حرب غزة: ما هي المساعدات التي تصل إلى القطاع وهل يستفيد منها الغزيون في رمضان؟
- Author, يحيى كناكريه
- Role, بي بي سي نيوز عربي- عمّان
في ظل استمرار حرب غزة لأكثر من 160 يوما، يستمر وصول المساعدات بشكل محدود جدا إلى القطاع مع دخول شهر رمضان، وتسجيل وفاة نحو 27 طفلا فلسطينيا نتيجة سوء التغذية، بحسب وزارة الصحة في غزة.
وقال مسؤول المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات بالاتحاد الأوروبي، يانيز لينارتشيتش، يوم الخميس، إن هناك مناطق في غزة تعاني من مجاعة حقيقية، ويمكن أن تمتد هذه المجاعة إلى القطاع بأكمله.
كما صرحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين الأربعاء قائلة: “هناك حاجة إلى دخول ما لا يقل عن 500 شاحنة أو ما يعادلها من المساعدات إلى غزة يوميا”، مشيرة إلى أن مبادرة إرسال المساعدات الإنسانية من جزيرة قبرص إلى غزة، لا يجب أن تكون بديلاً للطرق البرية.
وترسل عدة بلدان مساعدات جوية وبرية إلى قطاع غزة، تتنوع بين غذائية وطبية وإغاثية، على أمل التخفيف من وطأة الجوع هناك.
وأكّدت منظمة الصحة العالمية أن الوضع في غزة خطير جدا، وبشكل خاص في شمالي القطاع، حيث يعاني واحد من كل ستة أطفال دون سن الثانية من “سوء التغذية الحاد”.
“يتشارك نحو 17 فلسطينياً زجاجة مياه كبيرة واحدة، وعلبة طعام واحدة في الأيام الأخيرة”، حسب ما قالت آلاء مسعود لبي بي سي، وهي نازحة تقيم في دير البلح وسط قطاع غزة، مشيرة إلى زيادة أعداد النازحين، وقلة حجم المساعدات التي تصل القطاع، مقارنة بالأيام الأولى للحرب.
وتقول آلاء إنها تحصلت على مساعدات خلال أول يوم في رمضان، واعتبرتها “مناسبة نوعاً ما” لهذا الشهر، وشملت تلك المساعدات: زيت السمسم، وعلب الحلاوة، والتونة، والسردين، والجبن، والحمص، والعدس، بالإضافة إلى السكر والملح، لكن من دون وجود أي تمر أو حلويات.
وأشارت آلاء إلى أنه تم توزيع سلة غذائية من الخضروات في بعض الأحيان تتكون من بعض الأنواع الأساسية مثل البندورة والبطاطا والباذنجان والخيار، بنحو كيلو واحد من كل نوع.
كما أشار مواطنون في غزة تحدثت إليهم بي بي سي، إضافة إلى الهئية الخيرية الهاشمية في الأردن، إلى أن بعض المساعدات كان من بينها أرز مع الدجاج، ومقلوبة، وبرياني، وخبز، وتمر، وأنواع من البسكويت، مع سخان للأطعمة داخل كيس.
وقد وجدت فحوصات التغذية التي أجريت في مراكز الإيواء والمراكز الصحية في شمالي غزة، بحسب منظمة الصحة العالمية، أن 15.6 في المئة – أو وحد من كل 6 أطفال دون سن الثانية – يعانون من سوء التغذية الحاد.
ومن بين هؤلاء، يعاني ما يقرب من ثلاثة في المئة من الهزال الشديد، وهو أكثر أشكال سوء التغذية تهديداً للحياة، مما يعرض الأطفال الصغار لخطر المضاعفات الطبية والوفاة ما لم يتلقوا علاجًا عاجلاً.
مساعدات غذائية وطبية
وقالت الهيئة الخيرية الهاشمية في الأردن التي تختص بتجهيز المساعدات لترسل إلى قطاع غزة، لبي بي سي عربي، إنه سيتم تكثيف إرسال المواد الغذائية بأنواعها لتتناسب مع احتياجات شهر رمضان، مؤكدة استمرار إرسال المساعدات عبر البر والجو في الأيام القادمة.
وتتعاون عدة دول في إرسال المساعدات إلى قطاع غزة، منها؛ الأردن، والمغرب، والإمارات، وقطر، ومصر، وهولندا، وبريطانيا، وفرنسا، وألمانيا، والبحرين، وسلطنة عُمان، حيث تتنوع المساعدات ما بين غذائية وطبية وإغاثية.
