إيرل سبنسر: ديانا عانت أكثر من أميرة ويلز الحالية من تركيز الصحافة على حياتها
- Author, لورا كوينسبيرغ
- Role, مقدمة برنامج الأحد مع لورا كوينسبيرغ
قال إيرل سبنسر، شقيق الأميرة الراحلة ديانا، لبي بي سي إن تركيز الإعلام على شقيقته كان “أكثر خطورة” من التركيز الذي تتعرض له أميرة ويلز الحالية.
لكنه أعرب عن قلقه حيال ما حدث للحقيقة”، وسط نظريات المؤامرة حول كاثرين، وذلك في مقابلة مع لورا كوينسبيرغ من المقرر أن تُبث الأحد.
كما أخبر لورا عن العنف الذي تعرض له هو وشقيقته في منزلهما عندما كانا صغاراً. وقال إنه عندما كان طفلا، تعرض هو وشقيقته ديانا للعقاب من قبل مربية الأطفال بطرق “مؤلمة”.
وانتهى شقيق الأميرة ديانا من تأليف كتاب بعنوان “مدرسة خاصة جداً”، حول المستويات المروعة من العنف والاعتداء الجنسي الذي عانى منه عندما كان ولداً صغيراً وأُرسل إلى مدرسة داخلية وهو في الثامنة من عمره.
وقال إيرل سبنسر، أحد أبرز الأرستقراطيين في المملكة المتحدة، إن “العنف المدمر للأطفال” يؤثر عليهم، مهما كانت الأسرة التي يولدون فيها.
ومعروف عن شقيق الأميرة ديانا انتقاده للصحافة بعد وفاتها عام 1997، عندما ألقى خطاباً مثيراً للجدل في جنازتها تعهد فيه بحماية ابنيها وليام وهاري من التطفل الذي تعرضت له أمهما.
ولا يحب إيرل سبنسر أن يتحدث، تحديداً، عن الضغوط التي يتعرض لها ابنا شقيقته والخلاف القائم بينهما. ولكن بعد أسابيع من التكهنات التي انتشرت على الإنترنت حول صحة أميرة ويلز الحالية، سألته عما إذا كان يعتقد أن الضغوط التي يتعرضان لها في الوقت الراهن أقوى مما عانوا منه من قبل.
وأخبرني أن الوضع كان أكثر خطورة بالنسبة لديانا، قائلاً: “أعتقد أنه كان أكثر خطورة في ذلك الوقت”.
وتوفيت ديانا جراء تحطم سيارتها داخل نفق تحت الأرض في باريس أثناء ملاحقتها من قبل المصورين.
وأضاف: “أعتقد أنه إذا رجعت إلى عام 1997 ووفاة ديانا، أعتقد أن ما حدث كان صادما للغاية – كانت ملابسات وفاتها صادمة جداً لدرجة أنها جعلت الصناعة التي تدعم المصورين الذي يسعون لالتقاط صور دون إذن، أن تفكر ملياً فيما يمكنها أن تفعله وما لا يمكنها القيام به”.
وتابع: “لا بسبب وازع أخلاقي، لكن لأنه كان غير مقبول للجمهور”.
وبعد أسابيع من نظريات المؤامرة حول زوجة ابن أخته، كاثرين، أضاف سبنسر: “أنا قلق بشأن ما حدث للحقيقة”.
كما أخبرني الأخ الأصغر لديانا بالتفصيل عن الضرب والاستمالة التي يقول إنه تعرض لها عندما كان طفلاً على أيدي طاقم العمل في مدرسة ميدويل.
وزعم سبنسر في كتابه أن موظفة في المدرسة استمالته وأساءت معاملته هو وغيره من الأولاد الصغار في غرف نومهم، كما زعم أن مدير المدرسة آنذاك، جون بورش، كان “يضربهم بوحشية”.
وقالت مدرسة ميدويل في بيان أصدرته في هذا الشأن: “من المحزن أن نقرأ عن التجارب التي مر بها تشارلز سبنسر وبعض زملائه من خريجي المدرسة، ونأسف لما مروا به من تجارب”.
