نشطاء يطالبون بتفعيل الغرامات ضد ملوثي الشواطئ بموائد الإفطار
مع حلول شهر رمضان، يتعالى النقاش من جديد في الوسط البيئي بالمغرب حول مخلفات الإفطار الجماعي الذي يفضّله العديد من المواطنين بالشواطئ.
ويوم أمس الثلاثاء، أول أيام رمضان، راجت أخبار متطابقة، حول توجه سلطات مدينة أكادير لـ”منع” الإفطار الجماعي على الشاطئ.
وحسب المصادر عينها، والتي تبقى غير مؤكدة إلى حدود اللحظة في ظل غياب أي قرار رسمي، فإن “سبب اتخاذ سلطات أكادير لهذا القرار راجع إلى رغبتها في تجاوز الضرر البيئي”.
وقال نشطاء البيئة بالمغرب إن “منع الإفطار الجماعي ليس الحل لتجاوز معضلة التأثير البيئي الوخيم، بل التحسيس والمراقبة هما السبيل الوحيد”.
ويفضّل العديد من المغاربة في هذا الشهر التوجه إلى الشواطئ من أجل تناول وجبة الفطور؛ لكن ذلك في الغالب يعرف إلقاء مخلفات الطعام والنفايات البلاستيكية، مما يؤثر على الوسط البيئي للشواطئ، وفق سليمة بلمقدم، رئيسة حركة “مغرب البيئة 2050”.
وأضافت بلمقدم، في تصريح لهسبريس، أن المواطنين من حقهم تناول وجبة الفطور في الشواطئ في رمضان، ولا يمكن أن يتم منعهم من ذلك، والسلطات ملزمة بأن تفعل المراقبة البيئية الصارمة.
وبينت الناشطة البيئية أن “المسألة الأخرى والمهمة لتجاوز هاته المعضلة هي تحسيس المواطنين بمخاطر تلويث الوسط البيئي”، موضحة أن “هذا المشكل ليس مطروحا فقط في رمضان، بل على طول السنة”.
وأبرزت بلمقدم أن هذا التلويث الذي يتعرض له الوسط البيئي بالمغرب غير عادي بتاتا، حيث يرتكب بعض المواطنين على طول الفصول جنحا بيئية أو إيكولوجية.
ودعت رئيسة حركة “مغرب البيئة 2050” السلطات المغربية المعنية بهذا المجال، وعلى رأسها الشرطة البيئية، إلى “تفعيل الغرامات والقانون ضد كل من يلوّث الشواطئ”، من خلال إنشاء قسم للخيالة الذين سيسهرون على هاته العملية.
وأكدت المتحدثة عينها أن “منع المواطنين من الإفطار في الشاطئ أمر غير مقبول تماما، وما يجب القيام به هو التحسيس والمراقبة”، مبينة أن “مسألة المراقبة للمجال البيئي ضعيفة في المغرب وشبه منعدمة”.
من جانبه، سجل أيوب كرير، باحث في إعداد المجال والتنمية المستدامة ورئيس جمعية “أوكسيجين للبيئة والصحة”، أن “الإفطار الجماعي هي بادرة جيدة لها العديد من المحاسن، ومنعها غير ممكن”.
وشدد كرير لهسبريس على “أهمية المراقبة والتحسيس من السلطات المعنية لمواجهة بعض المظاهر السيئة في الشواطئ المغربية”، مشيرا إلى أن “هاته السلوكيات ترفع منسوب النفايات، وتعطي صورة سيئة لها”.
ولفت الناشط البيئي إلى “أهمية توفير حاويات القمامات في الشواطئ، مع تكثيف الحملات التحسيسية، وتفعيل حاسم للمراقبة”.
وأورد رئيس جمعية “أوكسيجين للبيئية والصحة” أن المنع ليس الحل الصواب، فهاته الظاهرة مميزة، ولها العديد من الإيجابيات؛ في حين يجب تكثيف التحسيس، وتوعية المواطن بأهمية وسطه البيئي.