وبحسب الهيئة الخيرية الهاشمية، ومواطنين في غزة، تتنوع المساعدات بين: زجاجات مياه، علب الحلاوة، العدس، الحمص، السكر، ومعلبات التونة، والجبن، والفول، وبسكويت التمر المدعم بالبروتين، والبازيلاء، الفاصولياء، والدقيق.
وقالت آلاء لبي بي سي: “نقوم في بعض الأحيان بمقايضة ما نحصل عليه من مساعدات مقابل مساعدات أخرى نحتاجها وتكون متوفرة عند بعض المحلات أو العائلات، أو يقوم البعض ببيعها بسبب ضيق الحال والحاجة لشراء بعض المواد”.
وحول المواد الطبية والإغاثية التي ترسل إلى غزة، أوضحت الهيئة أنها تتكون من أدوية ومستهلكات طبية وطرود صحية للنساء وطرود خاصة للأطفال وخيم وملابس وغيرها.
وأعلنت الهيئة إرسال 51 طائرة مساعدات إلى مطار العريش في مصر، و40 طائرة قامت بإنزالات جوية، و84 شاحنة برية وصلت إلى كافة المناطق في القطاع، برا وجوا من مناطق الشمال إلى الجنوب ومرورا بالوسط.
“معاناة للحصول على المساعدات”
وتطالب علا أبو الورد، وهي مقيمة شمالي غزة، بإرسال المزيد من المواد الأساسية مثل الطحين والسكر والبقوليات والخضار والفواكه، والسولار ومواد الرعاية الطبية.
ولفتت أبو الورد في حديثها لبي بي سي إلى وجود صعوبة ومعاناة عند محاولة الحصول على المساعدات، حيث يركض الجميع لمسافات ربما تكون طويلة للحصول عليها، أو يضطر البعض للسباحة في حال سقوطها في البحر، وهو ما لا يستطيع الأغلب فعله.
وتضيف: “نتمنى أن يتم تنسيق وصول المساعدات إلينا بشكل أفضل، وإرسال المزيد من الأدوية وتحويل المرضى والمصابين إلى الخارج”.
واتفقت آلاء مع مطالبات أبو الورد، وخاصة فيما يتعلق بضرورة إرسال المزيد من السكر والزيت، والمعكرونة، والأرز بسبب ارتفاع أسعارها “بشكل خيالي” في السوق، وكذلك الخضروات، لأن “معظم الطعام أصبح من المعلبات وهذا يؤثر على الصحة سلباً بشكل كبير”.
ودعت آلاء الدول إلى إرسال الخميرة ضمن المساعدات لأنها أصبحت مهمة جداً، فهي تستخدم في إعداد عجين الخبز في أفران الطين، بسبب توقف المخابز العامة عن العمل لفترات طويلة.
شح الطعام وسوء التغذية
وقال الدكتور أشرف القدرة، الناطق باسم وزارة الصحة في غزة، إن آلاف الأطفال يعانون من مضاعفات خطيرة نتيجة سوء التغذية، وعدم توفر أنواع الحليب الخاص بهم شمالي غزة، ما أدى لوفاة 27 طفلا حتى الآن.
ومع دخول حرب غزة أسبوعها الثالث والعشرين، أصبحت المواد الغذائية والمياه الصالحة للشرب شحيحة للغاية، وانتشرت الأمراض، ما يؤثر على تغذية النساء والأطفال وقوة مناعتهم، ويؤدي إلى زيادة حالات سوء التغذية الحاد.
وحسب منظمة الصحة العالمية، يواجه 90 في المئة من الأطفال دون سن الثانية و95 في المئة من النساء الحوامل والمرضعات فقراً غذائياً حاداً في غزة، وهو ما يعني أنهم استهلكوا مجموعتين غذائيتين أو أقل في اليوم السابق، والطعام الذي يمكنهم الحصول عليه هو طعام ذو قيمة غذائية منخفضة للغاية.
وبحسب المنظمة، فإن 95 في المئة من الأسر تحد من عدد الوجبات وحجمها، إذ تتناول 64 في المئة من الأسر وجبة واحدة فقط في اليوم، وقال أكثر من 95 في المئة من الأسر إنهم قلصوا كمية الطعام التي يتلقاها البالغون لضمان حصول الأطفال الصغار على طعام يأكلونه.