حرب غزة: خطة إسرائيلية لنقل النازحين من رفح وطريق جديد لإيصال المساعدات في الشمال
أعلنت إسرائيل أنها تخطط لنقل الفلسطينيين النازحين في رفح إلى ما تسميها “الجزر الإنسانية” في وسط القطاع.
يأتي ذلك قبيل الهجوم البري المخطط له في مدينة رفح الجنوبية، حيث يقيم أكثر من مليون فلسطيني.
ولم يتضح بعد ماهية تلك “الجزر الإنسانية”، أو كيفية عملها بالتحديد، لكن إسرائيل أشارت إلى تزويدها بالمساعدات والإسكان المؤقت.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنه لم يتلق التفاصيل بعد، لكنه “بحاجة إلى رؤية خطة لإبعاد المدنيين عن الأذى” ضمن أي عملية عسكرية في رفح.
وقد أشارت إسرائيل مراراً إلى حاجتها لمثل هذا الهجوم، وأصرت على أنه لا يمكن إخراج حماس بالكامل من غزة دون استهداف رفح.
وقد نزح أكثر من مليون فلسطيني- أي أكثر من نصف سكان غزة – إلى رفح دون مأوى مناسب، في ظل شُح الإمدادات الغذائية والطبية.
وقد تعرض الجزء الأوسط من القطاع، الذي تقترح إسرائيل نقلهم إليه، لأضرار بالغة بسبب الهجمات البرية والجوية المتكررة. ولم يُحدد إطار زمني بعد بشأن موعد إجراء العملية.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، إن نقل الموجودين في رفح إلى المناطق المحددة، والذي أكد أنه سيكون بالتنسيق مع الجهات الدولية الفاعلة، جزء أساسي من استعدادات الجيش للهجوم المتوقع على رفح.
وأضاف هاغاري إن هذه “الجزر” ستوفر السكن المؤقت والغذاء والمياه، وغيرها من الضروريات للمدنيين الفارين من الحرب.
ولم يذكر لمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي توقيت إخلاء رفح أو بدء الهجوم على المدينة، موضحاً أن إسرائيل ترغب في أن يكون التوقيت مناسباً من الناحية العملياتية وأن يكون بالتنسيق مع مصر، التي قالت إنها لا تريد تدفق النازحين الفلسطينيين عبر حدودها.
طريق جديد للمساعدات
من ناحية أخرى، أعلنت الأمم المتحدة عن استخدام طريق بري جديد لتوصيل الغذاء إلى شمال غزة للمرة الأولى منذ ثلاثة أسابيع.
وقال الجيش الإسرائيلي إن ست شاحنات تابعة لبرنامج الغذاء العالمي عبرت عبر بوابة في السياج الحدودي لغزة (معبر 96).
وأضاف الجيش أن التسليم الذي تم مساء الثلاثاء، وكان “جزءاً من تجربة لمنع حماس من الاستيلاء على المساعدات”، مؤكداً أن نتائج التجربة ستُعرض على “الجهات السياسية”.
وأشارت الأمم المتحدة إلى أن قافلة برنامج الأغذية العالمي تمكنت من استخدام طريق عسكري إسرائيلي يمتد على طول السياج الحدودي لغزة للوصول إلى الشمال وتوصيل ما يكفي من الغذاء لنحو 25 ألف فلسطيني.
يأتي ذلك وسط ضغوط عالمية على إسرائيل للسماح بمزيد من الوصول إلى الأراضي الفلسطينية للحصول على المساعدات، وسط مجاعة تلوح في الأفق بينما تواصل إسرائيل حربها في غزة.
كما أبحر قارب يحمل 200 طن من المساعدات الغذائية لتوزيعها من قبل مؤسسة خيرية من قبرص يوم الثلاثاء، لافتتاح ممر بحري جديد إلى الأراضي الفلسطينية، ومن المتوقع أن يصل قرب غزة الخميس.
ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية أن سفينة ثانية محمّلة بالمساعدات الإنسانية المخصصة لغزّة في ميناء لارنكا، تنتظر أن تبحر بعد تفريغ الدفعة الأولى في القطاع الفلسطيني، بحسب ما قال وزير الخارجية القبرصي كونستانتينوس كومبوس الأربعاء.
وقال كومبوس لصحفيين في نيقوسسيا “في الوضع الحالي، نعمل عن طريق منظمة غير حكومية، ونتابع بالفعل مع سفينة تجارية ذات سعة أكبر” يمكنها أن تغادر قبرص “بعد تفريغ الحمولة الأولى إذا لم تكن هناك أي مشاكل”.
وأضاف كومبوس أن السفينة المملوكة لدولة لم يُحددها، “راسية في لارنكا منذ السبت”، مشيراً إلى أن “السفينة والشحنة يجري تفتيشهما” من قبل السلطات، دون أن يحدد كمية المساعدات التي تحملها.
ولفت كومبوس إلى أن واحدة من المخاوف تتمثل في ضمان حسن سير عمليات توزيع المساعدات على الأرض و”إدارة الحشود” التي تنتظر وتحتاج الحصول على الطعام في القطاع المحاصر الذي يتعرض لقصف إسرائيلي منذ اندلاع الحرب الحالية في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
وأضاف: “نريد أن يعلم الناس أنه سنجري عمليات تسليم منتظمة للغزيين”.
وتقول الأمم المتحدة إن ما لا يقل عن 576 ألف فلسطيني في غزة أصبحوا على بعد خطوة واحدة من المجاعة.
أطفال رفح إلى الضفة الغربية
على صعيد آخر، قالت منظمة “قرى الأطفال SOS” الإنسانية غير الحكومية، إنه تم إخلاء مجموعة مؤلفة من 68 طفلاً من قرية تابعة لها في مدينة رفح بجنوب قطاع غزة، بالإضافة إلى 11 موظاً من مُقدمي الرعاية والعاملين في هذه المنظمة غير الهادفة للربح، وعائلاتهم.
وأفادت المنظمة، التي ترعى أطفالاً من الأيتام في بيان، بأنه تم نقل هؤلاء الأطفال والعائلات إلى مدينة بيت لحم في الضفة الغربية المحتلة “من خلال الوزارات الرسمية والقنوات الدبلوماسية”، وأنهم وصلوا إلى هذه المدينة يوم الاثنين الماضي.
وجاء في البيان ان أعمار أولئك الصغار، تتراوح ما بين عامين و14 عاماً، وأنهم جميعا في حالة جيدة، مشيراً إلى أنهم كانوا يحظون برعاية منظمة “قرى الأطفال SOS” الإنسانية منذ فترة ما قبل الحرب.
وذكرت المنظمة الدولية، التي تعمل في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1968، أنها لا تزال تشعر بـ “قلق بالغ” إزاء حالة الأطفال والآخرين، ممن لا يزالون عرضة لـ “خطر شديد في قطاع غزة”.
وأشارت إلى أن قرية الأطفال التابعة لها في رفح، لا تزال تستضيف حالياً وترعى “مجموعة من الأطفال، ممن فقدوا رعاية الوالدين، كما تضم القرية في رفح حاليا، وبقدر استيعابها، عدداً من النازحين والأطفال والخريجين والعائلات الممتدة”.