بعد مرور 50 عاماً: قصة أغنية “سأحبك دائماً”، من دوللي بارتون إلى ويتني وإلفيس
- Author, أليكس تايلور
- Role, مراسل الشؤون الثقافية
هل تعتقد أن يومك كان مثمراً؟ ربما عليك التفكير بدوللي بارتون وإعادة النظر في ذلك.
بعد ظهر أحد الأيام من عام 1973، دفعها وميض من الإلهام إلى الجلوس وكتابة أغنيتين على التوالي، أصبحتا من الكلاسيكيات.
أولاً أغنية “جولين” – الأغنية ذات الجماهيرية الساحقة والتي شكلت مفصلاً في مسيرتها المهنية، وارتبطت ببارتون وحدها. أما الثانية، فهي أغنية I will always love you (سأحبك دائماً).
إنه دوام عمل لا بأس به.
لا تزال الأغنية الرقيقة الثانية التي أتمّت هذا الأسبوع الذكري السنوية الخمسين لصدورها، واحدة من الأعمال الأقل شهرة لناحية ارتباطها باسم مؤلفتها، على الرغم من كونها الأغنية المصاحبة للحب وانكسار القلب منذ مدة نصف قرن.
كانت نسخة ويتني هيوستن، المسجلة للموسيقى التصويرية في فيلم “الحارس الشخصي” في عام 1992، هي ما كرست الأغنية ضمن الكلاسيكيات.
ويوضح أحد الردود على منشور لبارتون على انستغرام يحتفل بالذكرى السنوية لصدور “أغنيتها”، الالتباس حول الأمر لدى الجمهور.
وكتبت بارتون يوم الثلاثاء الماضي “ستحتلّ (هذه الأغنية) دائماً مكانة خاصة في قلبي وآمل أن تشعروا بالمثل”، ليعترف أحد المعلقين على المنشور والذي نال أعلى نسبة إعجاب: “لم أدرك أبداً أنها أغنيتك”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Instagram. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Instagram وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية
نهاية Instagram مشاركة
لذلك، بعد خمسة عقود من إعلانات الحب (سواءً كانت متبادلة أم لا) بواسطة هذه الأغنية، ننظر إلى ماضي “سأحبك دائماً” I will alwyas love you الحافل بالأحداث – من محاولة إلفيس بريسلي الفاشلة لاقتناص الأغنية، إلى الطريقة المدهشة التي أنفقت بها بارتون عائداتها منها. يا لها من طريقة لكسب العيش.
بدايات قاسية
تتناقض حلاوة النسخة الأصلية لدوللي بارتون مع عقلية الذئب المنفرد المستقلة التي خلقتها.
انتقلت دوللي بارتون إلى ناشفيل من شرق تينيسي بعد تركها المدرسة في عام 1964. في ذلك الوقت، لم تحقق إلا نجاحاً متوسطاً كمغنية وكاتبة أغانِ قبل أن تلفت انتباه المغني بيل فيليبس الذي غنى معها في دويتو أغنيتها “Put It off Until Tomorrow” (أجّل الأمر إلى الغد).
دعا نجم موسيقى الكانتري بورتر واغونر بارتون لتكون “الفتاة المغنية” في برنامجه التلفزيوني – وفي النهاية ضمّها إلى علامته التجارية ومنحها الفرصة الكبيرة التي كانت تتوق إليها.
أول أغنية منفردة لبارتون مع هذه العلامة، كانت نسخة لأغنية توم باكستون “The Last Thing on My Mind” (آخر ما يدور في ذهني)، وكانت دويتو مع واغونر. عندما وصلت إلى قائمة أفضل عشر أغاني في عام 1968، أطلقت الشرارة لبداية شراكة موسيقية هائلة.
ولكن بحلول عام 1973، أرادت بارتون أن تجعل المسرح وشاشات التلفزيون لها وحدها. “لقد جئت إلى ناشفيل لأكون نجمة مستقلة”، قالت لدي جاي هاورد ستيرن في عام 2023.
“شعرت حقاً بأنني بحاجة إلى المضي قدماً. لم أكن أريد أن أقضي بقية حياتي كفتاة مغنية. كنت أعرف مصيري. كنت أعلم أنه يجب علي الاستمرار في فعل ما شعرت أنني منجذبة للقيام به.”
لكن اتخاذها القرار كان شيئاً، وإبلاغ واغونر به شيئاً آخر.
وقالت، وهي تتذكر عذاب المشاعر المتضاربة: “كيف سأجعله يفهم كم أقدّر كل شيء، لكنني يجب أن أذهب؟”.
“فكرت، حسناً، ما هو أفضل ما تفعلينه؟ أنت تكتبين الأغاني. لذلك جلست وكتبت هذه الأغنية”.
