أخبار العالم

الخط الجوي بين مراكش ونيويورك يعد بأعداد وفيرة من السياح الأمريكيين



في خطوة غير مسبوقة، وصل القائمون على شؤون السياحة بالمملكة إلى اتفاق مع الجانب الأمريكي بهدف فتح خط جوي مباشر من المنتظر أن يربط مراكش بمدينة نيويورك الأمريكية، على أن تعمل شركة الطيران الأمريكية “يونايتد إيرلاينز” على تشغيل هذا الخط بمعدل ثلاث رحلات في الأسبوع، في سابقة بدول شمال إفريقيا.

الاتفاق بين المكتب الوطني للسياحة وشركة الطيران الأمريكية يروم، وفق البلاغ الصادر في هذا السياق، “كسب مكانة جيدة ومتميزة للمغرب في السوق السياحية الأمريكية”، مع الأخذ بعين الاعتبار استقطاب المملكة لحوالي 388 ألف سائح أمريكي، السنة الماضية.

ويهدف المغرب، ممثلا في وزارة السياحة والمكتب الوطني للسياحة، وفقا للمخططات التي تم إعدادها، إلى استقطاب 17.5 ملايين سائح في أفق سنة 2026، إلى جانب 26 مليون سائح في أفق 2030، في وقت تمكنت المملكة من استقطاب 14.5 ملايين سائح خلال السنة الماضية، بزيادة تقدر بـ34 في المائة مقارنة بسنة 2022، وبزيادة 12 في المائة قياسا بسنة 2019 المرجعية.

في هذا الصدد، قال الزبير بوحوت، خبير في المجال السياحي، إن “مختلف الاتفاقيات، التي يتم إبرامها في مجال النقل الجوي والتي تحاول ربط المدن المغربية بالأسواق السياحية الكبرى، تبقى اتفاقيات مهمة وفأل خير على السياحة الوطنية عموما، حيث تظل مبادرات من شأنها الرفع من وتيرة جذب السياح الأمريكيين”.

وبيّن بوحوت، في تصريح لهسبريس، أن “السوق الأمريكية تعد سوقا مهمة، على اعتبار أنها خامس سوق يأتي منها السياح إلى المغرب؛ فقد سجلنا زيادة بحوالي 44 في المائة من القادمين إلى المملكة في سنة 2023، مقارنة مع السنة التي سبقتها، غير أننا عدنا لنسجل تراجعا بنسبة 10 في المائة في يناير الماضي، مقارنة بنظيره من سنة 2023”.

وأكد المتحدث أن “السوق الأمريكية تظل سوقا متطورة، ومن المنتظر أن تكون في المرتبة الثالثة عالميا في تصدير السياح في سنة 2030 بما يصل إلى 146 مليونا، خلف السوق الصينية التي تصدر حوالي 251 مليون سائح، ومتبوعة بالسوق الألمانية بواقع 151 مليونا، مع الإشارة إلى أن اتساع السوق الأمريكية وضمها لسياح ذوي قدرة شرائية كبيرة”.

وأورد الخبير في القطاع السياحي أن “ربط الولايات المتحدة بمراكش يظل مهما، على اعتبار أن المدينة الحمراء تبقى ذات طاقة استيعابية كبرى فيما يخص البنية السياحية التحتية، وبإمكانها التجاوب مع أعداد كبيرة من السياح”، لافتا إلى “أن هذا الربط الجوي بين المغرب والولايات المتحدة بإمكانه الرفع من الأعداد المرتقبة من السياح الأمريكيين”.

وأشار بوحوت إلى أن “مراكش تعد كذلك نقطة الوصل بين شمال المغرب ومناطق أخرى منه، كالجنوب والجنوب الشرقي؛ الأمر الذي يشير إلى إمكانية انتقال السياح الأمريكيين إلى هذه المناطق، مع إقبال مراكش على مشاريع تخص أستوديو للإنتاج السينمائي، وهو ما تعرف به أساسا الولايات المتحدة، ما سيفتح المجال أمام منافسة بينها وبين ورزازات”.

من جهته، بيّن إدريس العيساوي، الخبير في المجال الاقتصادي، أن “الربط بين المغرب والولايات المتحدة عبر خط جوي مباشر يعد بادرة مهمة، ويعد كذلك سابقة من نوعها في تدبير قطاع السياحة الوطنية، وهو ما وجب الاستمرار فيه مع دول أخرى من الرائدات في هذا المجال”، لافتا إلى أن “هذه المبادرة ستفتح المجال أمام أفواج من السياح الأمريكيين الذين يودون زيارة المغرب عبر خط مباشر عوض خط آخر يمر عبر دولة أخرى”.

العيساوي أوضح، في تصريح لهسبريس، أن “الخط المباشر بين مراكش ونيويورك من شأنه تحقيق دينامية جديدة في قطاع السياحة المغربي الذي بدأ في الخروج من مرحلة سابقة، حيث يراهن على استقطاب المزيد من السياح بما يتوافق وتحقيق أهداف الاستراتيجية القطاعية التي حددت سلفا؛ ومن بينها الاستراتيجية الوطنية للسياحة التي حددت هدف 17.5 ملايين زائر في سنة 2026، ثم خارطة الطريق السياحية التي تعمل بهدف استقطاب 26 مليون سائح بحلول سنة 2030”.

وشدد المتحدث على “ضرورة الاستثمار في اسم المغرب الذي ظل رائجا خصوصا بعد إنجاز المنتخب المغربي بكأس العالم بقطر قبل سنة، عبر اللجوء إلى اتفاقيات جديدة مع دول أخرى بهدف فتح خطوط جوية جديدة؛ وهو ما من شأنه الرفع من مستويات جذب السياح وتحقيق الأهداف التي سبق أن رسمتها الوزارة، لا سيما في أفق سنة 2026 أو2030”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى