المغرب يستفيد من صناعة الدفاع الرومانية .. الرباط تواصل تنويع الشركاء

تواصل المملكة المغربية تنويع شركائها العسكريين عبر العالم، لإنجاح ورشها الاستراتيجي في تنزيل الصناعة الدفاعية الوطنية؛ آخرها رومانيا، التي حل وزير دفاعها، أنجيل تيلفار، بالرباط، حاملا معه التجربة الطويلة لبوخارست في هذا المجال.
وعقد عبد اللطيف لوديي، الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، لقاء مع تيلفار، بداية الأسبوع الجاري، تم من خلاله التوقيع على اتفاقية التعاون في المجال العسكري والتقني.
وتشمل هاته الاتفاقية موضوع “الصناعة الدفاعية” الذي تعتبر رومانيا رائدة فيه على المستوى الدولي، إذ تصنع بوخارست الطائرات والسفن العسكرية وصواريخ خاصة بأنظمة الدفاع الجوي وغيرها من القطع الثقيلة لصالح دول كبرى على غرار هولندا.
وتعتبر رومانيا عضوا استراتيجيا داخل حلف الناتو، كما تشير أحدث تقارير مركز التفكير البولندي ” Visegrad Insight”، التي أوضحت أن “بوخارست تحولت إلى قطب في استراتيجية الدفاع عن الجناح الشرقي للحلف”.
وعلى الرغم من توفر بوخارست على استراتيجية صناعية؛ فإنها تشتري السلاح بكثرة، إذ “تزايد الإنفاق العسكري لرومانيا على مدى نصف العقد الماضي”، وفق التقارير سالفة الذكر.
في هذا الصدد، قال هشام معتضد، خبير استراتيجي، إن “الاتفاقية العسكرية بين المغرب ورومانيا تندرج في إطار رؤية المغرب الإستراتيجية المتعلقة بتنويع الشركاء في القطاعات العسكرية والأمنية والدفاعية، خاصة أن بوخارست لها تجربة محترمة فيما يخص تصدير الأسلحة داخل الاتحاد الأوروبي وخارجه، حيث إن هناك العديد من الدول تتهافت على استيراد المعدات العسكرية من رومانيا؛ كالهند وسويسرا”.
وبين الخبير الاستراتيجي أن “المغرب يراهن، من خلال هذه الاتفاقية، على الاستفادة من التجربة الرومانية في مجال الصناعة الدفاعية. كما أن تجربة بوخارست في مجال بناء ثقافة صناعية عسكرية متنوعة تثير اهتمام القيادة في الرباط، وتتطلع إلى الاستفادة من تجاربها في هذا المجال”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن أنواع الأسلحة التي تنتجها وتصدرها الصناعة الدفاعية لبوخارست قريبة إلى حد ما لنوعية التصور الاستراتيجي المغربي الذي يود تشييده لتمكين قطاعة العسكري من الاعتماد على صناعة دفاعية محلية من أجل تموين جزء من احتياجاته العسكرية.
“ورش الصناعة الدفاعية المغربي هو بصدد التنزيل رغم كونه في مراحله المتقدمة والمتعلقة بإبرام الاتفاقيات وإنشاء شراكات متنوعة؛ إلا أن هناك شوطا كبيرا تم تنفيذه فيما يخص الجانب السياسي والتدبيري المتعلق بالإطار الذي سينظم تنزيل الورش عمليا فوق الميدان”، تابع معتضد.
وخلص المتحدث سالف الذكر إلى أن “الأمر يتعلق بورش ضخم ستكون له انعكاسات سياسية وعسكرية واقتصادية على الديناميكية التي يشهدها المغرب”، لافتا إلى أن “القيادة العليا في الرباط تراهن بشكل كبير على إنجاح هذه الرؤيا؛ لأنها ستمنح المغرب مكانة جديدة على المستويين القاري والإقليمي، وستبعث روحا متجددة في ميزان قوة الرباط في المنطقة على مستويات مختلفة”.