تحتوي هذه الصفحة على محتوى من موقع Google YouTube. موافقتكم مطلوبة قبل عرض أي مواد لأنها قد تتضمن ملفات ارتباط (كوكيز) وغيرها من الأدوات التقنية. قد تفضلون الاطلاع على سياسة ملفات الارتباط الخاصة بموقع Google YouTube وسياسة الخصوصية قبل الموافقة. لعرض المحتوى، اختر “موافقة وإكمال”
تحذير: بي بي سي غير مسؤولة عن محتوى المواقع الخارجية المحتوى في موقع YouTube قد يتضمن إعلانات
نهاية YouTube مشاركة
وهكذا ولدت أغنية بارتون I Will always love you، كأنشودة شكر صادقة محاطة بتحدٍّ فولاذي.
صباح اليوم التالي، دخلت إلى مكتب واغونر وطلبت منه الجلوس. قالت لستيرن: “لقد غنّيت الأغنية وحدي في مكتبه – فقط أنا والغيتار الخاص بي”.
انهمرت الدموع على وجهه من خلف المكتب. وقال لها: “هذه أفضل أغنية كتبتها على الإطلاق. يمكنك الذهاب فقط إذا كان بإمكاني أن أنتج هذه الأغنية.”
وقال مارك لي الذي كتب عن الأغنية ضمن عمود “حياة أغنية” في صحيفة “فايننشال تايمز”، لبي بي سي إنها “مزيج يدمي القلب بشكل غير عادي من الهشاشة الحريرية والكثافة الحارقة”.
وأضاف: “إنها رائعة لأنها تعلن النهاية المؤلمة للعلاقة في نفس الوقت الذي تعلن فيه أن هناك رابط عاطفي سيستمر إلى الأبد”.
كسر قلب إلفيس
بعد مرور عام، أصبحت أغنيتا بارتون من جلسة الكتابة الغنيّة تلك، رقم واحد في الولايات المتحدة، وبدأت في تحقيق تقدم مع جمهور البوب السائد.
ثم اتصل إلفيس – لقد سمع “آي ويل أولويز لاف يو” وأراد تسجيل نسخة بصوته.
قالت له: “لا يمكنك أن تتخيّل مدى حماسي لهذا الأمر. هذا هو أعظم شيء حدث لي ككاتبة أغاني.”
لكن في الليلة التي سبقت جلسة التسجيل، اتصل مدير أعماله المعروف بصرامته، الكولونيل توم باركر، ببارتون وأخبرها أن بريسلي لن يسجّل الأغنية ما لم تسلّم أكثر من نصف حقوق كتابة الأغاني.
من خلال إظهارها الدهاء التجاري القوي نفسه الذي دفعها إلى الابتعاد عن واغونر لتجد نجاحاً منفرداً، أجبرت بارتون نفسها على قول لا.
“قلت، لا أستطيع فعل ذلك”، أخبرت ستيرن. “بالطبع بكيت طوال الليل بسبب ذلك.”
التهافت على “ذهب” الشاشة الفضية
على الرغم من كل ما قاسته بارتون، بشكل مفهوم، بسبب الفضول حول ما كان يمكن أن تخلقه نجومية بريلسي لأغنية الحب الضائع، فإن حدسها للإصرار على موقفها كان مثمراً، حرفياً، بالنسبة لها.
في عام 1975، بعد وقت قصير من إصدار بارتون “آي ويل أولويز لاف يو”، كتب لورانس كازدان سيناريو فيلم “الحارس الشخصي” وهي قصة حب عن عميل سابق في جهاز الخدمة السرّية الأمريكي يقع في حب نجمة البوب التي عُيّن لحمايتها.
استغرق الأمر 17 عاماً حتى قام كيفن كوستنر وويتني هيوستن، نجمة البوب الحقيقية، بنقل القصة إلى الشاشة الكبيرة في عام 1992، مع الأغنية كموسيقى تصويرية. (حاولت بارتون غناءها بنفسها، حيث أدتها على الشاشة جنباً إلى جنب مع بيرت رينولدز في عام 1982 في فيلم “The Best Little Whorehouse in Texas” (أفضل بيت دعارة صغير في تكساس). تصدّرت نسخة الفيلم المعاد تسجيلها مرة أخرى قائمة بيلبورد لأغاني الكانتري، وهي الأولى من نوعها في ذلك الوقت، لكنها فشلت في الوصول إلى قائمة أفضل 40 أغنية).
كان كوستنر، وفقاً لعمود “الأوائل” في مجلة ستيريوغام الموسيقية، هو الذي اقترح أن تغني هيوستن أغنية كانتري.
سادت الشكوك، ولكن تم إنتاج شريط من النسخ المحتملة، بما في ذلك نسخة ليندا رونستادت عام 1975 لأغنية بارتون المتواضعة. أعاد المنتج ديفيد فوستر صياغتها في نسخة قوية ومفعمة سمحت لصوت هيوستن في نهاية المطاف بالشغب.
وقالت ويتني هيوستن لمجلة رولينغ ستون إنها تعتقد أن بارتون هي “كاتبة ومغنية رائعة” مضيفة أنها “قلقة” من ردة فعل بارتون حيال نسختها من الأغنية.
وأضافت أن قول بارتون إنها “مندهشة” من نسختها، يعني لها الكثير.
“يتميز تسجيل بارتون بنقاء وأصالة لا تقاوم. نسخة هيوستن تؤثر بالمثل لكنها تنفذ على نطاق مختلف اختلافاً كبيراً”، يقول لي لبي بي سي.
