك فيها المئات من جنود الجيش الاسرائيلي المدججين بالسلاح، بمساعدة الكلاب البوليسية، وعشرات الدبابات والطائرات المُسيّرة والطائرات المروحية، وأطلقوا النار والقذائف والصواريخ بكثافة داخل المجمع الطبي تجاه المرضى والنازحين والمدنيين، وأدى هذا إلى استشهاد وإصابة أكثر من 250 مدنيا، كما أحرقوا بعض المرافق داخل المستشفى”.
وفي المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء في بيان له أن قواته “قتلت أكثر من 50 مسلحاً فلسطينياً واعتقلت 180 مشتبها بهم”، خلال مداهمة مجمع الشفاء الطبي في غزة، حسب وكالة رويترز.
وقال الجيش في بيانه أن نشاط قوات الجيش وجهاز الأمن العام، وقوات خاصة من الكوماندوز، ومجموعة قتالية من اللواء 401، لا يزال مستمراً في منطقة مستشفى الشفاء.
كما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل قائد في غرفة عمليات اللواء 401، ليرتفع بذلك عدد قتلاه إلى 594 منذ بداية الحرب على غزة، وإلى 251 منذ بدء العملية العسكرية البرية على القطاع.
نتنياهو يرفض إلغاء الهجوم على رفح
رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو نداء من جو بايدن لإلغاء الهجوم البري المعتزم على رفح، الملاذ الأخير في غزة لأكثر من مليون نازح، وحيث تعتقد إسرائيل أن مقاتلي حماس متحصنون هناك.
وقال نتنياهو لأعضاء البرلمان الثلاثاء إنه أبلغ الرئيس الأمريكي بكل وضوح “أننا مصممون على استكمال القضاء على هذه الكتائب في رفح ولا سبيل لفعل ذلك إلا بالدخول على الأرض”.
وتحدث الزعيمان هاتفيا الاثنين. وقال مستشار الأمن القومي بالبيت الأبيض، جيك سوليفان، إن واشنطن تعتقد أن الهجوم البري على رفح سيكون “خطأ”، وأن إسرائيل يمكن أن تحقق أهدافها العسكرية بوسائل أخرى.
وأعلن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، عن رحلة إلى الشرق الأوسط، سيلتقي خلالها بكبار القادة في مصر والسعودية “لمناقشة البنية الصحيحة لسلام دائم”.
وعلى غير العادة، لم يشر بلينكن إلى التوقف في إسرائيل نفسها، وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية إنها لم تتلق أي إخطار للتحضير لذلك.
“نقص الغذاء تجاوز حد المجاعة”
وقالت لجنة مراقبة الجوع الدولية التي تعتمد عليها الأمم المتحدة يوم الاثنين إن نقص الغذاء في غزة تجاوز بالفعل مستويات المجاعة بكثير وإن سكان غزة سيموتون قريبا من الجوع بمعدلات تعادل نطاق المجاعة إن لم تتوصل الأطراف إلى هدنة.
وترفض إسرائيل، التي لم تسمح في البداية بدخول المساعدات إلا عبر نقطتي تفتيش على الطرف الجنوبي لغزة، إلقاء اللوم عليها في المجاعة في غزة، وتقول إنها تفتح بالفعل طرقا جديدة برا وبحرا وجوا.
وتقول إن الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى يجب أن تبذل المزيد من الجهد لجلب الغذاء وتوزيعه.
وتقول الأمم المتحدة إن ذلك مستحيل دون تحسين الوصول والأمن، وكلاهما من مسؤولية إسرائيل.
وقال المتحدث باسم مكتب مفوضية حقوق الإنسان، جيريمي لورانس: “إن القيود الإسرائيلية المستمرة على دخول المساعدات إلى غزة، إلى جانب الطريقة التي تواصل بها الأعمال العدائية، قد يصل إلى حد استخدام التجويع وسيلة للحرب، وهو ما يعد جريمة حرب”.
محادثات السلام في قطر
واستؤنفت محادثات وقف إطلاق النار هذا الأسبوع في قطر بعد أن رفضت إسرائيل اقتراحا قدمته حماس الأسبوع الماضي. وسافر وفد إسرائيلي برئاسة رئيس المخابرات الإسرائيلية إلى قطر الاثنين، على الرغم من أن مسؤولا إسرائيليا قال إن إسرائيل تعتقد أن التوصل إلى أي اتفاق سيستغرق أسبوعين على الأقل.
ويناقش الجانبان هدنة مدتها ستة أسابيع يطلق خلالها سراح نحو 40 رهينة إسرائيليا مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين وإرسال المساعدات بسرعة إلى قطاع غزة.
ويجب على الجانبين تضييق الخلافات بشأن ما سيعقب الهدنة، وبشأن مدة الهدنة. إذ تقول إسرائيل إنها لن تتفاوض إلا من أجل وقف مؤقت للقتال، بينما تقول حماس إنها لن تطلق سراح الرهائن دون خطة أوسع لإنهاء الحرب.
ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مسؤول فلسطيني قريب من محادثات الوساطة قوله إن “جرائم إسرائيل على الأرض تعقد الأمور ونتنياهو يمارس لعبة الوقت”.
وقالت حماس إن قائدا كبيرا للشرطة قتل في منطقة جباليا بشمال غزة مع زوجته وأطفاله في غارات جوية ليلية، وهو ثاني مسؤول كبير بالشرطة يقتل خلال يومين، بعد مقتل آخر في غارة إسرائيلية على منطقة مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وتقول إسرائيل إنها ستشن حربا في غزة حتى يقضى على حماس، وإن ضرباتها في الأسابيع الأخيرة تستهدف قادة الحركة الإسلامية. وأكد مستشار البيت الأبيض سوليفان خلال الليل أن إسرائيل قتلت مروان عيسى، نائب قائد الجناح العسكري لحركة حماس في غزة، في غارة الأسبوع الماضي. ولكن حماس لم تؤكد مقتله.
ويقول شعبان عبد الرؤوف، وهو أب لخمسة أطفال وأحد سكان دير البلح إنه يأمل في أن تسفر المحادثات التي تستضيفها قطر بين إسرائيل وحماس عن هدنة في النهاية.
وأضاف: “نحن نتطلع إلى الأخبار الجيدة من قطر. هل سيبرمون اتفاقا؟ وقال إن أكثر من مليوني شخص في غزة يصلون من أجل ذلك.