حرب غزة: مقتل أكثر من 100 فلسطيني أثناء محاولة الوصول إلى مساعدات إنسانيّة. ماذا نعرف عمّا حدث عند دوار النابلسي بغزّة؟
قتل ما لا يقل عن 112 فلسطينياً، كما أصيب 760 شخصا في مدينة غزة أثناء محاولتهم الوصول ظهر الخميس (29 فبراير/شباط) إلى مساعدات إنسانية كانوا بأمسّ الحاجة إليها.
فمع وصول قافلة من الشاحنات تحمل مساعدات إنسانية، إلى الطريق الساحلي جنوب غرب مدينة غزة وسط القطاع، تزاحمت حولها حشود من الفلسطينيين، تزامناً مع انتشار دبابات إسرائيلية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن الدبابات أطلقت طلقات تحذيرية لكنها “لم تطلق النيران” على الشاحنات، مضيفاً أن عدداً كبيراً من القتلى تعرضوا للدهس.
ورفضت حماس رواية إسرائيل، قائلة إن هناك أدلة “لا يمكن إنكارها” على “إطلاق النار بشكل مباشر على المواطنين”.
موقف فرنسا والولايات المتحدة والأمم المتحدة
وقالت فرنسا إن “إطلاق الجنود الإسرائيليين النار على المدنيين الذين يحاولون الحصول على الغذاء” أمر “غير مبرر”.
كما أعرب الرئيس الأمريكي، جو بايدن عن قلقه من أن يعقّد هذا الحادث جهود الوسطاء الذين يسعون إلى التوصل إلى وقف مؤقت لإطلاق النار للحرب الدائرة بين إسرائيل وحماس،
وأدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، ما حدث قائلا إن “المدنيين اليائسين في غزة بحاجة إلى مساعدة عاجلة، بما في ذلك أولئك الموجودون في الشمال حيث لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال المساعدات منذ أكثر من أسبوع”.
وحذرت حركة حماس من أن المحادثات، التي تجرى في قطر، بغية التوصل إلى اتفاق جديد لوقف جديد لإطلاق، قد تتعرض لخطر التعليق، في الوقت الحالي.
ماذا جرى عند دوار النابلسي؟
أظهرت لقطات جوية للجيش الإسرائيلي مئات الأشخاص داخل الشاحنات وحولها، بينما أظهرت مقاطع الفيديو المصورة والمنشورة على الإنترنت جثثاً مُحملة على شاحنات مساعدات فارغة وعربات يجرها حمير.
ووقعت حادثة الخميس بعيد الساعة 4:45 بعد الظهر (2:45 بتوقيت غرينتش) عند دوار النابلسي، على الطرف الجنوبي الغربي من مدينة غزة.
وكانت قافلة مكونة من 30 شاحنة محمل بمساعدات مصرية تشق طريقها شمالاً على طول ما وصفه الجيش الإسرائيلي بأنه “ممر إنساني” عندما حاصرها مدنيون، وصعد الناس إلى أعلى الشاحنات.
ووصف شاهد عيان فلسطيني، تحدث لبي بي سي، حالة الذعر بين الحشود والسائقين الذين حاولوا الُمضي قدما، وأضاف أن معظم الذين لقوا مصرعهم، “ماتوا دهساً”.
في حين قال مسؤولون في كل من مستشفى كمال عدوان والعودة، إضافة إلى مستشفيين آخرين، إن جميع أو معظم الضحايا الذين يتلقون العلاج هناك، مصابون بـ”طلقات نارية أو شظايا”.
وقال لبي بي سي تامر شينباري، الذي كان في مستشفى الشفاء يحتضن جثة صديقه المتوفى، إنه ذهب إلى دوار النابلسي آملاً في الحصول على كيس طحين لعائلته.
وأضاف أن الجنود الإسرائيليين “أطلقوا النار” و”دهست شاحنة المساعدات الجثث”.
ونُقل عشرات المصابين وهم في حالة حرجة أو خطيرة إلى مستشفى الشفاء القريب في مدينة غزة، حيث لم يتمكن المسعفون من التعامل مع أعداد الحالات ومع الإصابات الخطيرة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري: “بدأ البعض في دفع غيرهم من سكان غزة بعنف (مما تسبب بـ) دهسهم حتى الموت، ونهب الإمدادات الإنسانية”، موضحاً أن الدبابات الإسرائيلية “حاولت بحذر تفريق الحشود من خلال إطلاق بضع طلقات تحذيرية”، لكنها انسحبت “عندما أصبح المئات آلافاً، وخرجت الأمور عن السيطرة”.
وجاء هذا الحادث قبل ساعات من إعلان وزارة الصحة في قطاع غزة أن أكثر من 30 ألف شخص، من بينهم 21 ألف طفل وامرأة، قتلوا في القطاع منذ بدء النزاع الحالي في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.