إقليم الفقيه بن صالح ينتعش في رمضان
في شهر رمضان، تتحول شوارع مدن ومراكز إقليم الفقيه بن صالح، كباقي جهات المغرب، إلى مشهد نابض بالحياة والحركة.
ويشهد الإقليم زخمًا اقتصاديًا مميزًا نتيجة لازدهار عدد من المهن الموسمية، مما يوفر لفئات اجتماعية واسعة، ضمنها “الباعة المتجولون”، فرصة لتحسين أوضاعها المعيشية.
وككل رمضان، يستعد أصحاب المحلات والباعة على الأرصفة لاستقبال شهر رمضان الكريم من خلال عرض مجموعة متنوعة من المواد الاستهلاكية مثل “الشباكية” و”البريوات”، بالإضافة إلى أصناف أخرى من الحلويات والمأكولات والفواكه الطازجة التي يبحث عنها الصائمون لوجبات الإفطار، متطلعين إلى تحقيق استقرار مالي أفضل.
واستثناء، مع بداية رمضان هذه السنة، أعرب أصحاب المحلات والباعة الجائلون عن استيائهم من ارتفاع أسعار المواد اللازمة لتحضير الحلويات ووجبات الإفطار، مؤكدين وجود تحديات صعبة تواجههم في تلبية الطلب المتزايد في ظل نقص الموارد جراء تأثر الحياة اليومية بتداعيات الجفاف الحاد الذي ضرب البلاد.
رشيد، صاحب محل للحلويات في سوق السبت بإقليم الفقيه بن صالح، (54 عاما)، قال في تصريح لهسبريس إنه يستعد لرمضان “من خلال توظيف المزيد من العمال وزيادة ساعات العمل”، معربًا عن أمله في تحقيق إقبال أكبر على منتجاته رغم التحديات الاجتماعية والاقتصادية التي يشهدها إقليم الفقيه بن صالح.
من ناحيته، أقر “مصطفى”، بائع متجول، بتأثير الجفاف على جودة المنتجات وأسعارها، مشيرًا إلى ارتفاع أسعار بعض المواد مثل الحوامض والتمور والفواكه. وقال إن “التجار يعملون بجد لتلبية طلبات الزبائن وتقديم الأفضل في ظل هذه الظروف الصعبة”.
بدورها، لم تخف فاطمة، أم لثلاثة أطفال مطلقة، قلقها من صعوبة الوضع الاقتصادي، قائلة إن “ارتفاع أسعار المكونات اللازمة لتحضير الحلويات، جعلني أتراجع عن شرائها”، مضيفة أنها اضطرت “للاقتصاد قدر الإمكان والبحث عن بدائل أرخص مخافة من أن تستمر هذه الظروف” وتؤثر على حياتها اليومية خلال هذا الشهر المبارك.
وفي ظل هذه التحديات المفعمة بالآمال، عبر الباعة والتجار في إقليم الفقيه بن صالح عن تفاؤلهم بتحسن الأوضاع الاقتصادية، وأكدوا أن هذا الشهر الكريم يبقى “فرصة لكسب الرزق وتحقيق دخل أفضل، شريطة أن يعمل المرء بجهد وحذر لتلبية احتياجات الزبائن في ظل التحديات الحالية”.
من جهتها، ولتعزيز الاستقرار الاقتصادي في رمضان، تسعى السلطات المحلية في إقليم الفقيه بن صالح لتنفيذ سلسلة من الإجراءات والتدابير التي تهدف إلى تخفيف العبء المالي عن الأسر والتجار على حد سواء.
وتروم هذه الجهود توفير ظروف اقتصادية مستقرة، تعزز من الآثار الايجابية لهذا الشهر الفضيل على جميع الفئات في الإقليم.