وأضاف البيان: “من الصعب أن نقرأ عن الممارسات التي كان يُعتقد أحيانًا، للأسف، أنها طبيعية ومقبولة في ذلك الوقت. وفي إطار العملية التعليمية اليوم، تطور كل جانب من جوانب الحياة المدرسية بشكل ملحوظ منذ السبعينيات. وأصبحت حماية الأطفال وتعزيز رفاهيتهم في قلب هذه التغييرات”.
وأثناء المقابلة التي أجريناها معه، كشف سبنسر أيضاً أنه وشقيقاته تعرضوا لعقاب عنيف في المنزل عندما كانوا أطفالاً صغاراً.
وقال إن إحدى المربيات التي كانت تعتني به هو وشقيقته ديانا، والتي أطلق عليها في كتابه “ناني فورستر”: “كانت تصدم رؤوسنا ببعضها البعض عندما نفعل شيئاً غير لائق. ومن الواضح أن ذلك كان يحدث دون علم والدي، لكنه كان مؤلماً حقاً”.
وقال: “لم تكن نقرة على المعصم، بل كانت ضربة قوية. هل تتخيل أنني ما زلت أتذكرها”.
كما أخبر سبنسر لورا أنه لا يلوم والديه اللذين “بذلا قصارى جهدهما، كما يفعل 98% من الآباء”. لكنه قال إن معاملته سلطت الضوء على “الانفصال” بين الآباء والأطفال في بعض الأسر الأرستقراطية.
وقال لبي بي سي إن مربية أخرى، كانت تعتني بشقيقاته الأكبر سنا، باستثناء ديانا، استخدمت أدوية مسهلة لمعاقبتهن.
وأشار إلى أن “مربية أخرى كانت تعاقبهم بإعطائهم كميات كبيرة من المسهلات لدرجة أن والداي لم يكتشفا سبب مرضهم المستمر”.
ومما لا شك فيه أن مستويات سوء المعاملة والعنف التي عانى منها سبنسر في المدرسة كانت مروعة.
وكان سماع شهادته شخصيا مقنعا، خاصة عندما اكتشف أنه وشقيقاته كانوا يتعرضون للأذى في المنزل أحياناً على يد أشخاص كانوا مسؤولين عن رعايتهم.
وكان من غير اللائق أيضاَ أن نسمع عن تجاربه الوحشية تلك في المنطقة الفخمة التي يعيش فيها في واحد من أكثر العناوين تميزاً في لندن؛ هو سبنسر هاوس، وهو عقار بُني لأجداده الأرستقراطيين في القرن الثامن عشر تنتشر في أرجائه شمعدانات متلألئة وأعمال فنية لا تقدر بثمن وجدرانه مذهبة.
ولا يبدو على الإطلاق أن سبنسر يسعى لكسب التعاطف. لكن من المرجح أنه يسعى إلى أن حكاية قصته لنفسه، ربما كطريقة لمعالجة ما ألم به هو شخصياً جراء هذه المعاناة، وربما أيضاَ نيابة عن آخرين خاضوا غمار معاناة من نفس المعاملة السيئة.
كما أنه يدرك بوضوح أن أطفالاً آخرين من مختلف الطبقات عانوا في صمت مثل معاناته في تلك الفترة.
مع ذلك، فإن التحدث إلى سبنسر يكشف عن الضغط الشديد الذي يتعرض له من أجل الحفاظ على أسرار رهيبة باسم ما يُعرف بين أبناء الطبقة الأرستقراطية الإنجليزية “بضبط النفس”. وكانت التوقعات بنقل هذا التقليد عبر الأجيال شبه مؤكدة حتى لو كان ذلك يعني معاناة المزيد من الأطفال أو حتى تعرضهم للخطر.
ربما لا يكون الامتياز حماية من العنف أو الإساءة، ولا كما شهد العالم خلال حياة أخته المضطربة، إذ لا يوجد أي ضمان للسعادة.