إدارة بايدن تفكر بوضع شروط على إسرائيل حول استخدام السلاح الأمريكي – صحيفة
نستعرض في عرض الصحف اليوم، أبرز المقالات التي تناولت الموقف الأمريكي من حكومة إسرائيل بعد خمسة أشهر من حرب غزة.
ونبدأ من صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، التي نشرت مقالاً للكاتب ديفيد اغناطيوس، قال فيه إنه “يبدو أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تدرس سبل منع إسرائيل من استخدام الأسلحة الأمريكية إذا هاجم الجيش الإسرائيلي منطقة رفح”.
وأضاف الكاتب أن شعور الإدارة بـ “القلق من وقوع كارثة إنسانية جديدة” هو ما دفع واشنطن بالتفكير بهذا الأمر، مبيناً أن أي قيود على إمدادات الأسلحة الأمريكية إلى إسرائيل من شأنها أن تمثل “انقطاعاً حاداً” في العلاقة وتثير ضجة سياسية.
وأكد الكاتب أن الرئيس بايدن وكبار مستشاريه لم يتخذوا أي قرار بشأن فرض “شروط” على الأسلحة الأمريكية، لكن هناك نقاشات جدية حول هذه “الخطوة الكبيرة” التي تعكس قلق الإدارة المتزايد بشأن الأزمة في غزة “وخلافها الحاد مع القادة الإسرائيليين بشأن الهجوم على رفح”.
وذكر الكاتب في مقاله أن الولايات المتحدة باتت تبدي “مستوى الإحباط لدى إدارة بايدن بشكل علني أمام إسرائيل”، مضيفاً أن “هذا الإحباط المُتركز حول “سوء التعامل مع الوضع الإنساني في غزة قد وصل إلى الحد الأقصى”.
وشدد الكاتب على أن هجوم إسرائيل على رفح إذا تم دون توفير الحماية الكافية للمدنيين، فقد يؤدي إلى “حدوث أزمة غير مسبوقة في العلاقات الأمريكية الإسرائيلية، حتى فيما يتعلق بإمدادات الأسلحة”.
وشبّه الكتاب في مقاله “التفكير بوضع شروط على إسرائيل”، بالموقف الذي اتخذه الرئيس الأمريكي الأسبق، جيرالد فورد، ووزير الخارجية حينها، هنري كيسنجر، عام 1975 “لإعادة تقييم العلاقات الأمريكية الإسرائيلية واقتراح خفض المساعدات العسكرية للضغط على إسرائيل للموافقة على صفقة سحب القوات من سيناء بعد حرب 1973، وهو ما أدى في النهاية إلى تقديم إسرائيل تنازلات”.
واستنتج الكاتب أن ما يحدث في أروقة البيت الأبيض، هو نتيجة لـ “بدء إدارة بايدن بالتخطيط للأسوأ، أو على الأقل الأكثر احتمالاً، بعد أن كانت تأمل لعدة أشهر في تحقيق نتائج أفضل في غزة”.
ويقول الكاتب إن إدارة بايدن تخطط “لتحرك أحادي الجانب لتزويد غزة بالمساعدات الإنسانية، عن طريق الإنزال الجوي والقوافل البرية ومحطة بحرية عائمة جديدة لتفريغ سفن الشحن قبالة الشاطئ”.
واستعرض المقال “التوتر المتزايد مع نتنياهو”، الذي يكمن حول “شعور بايدن بأن إسرائيل لم تستمع إلى التحذيرات والنصائح الأمريكية”.
وأضاف الكاتب أن “الإدارة الأمريكية تشعر بأنها تدعم المصالح الإسرائيلية، بتكلفة سياسية كبيرة في الداخل والخارج” في حين أن نتنياهو لا يستجيب للطلبات الأمريكية”.
ويختم الكاتب مقاله بأن “بايدن يريد أن تكون إسرائيل حليفاً وتحمي المصالح الأمريكية، وحياة المدنيين الفلسطينيين، وكان التفكير بقطع توريد الأسلحة أمراً غير وارد ذات يوم، ولكن مع انحسار الصبر الأمريكي، يبدو أن مسؤولي الإدارة قد بدأوا بالنظر في هذا الأمر”.
زيارة غانتس للولايات المتحدة تثبت أن نتنياهو “لم يعد حليفاً لواشنطن”
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقالاً للكاتب ألون بينكاس، قال فيه إن إسرائيل كانت حليفة للولايات المتحدة لأكثر من 50 عاماً، لكن تاريخ رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، وسياساته على مر السنوات الماضية “أكدت أنه لا يرى نفسه حليفاً، ولا يتصرف كحليف، ويبدو الآن أن الولايات المتحدة أدركت ذلك”.
