هل فشل العالم في إغاثة سكان غزة من مجاعة محدقة؟
تشير معظم التقارير، إلى أن الوضع في غزة، بات يتزايد سوءا يوما بعد يوم، حتى أن بعض تلك التقارير، تعتبر أن شبح المجاعة، بات يخيم على القطاع، بفعل إغلاق المعابر، وشح االمواد التموينية، وعدم توفر الكثير من البضائع في الأسواق، في وقت تتدهور فيه، أوضاع سكان مدينة غزة وشمالها، بصورة أكبر، نظرا لما تعانية من حصار، يعد أقسى من الحصار الذي تتعرض له باقي مناطق القطاع.
وكانت ناتالي بوكلي، نائب المفوض العام، لوكالة الأمم المتحدة، لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في الشرق الأدنى (الأونروا)، آخر من تحدث عن تفاقم المأساة الإنسانية لسكان غزة، إذ قالت الثلاثاء 27 شباط/فبراير، إن الوضع الإنساني في القطاع “يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، جراء نقص المياه والغذاء والأدوية لأكثر من مليوني شخص”، وأن “ما يحدث في قطاع غزة مأساة بكل المقاييس وانتهاك للقانون والأعراف الدولية”، مناشدة المجتمع الدولي بوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب على غزة.
وكانت بوكلي، قد عبرت بوابة معبر رفح البري شمال سيناء، في نفس اليوم، في طريقها إلي قطاع غزة، في زيارة تستمر ثلاثة أيام، للتعرف على الأوضاع الإنسانية في القطاع، واحتياجات سكانه، بعد أن كانت قد وصلت في وقت سابق إلى مطار العريش في سيناء.
التصريحات الأحدث
وتعد تصريحات بوكلي الأحدث، ضمن تحذيرات من قبل مسؤولين محليين، وآخرين من منظمات إنسانية دولية، عن تفاقم المأساة الإنسانية لسكان القطاع، خاصة في ظل تزايد مستويات الجوع، التي قال البعض إنها تقترب من حد المجاعة.
وكان إسماعيل الثوابته، مدير الإعلام الحكومي في قطاع غزة، قد صرح قبل أيام، بأن مواطني شمال قطاع غزة، يتناولون أعلاف الحيوانات منذ ثلاثة أسابيع، وأنه حتى هذه الأعلاف لم تعد متوفرة، وحذر الثوابتة من كارثة إنسانية حقيقية، سيذهب ضحيتها مئات الآلاف من المواطنين، إذا لم يتدخل العالم لـ”إجبار إسرائيل”، على إدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
أما مدير برنامج الغذاء العالمي في الأراضي الفلسطينية، ماثيو هولينغورث فقد عبر عن قلقه البالغ، إزاء الوضع الأمني في قطاع غزة، خاصة في الشمال، الذي يحتاج إلى مساعدات إنسانية لتجنب كارثة، وأضاف أن سكان قطاع غزة، يعانون من انعدام الأمل، وأن البرنامج بحاجة ملحة لهدنة، أو وقف إطلاق النار في القطاع، لإيصال المساعدات الغذائية العاجلة إلى مستحقيها لتجنب كارثة المجاعة المحدقة.
من جانبه قال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، للشؤون الإنسانية، ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، إن نصف مليون شخص في غزة على حافة المجاعة، ويفتقرون إلى أبسط الحاجات الأساسية، من غذاء وماء ورعاية صحية.
وقال غريفيث، في مقال نشره مؤخرا في مواقع عربية وأجنبية، “إنّ الحرمان الذي يعاني منه سكان غزة قاس وعميق، وأي قدر من المساعدات لن يكون كافياً لحاجاتهم، مشيراً إلى أنه تمت مطالبة إسرائيل، كقوة محتلة لغزة، بتسهيل وصول المساعدات، دون جدوى”.
أسباب لشح الغذاء
ويعود الشح، في المواد الغذائية في قطاع غزة، إلى قلة عدد الشاحنات، التي تحمل المؤن للقطاع، والتي تشير كل التقديرات، إلى أنها لاتزيد عن العشرات يوميا، في ظل حصار مطبق، تفرضه إسرائيل على القطاع، منذ اليوم الأول للحرب، في وقت كان يدخل فيه للقطاع، ما يزيد على 500 شاحنة يوميا، قبل السابع من تشرين /أكتوبر الماضي.
ونظرا لأن الشاحنات التي تدخل إلى غزة، لا تحمل كل المواد التموينية، فإن هناك ندرة واضحة، في أنواع بعينها من السلع، ومنها على سبيل المثال السكر، الذي يباع في حالة توافره بنحو 70 شيكلا، أي ما يقارب العشرين دولارا أمريكيا، بعد أن كان ثمنه لايزيد على بثلاثة شواكل، وكذلك الزيوت النباتية، التي يباع اللتر الواحد منها بنحو 20 شيكلا، في حين يبلغ ثمن كليو البصل الواحد خمسون شيكلا، أي ما يقارب الـ 15 دولارا أمريكيا.
وفي ظل هذه الأوضاع الإنسانية المتردية، فإن الكثيرين من سكان غزة، يناشدون العالم إنقاذهم، من مجاعة محدقة، في وقت يتساءل فيه كثيرون، عن لماذا يتقاعس العالم، عن نجدتهم من الكارثة التي يعيشونها.
وكانت القوات المسلحة الأردنية، قد نفذت الاثنين 26 شباط/ فبراير، عملية إنزال جوي للمساعدات، وصفت بأنها الأكبر، منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة، وشملت إسقاط مساعدات إنسانية، على طول ساحل القطاع، من الشمال وحتى الجنوب، في وقت يتساءل فيه كثيرون، عن لماذا لا تحذو دول عربية أخرى، خاصة تلك التي تملك علاقات جيدة مع إسرائيل، حذو الأردن في إرسال مثل تلك المساعدات لأهل غزة.
هل فشل العالم في إغاثة سكان غزة من مجاعة محدقة؟
لماذا برأيكم تتكرر تصريحات المسؤولين الدوليين دون وجود تحرك فعلي لإنقاذ سكان القطاع؟
هل تعد إسرائيل وحدها المسؤولة عن ندرة وصول المساعدات إلى غزة؟
ولماذا توارت أخبار الأزمة في شمال غزة مؤخرا؟
لماذا برأيكم لاتحذو دول عربية خاصة تلك التي تملك علاقات جدية مع إسرائيل حذو الأردن في إيصال المساعدات لسكان غزة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الأربعاء 28 شباط/ فبراير
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب