أخبار العالم

رمضان والطلبة الأجانب .. تشابه الثقافات وكرم المغاربة يذيبان فرق الأجواء



على الرغم من أن صوم رمضان في بلدانهم الأصلية ووسط الأجواء العائلية له طعم خاص ومتفرد بالنسبة إليهم، فإن الطلبة الأجانب المنحدرين من دول عربية وإسلامية والمقيمين في المغرب يؤكدون أن تشابه ثقافات وعادات وتقاليد أوطانهم مع ثقافة الشعب المغربي وكذا كرم هذا الشعب وقيم التضامن والتآزر وحسن الضيافة التي تميزه كلها عوامل تساهم في تقليص هوة الفرق في الأجواء الرمضانية والروحانية بين المملكة المغربية وبين بلدانهم.

في هذا الإطار، قال محمد جده الضيف، رئيس “اتحاد الطلاب الأجانب الناطقين بالعربية في المغرب”، إن “الطلبة الأجانب الناطقين بالعربية في المملكة، والبالغ عددهم حوالي 4 آلاف و200 طالب، لم يواجهوا أي صعوبة في الاندماج في المجتمع المغربي المسلم، خاصة في ظل التقارب والتشابه ما بين ثقافاتهم الأصلية والثقافة المغربية”، مشيرا إلى أنه “على الرغم من أن صوم رمضان في الوطن الأم له طعم خاص فإننا لا نحس بأي فرق كبير هنا في المغرب، ونعيش هنا الأجواء الروحانية نفسها الموجودة في بلداننا”.

وأضاف المتحدث ذاته، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “الطلبة الأجانب، سواء المقيمون منهم في الأحياء الجامعية أو خارجها، كلهم يُجمعون على كرم المغاربة وحسن ضيافتهم خاصة خلال شهر رمضان. كما يؤكدون أن تعامل الشعب المغربي وأخلاقه العالية وجوده وكرمه كلها قيم تُذيب هوة الفارق ما بين الأجواء الرمضانية في البلدان الأصلية وفي المغرب”.

وشدد رئيس “اتحاد الطلاب الأجانب الناطقين بالعربية في المغرب” على “وجود تشابه كبير في العادات والتقاليد وكذا الأجواء والطقوس الروحانية والدينية ما بين المغرب وباقي الدول الناطقة باللغة العربية، وعليه فلا نحس بأي فرق أو غربة في المملكة”، مشيرا إلى أن “الطلبة يمضون وقتهم الرمضاني في القيام بمجموعة من الأنشطة وتنظيم دوريات كروية، سواء في الحي الجامعي الدولي بالرباط أو خارجه، بمشاركة طلبة من مختلف الجنسيات من أجل تمضية الوقت والترفيه والتعارف فيما بينهم”.

من جهته، قال محمد محمود النابغة، الأمين العام لاتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب، في تصريح لهسبريس، إن “المغرب بلدنا الثاني وتوجد به لله الحمد أكبر جالية طلابية موريتانية في الخارج، تعيش هذه الجالية بسلام ووئام واندماج كلي وتفاعل ممتاز مع المجتمع المغربي بأطيافه وفئاته المختلفة؛ الأمر الذي يخفف على الطالب الموريتاني واقع الغربة وصعوبة الاغتراب، ويجعله يعيش رمضانَه بشكل جيد”، مؤكدا “أن المغرب بلد مضياف من شماله إلى جنوبه، وأن مواطنيه يحترمون الطلبة الموريتانيين ويقدرونهم”.

وأضاف: “صحيح أنه يوجد فرق كبير من حيث غياب العائلة والأهل عن المائدة الرمضانية هنا في المغرب، إضافة إلى موضوع الطقس، فأجواء رمضان معتدلة إلى باردة في المغرب، بينما قد تكون حارة في بعض مناطق موريتانيا؛ لكن في المغرب فرق كبير بين رمضان الطالب هنا ورمضانه في موريتانيا، لأن المملكة المغربية بلد عربي مسلم وجار، ويعتمد المذهب المالكي من الناحية الفقهية، وعليه نتقاطع معه في كثير من الأمور الثقافية والمذهبية”.

وبيّن المصرح لهسبريس أن “رمضان بالنسبة لعموم الطلبة الموريتانيين، فبالإضافة للصيام والدوام الدراسي خلال النهار، فيتميز بالأجواء الإيمانية، خاصة خلال الليل؛ لأن ليالي هذا الشهر فرصة لتغذية الجوانب الروحية، كما نخصص جانبا منه للمشاركة في بعض الأنشطة الرياضية والثقافية”، مشيرا إلى أن “ليالي رمضان تمثل أيضا فرصة للاتصال والتواصل مع الأهل والأصدقاء في الوطن، واللقاء بالأصدقاء”.

وأفاد الأمين العام لاتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب بأن “النقابيين والمهتمين بقضايا الطلبة الموريتانيين يواصلون، خلال هذا الشهر الفضيل، المواكبة والمداومة اليومية لحل مختلف مشاكل الطلاب مع شركائنا في الوكالة المغربية للتعاون الدولي وسفارة بلادنا في الرباط”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى