لقاء يناقش قضايا شباب الجالية بإسبانيا
افتتحت ببرشلونة فعاليات المؤتمر الأول لشباب مغاربة إسبانيا، الذي تنظمه فدرالية اللجنة العليا الثقافية لمسلمي كتالونيا، بتنسيق مع مجلس الجالية المغربية بالخارج ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وألقيت في الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، أمس الجمعة تحت عنوان: “شباب مغاربة إسبانيا والعيش في مجتمعات متعددة”، كلمات نوّهت بهذه المبادرة التي تروم خلق تفكير مشترك بين الشباب المغربي بإسبانيا بخصوص مجمل القضايا التي تهمّهم وكذا التحديات التي تواجههم.
وفي هذا الإطار تحدث عبد الكريم لطيفي، رئيس الفدرالية، عن أهمية وأولوية الاهتمام بشباب مغاربة العالم، والإنصات إليهم، والتعرف على أفكارهم، ونظرتهم للمستقبل، وذكر أن هذا المؤتمر هو استمرار للأنشطة الثقافية التي نظمتها الفدرالية مع الشباب، مذكّرا بالتجربة الفريدة المتعلقة بالرحلات الثقافية الثلاث إلى مدينة الداخلة المغربية التي نظمتها الفدرالية، واستهدفت فئة الشباب.
كما أكد المتحدث ضرورة تطوير العمل الجمعوي ليستجيب للمتطلبات والتحولات التي تعرفها الهجرة المغربية.
من ناحية ثانية نوّه الشريف الشرقاوي، القنصل العام للمملكة المغربية ببرشلونة، بهذه المبادرة التي قال إنها تُشرّف المغرب والمغاربة، وأكّد أن الاستثمار الصحيح هو الذي يتوجّه إلى العناية والاهتمام بفئة الشباب.
وذَكَرَ الشرقاوي أيضا أن التعامل الإيجابي مع الشباب بإسبانيا يجب أن يكون تفاعليا، وذلك بالإنصات إليهم والانفتاح على أفكارهم ومبادراتهم.
وفي هذا السياق شدّد القنصل العام للمملكة المغربية على ضرورة التنسيق بين مختلف المؤسسات المعنية بالعمل مع مغاربة إسبانيا، وخاصة فئة الشباب، واعتبر أن الشباب المغاربة هم المستقبل وسفراء المغرب بالخارج، كما أشار إلى ضرورة بلورة عمل مشترك يعزّز الارتباط بالبلد الأصلي، ويدافع عن الثوابت الدينية والوطنية المغربية.
وفي كلمتها نوّهت بربارا فِرّير إسكوبار، نائبة عمدة بلدية سانتا كلوما المكلفة بالتعايش والمواطنة والتضامن والتعاون، (نوّهت) بالتعدد الذي تعرفه هذه المدينة؛ حيث توجد أكثر من 100 جنسية.
كما أكدت إسكوبار أهمية الاشتغال مع المغاربة المقيمين بإسبانيا، خاصة بسانتا كولوما، التي تشير الإحصائيات الأخيرة إلى أن الجالية المغربية بها هي الثانية بعد الجالية الصينية، برقم يفوق 3000.
وذكرت المتحدث أهمية إيجاد زعامة نسائية قادرة على المشاركة في مختلف البرامج الثقافية والاجتماعية وغيرها، خاصة أن النساء يملكن أفكارا رائدة بإمكانها الإسهام بفعالية في النهوض بأوضاع المغاربة وبالمجتمع ككل.
من جهة أخرى تحدّث جواد الشقوري، مكلف بمهمة بمجلس الجالية المغربية بالخارج، عن التحولات العميقة التي تعرفها الهجرة المغربية، وفي هذا الصدد أشار إلى ما تعرفه هذه الهجرة من تشبيب وتأنيث وبروز أجيال جديدة وكفاءات مغربية في مختلف المجالات.
وأوضح المتحدث ضرورة استحضار هذه المعطيات في الخطابات الإعلامية وفي بناء السياسات العمومية المتعلقة بالهجرة؛ كما تحدّث عن مركزية الشباب في عمل مجلس الجالية المغربية بالخارج، مشيرا في هذا الصدد إلى الدراسات واستطلاعات الرأي والأنشطة التي قام بها المجلس المتعلقة بفئة الشباب، وكذا مرافعته ودفاعه عن حضور وتمثيلية شباب مغاربة العالم في “المجلس الاستشاري للشباب والعمل الجمعوي”.
للإشارة فإنّ هذا المؤتمر يعرف مشاركة أكثر من خمسين شابة وشابا من المغاربة المقيمين بإسبانيا، وسيتناول طيلة ثلاثة أيام مجموعة من المحاور الفكرية والفقرات الثقافية، منها: “الشباب المغربي والعيش في مجتمعات متعددة”، و”البناء الفكري، تقدير الذات والشعور بالانتماء”، و”تعزيز المواطنة الإيجابية والمشاركة السياسية”، و”رؤى وأفكار متقاطعة وتجارب متعددة للشباب المغربي بإسبانيا”، و”الممارسة الدينية والثقافية: النموذج المغربي للتدين”، و”التمييز بين الديني والثقافي في تدين المسلمين”… بالإضافة إلى خرجات رياضية وفقرات ترفيهية وقراءات شعرية ووصلات إنشادية.