افتتاحها بصوت أكابيلا (من دون مرافقة موسيقية) التي اعتُمدت مرة أخرى بناء على اقتراح كوستنر لتناسب الفيلم بشكل أفضل، تبني حتى المقطع والنوتة الأخيرة التي أطلقتها هيوستن بكل قوتها.
وقال لي: “إنها تحول ما وصفته دوللي بأنه “أغنية بسيطة عن كل شيء ولا شيء إلى أغنية قوة ضخمة تستدعي طاقة إقلاع طائرة”.
وشعرت بارتون بالمثل بالزوبعة، حيث أخبرت ستيرن أنها سمعت النسخة بشكل غير متوقع عندما كانت تقود سيارتها الكاديلاك إلى المنزل، وكانت غارقة للغاية في الارتباك لدرجة أنها اضطرت إلى التوقف لأنها “كادت أن تحطم السيارة”.
تقول: “كنت مثل كلب يسمع صافرة… كانت كأنها ترن نوعاً من الجرس… بحلول الوقت الذي أدركت فيه أنها كانت مستعدة للانتقال إلى الكورس… لم أستطع أن أصدق أن أغنيتي الحزينة الصغيرة من نوع موسيقى الكانتري يمكنها أن تُنفَّذ على هذا النحو”.
“كانت تلك واحدة من أعظم التجارب التي مررت بها في حياتي كلها.”
الباقي، كما يقولون، أصبح من التاريخ.
حققت نسخة هيوستن نجاحاً كبيراً في جميع أنحاء العالم، إذ بقيت 10 أسابيع في المركز الأول في المملكة المتحدة، حيث كانت الأغنية الأكثر مبيعاً لهذا العام و14 أسبوعاً على قمة قائمة بيلبورد الأمريكية. أثبتت نجاحها لدرجة أنها فازت في النهاية بتسجيل العام في حفل توزيع جوائز غرامي لعام 1994.
مع مبيعات عالمية تجاوزت 20 مليون، قالت تقارير إن الأغنية أكسبت بارتون أكثر من 10 ملايين دولار من العائدات من نسخة هيوستن في تسعينيات القرن العشرين وحدها.
عام 2021، أخبرت مضيف برنامج الدردشة آندي كوهين أنها استثمرت بعض الأموال في حي أسود في ناشفيل تكريماً لهيوستن التي توفيت عن عمر يناهز 48 عاماً في عام 2012.
وقالت بارتون: “كانوا معظمهم من العائلات الأفريقية الأمريكية والأشخاص الذين يعيشون هناك”. لقد كان مركزاً تجارياً كاملاً. وفكرت، “هذا هو المكان المثالي بالنسبة لي، مع الأخذ في الاعتبار أنه كان مكان ويتني”.
يستمر البروز الثقافي للأغنية حتى يومنا هذا، مع عرض مسرحي لـ”الحارس الشخصي” تم إيقافه العام الماضي بسبب غناء الجمهور بصوت عالٍ جدا.
كانت النجمة السابقة لفريق “ذا بوسيكات دولز”، ميلودي ثورنتون، تحاول الغناء منفردة عندما بدأ الناس في الغناء خارج اللحن تماماً.
وقالت ثورنتون إنها “قاتلت بشدة” و”شعرت بالفزع” لأن العرض قد أوقف.
يستمر البروز الثقافي للأغنية حتى يومنا هذا، مع عرض مسرحي لـ”ذا باديغارد” تم إيقافه العام الماضي بسبب غناء الجمهور بصوت عالٍ جدا.
كانت النجمة السابقة لفريق “ذا بوسيكات دولز”، ميلودي ثورنتون، تحاول الغناء منفردة عندما بدأ الناس في الغناء خارج اللحن تماماً.
وقالت ثورنتون إنها “قاتلت بشدة” و”شعرت بالفزع” لأن العرض قد أوقف.
أما بالنسبة لبريسلي، فتقول بارتون إنها منذ ذلك الحين كسبت ما يكفي من المال من استعادات الأغنية كافة ما يجعلها قادرة على شراء ممتلكاته الشهيرة في غريسلاند مرات عدة.
وفي محاولة لحل لغز نسخته “المفقودة”، يقول لي: “أتخيل أنه كان سيعامل الأغنية باحترام، ويضعها في طبقات بنوع من الدقة وضبط النفس الصوتي الذي جلبه إلى نسخ الأغاني التي قدمها مثل أغنية “Can’t Help Falling in Love” (لا يسعني إلا الوقوع في الحب) و”Unchained Melody” (نغمة بلا قيود).
النسخ التي نفذها المعجبون بواسطة الذكاء الاصطناعي، توصلت (نوعاً ما) إلى نفس النتيجة.
كل ما تبقى لك هو أن تأخذ نفساً عميقاً، وترفع مستوى الصوت على الكورس، حسناً، أنت تعرف الباقي. سيكون من الوقاحة عدم القيام بذلك. من أجل بارتون وبريسلي وهيوستن.