وأشار الكاتب إلى أن صورة إسرائيل في أمريكا أظهرت تراجعاً واضحاً، إذ سجلت انخفاضا بنحو 10 في المئة وفق نتائج استطلاع أجرته مؤسسة غالوب مؤخرا. وهو ما يمثل أدنى تصنيف إيجابي لإسرائيل منذ أكثر من عقدين، وفق الكاتب.
ويرى الكاتب أن لقاءات عضو مجلس الحرب، بيني غانتس، مع مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى “ليست لقاءات عادية، بل إنها اجتماعات مخصصة لرئيس الوزراء، أو شخص يعتقدون أنه سيكون أو يجب أن يكون رئيسا للوزراء”.
وذكر الكاتب أن التحالف بين إسرائيل وأمريكا كان يوصف بأنه “غير قابل للكسر”، وتساءل عن كيفية وإمكانية بقاء إسرائيل من الدول التي تتمتع بعلاقات “استراتيجية” مع أمريكا.
وأشار الكاتب أيضا إلى أن “إسرائيل تصنف كحليف رئيسي من خارج حلف شمال الأطلسي (ناتو) وهي المستفيدة العالمية الأكبر من المساعدة الأمنية الأمريكية في إطار برنامج التمويل العسكري الأجنبي”.
مضيفاً “أنه منذ عام 1948، قدمت الولايات المتحدة لإسرائيل ما يزيد على 150 مليار دولار”.
وتوقع الكاتب أنه بمجرد أن تقتنع الولايات المتحدة بأن نتنياهو لم يكن متعاوناً، ولم يكن حليفاً يُقدر معنى التحالف، ويركز فقط على بقائه السياسي، يكون الوقت قد حان لها أن تحاول المُضي قدماً بمسار سياسي جديد”.
وأنهى الكاتب مقاله أنه “ليس واضحا فيما إذا كان الأمريكيون متأكدين من إطلاق مسار محدد يؤدي إلى انتخابات في إسرائيل”.
زيارة غانتس “صفعة لنتنياهو ودعم لإسرائيل”
وننهي جولتنا في صحيفة القدس العربي، التي نشرت مقالاً للكاتب جمال زحلاقة، الذي تناول زيارة بيني غانتس، والغضب “الشديد” الذي تسببت به لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي رفض المصادقة على الزيارة وسارع إلى إصدار توجيهات إلى السفير الإسرائيلي في واشنطن، بعدم مرافقة غانتس في زياراته، وبالامتناع عن تقديم أي مساعدة له.
ويقول الكاتب إن “نتنياهو حرص على توجيه رسائل إلى الإدارة الأمريكية بأن غانتس جاء بشكل شخصي وليس ممثلاً عن الحكومة وليس مخولاً للتوصل إلى أي تفاهمات”.
وتحدّث الكاتب عن “إرسال مكتب نتنياهو تعليمات مماثلة لسفيرة إسرائيل في بريطانيا، إذ جرى التشديد فيها على مقاطعة زيارة غانتس إلى لندن، بما يشمل عدم تنسيق قضية الحراسة الشخصية”.
ويضيف الكاتب أن “نتنياهو حاول إقناع غانتس بإلغاء الزيارة، ولكن الأخير تجاهل محاولات وضغوط نتنياهو، وسافر إلى الولايات المتحدة وبريطانيا مُسطراً أسبقية غير معهودة بقيام وزير بزيارة سياسية إلى الخارج يعارضها رئيس الوزراء، ولا تحظى بمصادقة من الحكومة”.
ولا يتوقع الكاتب أن “زيارة غانتس ستؤدي إلى تفكيك مجلس الحرب الإسرائيلي، على المدى القريب، إذ إن نتنياهو لن يقيل غانتس خشية العواقب المتمثلة في زيادة التوتر مع المؤسسة الأمنية، التي يعبر غانتس عن مواقفها”.
ويقول الكاتب إن “المسؤولين الأمريكيين أكثر قابلية للاقتناع بما يقوله غانتس مقارنة بنتنياهو، وعليه فهو أكثر خطورة، إذ إنه لا فرق بين الاثنين في مواصلة الحرب والجرائم”، وفق وصفه.
ويشير الكاتب أن “الإدارة الأمريكية حاولت باستقبالها غانتس أن توجه صفعة لبنيامين نتنياهو، الذي لا ينسجم معها استراتيجياً، وصار بنظرها عائقاً أمام تحقيق مصالحها الجيوسياسية في الشرق الأوسط”.
ووصل الكاتب في مقاله إلى استنتاج يُفيد بأن”واشنطن لا تحاول التغيير من دعمها لإسرائيل، ولكن تُريد تغيير طريقة دعمها بما يحفظ مصالحها عن طريق التعاون مع حكومة إسرائيلية أكثر تعاوناً”.