الجفاف طويل الأمد يؤثر على زراعة الحبوب في المغرب
كشف تقرير حديث لمركز البحوث المشترك الأوروبي أن الجفاف طويل الأمد قد يؤدي بشكل ملحوظ إلى فشل حركية المحاصيل الزراعية للحبوب في المغرب، مع احتمال تعرض الموسم الحالي للخطر.
التقرير، الذي يحمل توقعات المحاصيل الزراعية للحبوب في دول شمال إفريقيا ضمن طبعة شهر فبراير الجاري لكل من المغرب والجزائر وتونس ومصر وليبيا، بيّن أن “الظروف الدافئة والجافة للغاية على نحو غير عادي إلى تراكم أقل من المتوسط للكتلة الحيوية للحبوب في المغرب، مع احتمال ضئيل للتعافي الكامل للمحاصيل””.
وأضاف المركز الأوروبي أن “الموسم الزراعي بالمغرب سيتعرض للخطر بشكل أكبر، وقد يتحول إلى فشل المحاصيل إذا لم تهطل الأمطار بالشكل الكافي مستقبلا”، موضحا أن “فترة دراسته، التي كانت بين الأول من دجنبر الماضي والعاشر من شهر فبراير الحالي، عرفت تساقطات محتشمة، وكان الجفاف هو الوضع العام”.
وأورد المركز التابع للمفوضية الأوروبية أن “الأمطار المهمة التي كانت في شهر يناير لم تكن كافية لدعم نمو المحاصيل الزراعية الشتوية”، موضحا من خلال مقارنة معدل الأمطار في المدن المغربية مع النسب المتوسطية التي تحتاجها الزراعات أن “هذه السجلات تجعل الموسم الحالي واحدا من أكثر المواسم جفافا منذ عام 1979. أما من حيث كمية الأمطار وتوزيعها، فإن الموسم الزراعي يشبه حتى الآن نظيره بين 2015-2016، حيث كان من أقل المواسم إنتاجية خلال الخمسة عشر عاما الماضية”.
واعتبر واضعو الورقة، التي تأتي ضمن سلسلة توقعات حول تأثير الجفاف على الحوض المتوسطي (دول جنوب أوروبا، وشمال إفريقيا)، أن “درجات الحرارة التي تم تسجيلها في أشهر دجنبر ويناير وفبراير الجاري كانت أعلى من الحد الأقصى المتوقع في مثل هاته الأوقات بالمغرب”، مستدركا بأن “على الرغم من كل هاته العوامل، فإن صور الأقمار الاصطناعية التي تم استخدامه في معالجة التقرير تظهر عدم وجود تأخر في البذر الموسمي؛ لكن تراكم الكتلة الحيوية أقل بكثير”، وفق تعبيرهم.
وواصل التقرير استعراض المعطيات المخيفة حول المحصول الزراعي المغربي لهذا الموسم، مردفا أن “هنالك توقعات قليلة وضئيلة بأن يكون تعافي المحصول الزراعي بالمغرب متكاملا هذا الموسم”؛ غير أن المصدر ذاته يستثني المناطق الشمالية الغربية من المملكة ومساحة من جهة فاس-مكناس من هاته الوضعية، قائلا: “هاته المناطق تبدو المحاصيل فيها سليمة ومستوية”.
ووضع التقرير ذاته توقعات قاتمة على وضع المحاصيل الزراعية الخاصة بالحبوب في كل من مصر والجزائر وتونس وليبيا والمغرب.
واعتمد التقرير على أرقام للتساقطات المطرية في دول الشمال الإفريقي وصور للقمر الاصطناعي، والتي تظهر إحداها “التأثير القوي للجفاف على المحصول الزراعي من الحبوب بالمغرب”.