أخبار العالم

تكوين المشاركين في “الإحصاء العام” يستعين بتقنيات الذكاء الاصطناعي



خلال لقائها الصحافي مساء أمس الأربعاء، أكدت المندوبية السامية للتخطيط أنها “تدرك أهمية تكوين المرشحين للمشاركة في عملية الإنجاز الميداني للإحصاء، المرتقب إنجازه شهر شتنبر من هذه السنة والمهارات التي يتيح اكتسابها، سواء بالنسبة للإحصاء أو في التنمية الذاتية والمهنية للمشاركين”، وهو ما حَدا بها إلى أن “تجعله في متناول فئات عريضة”.

الدعوة لتقديم طلبات المشاركة، المفتوحة من 7 إلى 27 فبراير الماضي، عرفت، حسب معطيات قدمها المندوب السامي للتخطيط، أحمد الحليمي علمي، خلال اللقاء نفسه، “نجاحا منقطع النظير”، وفق وصفه، مفيداً بـ”توصُّل المندوبية بحوالي 500 ألف ترشيح في المجمل”؛ معددا أن من بين المرشحين “شباب حاملو الشهادات (42%)، وطلبة التعليم العالي (29%)، ثم الموظفون (19%)، فالأجراء (8%) والمتقاعدون (2%)”.

وعلى الرغم من الرغبة في ضم أكبر عدد ممكن من المرشحين، يتابع الحليمي، إلا أن “طاقاتنا التكوينية المحددة في 200 ألف مشارك حتمت علينا إجراء انتقاء”. وقد تم هذا الأخير بشكل أوتوماتيكي “حسب المستوى الدراسي والخبرة المهنية مع مراعاة احتياجات عمليات الإحصاء من باحثين ومراقبين ومشرفين والمعايير الجغرافية لتغطية الوحدات الإدارية الأساسية”.

مواكبة بالذكاء الاصطناعي

“من أجل تحسين تجربة التعلُّم والتكوين وتقديم دعم مخصص لكل مشارك”، قامت مندوبية التخطيط بـ”تطوير مساعد رقمي ذكي بفضل الذكاء الاصطناعي سيواكب المتعلمين في مسارهم التعليمي”.

وتابعت المندوبية شارحة على لسان مسؤوليها خلال اللقاء الذي أعطى انطلاقة عملية التكوين: “بفضل تزويده بقاعدة معرفية مهمة قادرة على التكيف باستمرار، يُمكن للمساعِد التفاعل (أو الدردشة) في أي وقت (24س/24 و7 أيام/7) مع المتعلمين بالعربية والدارجة والفرنسية”.

تشمل وظائفه الرئيسية “الإجابة الآنية وبشكل دقيق وصريح على مختلف تساؤلات المتعلمين، سواء فيما يتعلق بمفاهيم الإحصاء أو تقنيات تجميع المعطيات، وكذلك استعمال تكنولوجيا المعلومات أو الجوانب التنظيمية، وتوجيه المشاركين للاختيارات الملائمة حسب احتياجاتهم وتساؤلاتهم”.

“وفي حالة الأسئلة المعقدة، تحديد موضوعها وإحالتها على الخبراء لتقديم مزيد من التوضيحات”. أما “التعلم والتكيف باستمرار ينتج عنه التحسن المستمر للقدرات على تلبية احتياجات المشاركين”.

وأفادت المندوبية بأنه “تم انتقاء 200 ألف متعلم، “وفق مسلسل مضبوط وشفاف”، بعد الدعوة لتقديم طلبات المشاركة في الإحصاء العام للسكان والسكنى 2024 من بين 500 ألف ترشيح. وسيتم استدعاء المرشحين الذين تم قبولهم في هذه المرحلة لمباشرة تكوينهم عن بعد عبر المنصة الرقمية المعدة لهذا الغرض “من 15 مارس إلى غاية 15 يونيو 2024”.

كما يمكن لجميع المشاركين “التنزيل المجاني لفيديوهات التكوين، علما أن “أكثر من ثلاثة أرباع منهم هُم شباب من حاملي الشهادات، وطلبة”.

منصة التكوين

اعتمدت المندوبية السامية للتخطيط “مقاربة جديدة لتكوين المشاركين في تنفيذ إحصاء 2024 من باحثين ومراقبين ومُشرفين، فيما سيتم هذا التكوين عن بعد، حسب معطيات رسمية من المندوبية، “في مرحلة أولية بالاعتماد على وسائط سمعية بصرية ملائمة، ثم حضوريا، مباشرة قبيل بدء عملية تجميع المعطيات”.

وتستند منصة تكوين المشاركين عن بعد إلى “التصميم البيداغوجي” الذي اعتمدَ ثلاثة مستويات من التكوين”؛ المستوى الأول هو تجميع المعطيات لدى الأسر، والمستوى الثاني يهم جودة البيانات، بينما المستوى الثالث هو تنظيم العمل الميداني.

ستتم الاستعانة بمختلف الوسائط البيداغوجية من “أشرطة فيديو ومحاكاة وقراءات واختبارات وتقييم”.

دعم المشاركين

جرى “دعم المترشحين أثناء التكوين عن بعد بمساعِد آلي (CHATBOT) من خلال “تطوير قاعدة معرفية باستخدام Chat GPT”، ثم “توجيه المستعملين نحو صياغة السؤال المناسب للحصول على الإجابة المناسبة استنادا إلى الذكاء الاصطناعي”، بينما اعتمُد بمساعدة جامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية “نموذج متعدد اللغات يسمح للبرنامج بالتفاعل باللغة العربية أو الفرنسية أو الإنجليزية”، فضلا عن “التحديث المستمر لقاعدة البيانات مع إجابات على الأسئلة الجديدة”

ومن بين “خصائص المنصة”، اعتماد “نظام إدارة التعلم”، عبر “فضاء خاص بالمتعلم، وفضاء خاص بالمُكوّن”، فضلا عن “فضاء خاص بالمسؤول”، وجرى اعتماد “ChatBot” (مُساعد آلي) من أجل ضمان “مساعدة فورية وتفاعل شخصي، على مدار أيام الأسبوع”.

صرف التعويضات

بعد عملية ومرحلة التكوين عن بعد، سيتم، حسب المندوب السامي، “استدعاء المرشحين الذين اجتازوا مرحلة التكوين بنجاح، في حدود 55 ألف شخص، من أجل مقابلة على المستوى الإقليمي للتحقق من ملفاتهم وتقييم المهارات التي اكتسبوها”.

كما ستتم التعيينات بناء على الدرجات التي تحصّلوا عليها والاحتياجات الجغرافية للعملية على الصعيد الجماعي، قبل أن يتابعوا “تكوينا حضوريا خلال شهر غشت من أجل تعزيز استيعابهم للمفاهيم ومختلف مكونات التكوين والتدرب على استعمال اللوحات الالكترونية”.

ولم يفت المسؤول ذاته أن يبرز “مسألة تعويض المشاركين في التكوين الحضوري” وفقاً للمرسوم رقم 2.23.580 الصادر (21 دجنبر 2023) المتعلق بمنح تعويض للمشاركين في تهيئة وإنجاز الإحصاء العام للسكان والسكنى في المملكة.

أما بالنسبة للمرشحين الذين أتمُّوا التكوين عن بعد ولم يتم قبولهم لعدم مطابقة طلبهم للحاجيات المجالية للإحصاء، فـ”سيحصلون على شهادة المشاركة تشير لاستيعابهم للمميزات الديمغرافية والاجتماعية والاقتصادية للأسر واكتسابهم لمهارات عملية في إنجاز واستغلال البحوث لدى الأسر”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى