حرب غزة: وفد إسرائيلي يشارك في محادثات باريس للتوصل إلى هدنة في القطاع
استهدفت القوات الإسرائيلية مناطق مختلفة من قطاع غزة، ليل أمس الخميس، ما أدى لسقوط عشرات القتلى.
ولقي أكثر من 23 فلسطينيا، معظمهم من الأطفال والنساء مصرعهم، وأصيب آخرون، إثر قصف شنه الطيران الحربي الإسرائيلي على منازل المواطنين وسط قطاع غزة.
واستهدفت طائرات القوات الإسرائيلية عدة منازل، إضافة إلى وجود عدد من المفقودين تحت الركام.
وأفادت مصادر طبية، بأن القوات الإسرائيلية عاودت اقتحام مجمع ناصر الطبي، بعد أن كانت قد انسحبت من داخله، وأبقت على حصاره، ومنعت الدخول إليه أو الخروج منه.
وأكد مكتب الإعلام الحكومي التابع لحماس في غزة استهداف منازل في منطقة دير البلح وسط القطاع، ما أسفر عن مقتل أكثر من 40 شخصا، وإصابة نحو 100 آخرين.
كما شنت إسرائيل غارات جوية على رفح، وهددت بدخول قواتها بريا إلى المدينة، التي تعج بأكثر من مليون ونصف مليون شخص، بدعوى تتبع مقاتلي حماس.
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الساعات الأربع والعشرين الماضية شهدت مقتل 97 شخصا بسبب الغارات الجوية الإسرائيلية على مناطق مختلفة من القطاع.
كما قتل أربعة فلسطينين، وأصيب العشرات، مساء الخميس، إثر استهداف القوات الإسرائيلية بالرصاص الحي، النازحين، على الطريق الساحلي في قطاع غزة.
وكان عدد كبير من النازحين، يسلكون الطريق الساحلي، فرارا من الجوع والعطش في المناطق الشمالية من قطاع غزة، باتجاه منطقة وسط وجنوب القطاع، عندما استهدفتهم القوات الإسرائيلية بالرصاص.
“مفاوضات باريس”
سياسيا أكدت وسائل إعلام إسرائيلية ومصادر دبلوماسية أن إسرائيل ستشارك في اجتماعات باريس خلال الأيام المقبلة للتوصل إلى اتفاق وقف دائم لإطلاق النار.
وتضم المباحثات وفودا من مصر وقطر والولايات المتحدة.
وقالت القناة 12 الإسرائيلية إن الحكومة اليمينية قد وافقت على إرسال وفد إلى باريس للمشاركة في المفاوضات.
وأكد المتحدث باسم البيت الأبيض، الخميس، أن المحادثات التي يجريها مبعوث الرئيس جو بايدن بشأن إطلاق سراح رهائن ووقف الأعمال العدائية في غزة “تسير بشكل جيد”.
وقال جون كيربي “المؤشرات الأولية لدينا من بريت ماكغورك، تشير إلى أن المناقشات تسير بشكل جيد”، موضحا أن المبعوث زار القاهرة الأربعاء، وكان في إسرائيل الخميس، لعقد اجتماعات مع الحكومة وكذلك عائلات رهائن أمريكيين.
وأشار إلى أن المحادثات تتعلق “بتوقف طويل الأمد لإطلاق النار، بهدف تحرير جميع الرهائن” وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية” إلى قطاع غزة.
وفي مواجهة الخسائر البشرية المتنامية، بدأت مناقشات جديدة حول خطة وضعتها قطر والولايات المتحدة ومصر، تنص المرحلة الأولى منها على هدنة لمدة ستة أسابيع يتم خلالها تبادل رهائن بسجناء فلسطينيين، وإدخال كميات كبيرة من المساعدات الإنسانية إلى غزة.
وكان خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في القاهرة لبحث الهدنة.
وقال بيان صادر عن المكتب الصحفي لمشعل إنه كان يترأس وفدا في مصر، التقى رئيس المخابرات المصرية عباس كامل، “لبحث الأوضاع في قطاع غزة ووقف العدوان الغاشم على شعبنا وعودة النازحين إلى اماكن سكناهم والإغاثة والإيواء خاصة في شمال القطاع وسبل تحقيق ذلك”.
وتقول إسرائيل إن 130 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، 30 منهم لقوا حتفهم، من إجمالي نحو 250 شخصا احتجزوا خلال هجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول.
وكانت آخر جولة من المباحثات قبل أسبوعين قد فشلت في التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحماس يحقق وقفا دائما لإطلاق النار مقابل إطلاق سراح بقية الرهائن الإسرائيليين لدى الحركة.
“الأنروا وصلت إلى حافة الانهيار”
في الوقت نفسه، حذّر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني، الخميس، في رسالة وجهها إلى رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، من أن الوكالة وصلت إلى “حافة الانهيار”.
وقال في الرسالة “إنه لمن دواعي الأسف العميق أن أبلغكم اليوم أن الوكالة وصلت إلى نقطة الانهيار، مع دعوات إسرائيل المتكررة لتفكيكها، وتجميد تمويل المانحين، في مواجهة الاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة في غزة”.
وأضاف “إن قدرة الوكالة على الوفاء بتفويضها بموجب قرار الجمعية العامة رقم 302 أصبحت الآن مهددة بشدة”.
وتوظف الأونروا التي تأسست بموجب هذا القرار الذي جرى تبنيه عام 1949، حوالى 30 ألف شخص في الأراضي الفلسطينية المحتلة ولبنان والأردن وسوريا.
وكانت الوكالة محور جدل منذ أن اتهمت إسرائيل 12 من موظفيها، بالضلوع في هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول الذي نفذته حركة حماس على جنوب إسرائيل وأدى إلى مقتل 1160 شخصا، معظمهم من المدنيين.
وأنهت الوكالة على الفور عقود الموظفين المتهمين، وبدأت تحقيقا داخليا.
لكن رغم أن “إسرائيل لم تقدم أي دليل للأونروا حتى الآن” يثبت اتهاماتها، فقد علقت 16 دولة تمويلها الذي يبلغ إجماليه 450 مليون دولار، وفق ما قال لازاريني، مشيرا إلى أن أنشطة الوكالة في جميع أنحاء المنطقة “ستكون معرضة لخطر كبير” بداية من الشهر المقبل. وأضاف المفوض العام للأونروا “أخشى أننا على شفا كارثة هائلة لها آثار خطيرة على السلام والأمن وحقوق الإنسان في المنطقة”.
وفي ريو دي جانيرو في البرازيل، أكد وزراء خارجية دول مجموعة العشرين، تأييد ومساندة حل الدولتين كطريق أوحد لإنهاء أزمة الشرق الأوسط.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن “ركزنا جميعا على محاولة التوصل لصيغة تؤدي لإطلاق بقية الرهائن وتحقق وقفا إنسانيا مستمرا لإطلاق النار”.
وجاء ذلك بعد اجتماعات استمرت يومين.
وقال الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل “الجميع هنا، الجميع، لم أسمع أحدا يعارض ذلك. لقد كان دعما قويا لحل الدولتين”.
وتابع بوريل: “القاسم المشترك هو أنه لن يكون هناك سلام، ولن يكون هناك أمن مستدام لإسرائيل، ما لم يكن لدى الفلسطينيين أفق سياسي واضح لبناء دولتهم الخاصة”.
وخلفت الحرب في غزة قرابة 29,500 قتيل وفق وزارة الصحة في قطاع غزة الذي يتعرض لقصف إسرائيلي مستمر.
وفي الضفة الغربية المحتلة، قتل فلسطيني وأصيب 15 آخرون، مساء الخميس، جراء قصف إسرائيلي لمركبة مدنية في مخيم جنين.
وذكرت مصادر أمنية أن طائرة مُسيّرة قصفت المركبة في ساحة المخيم، ما أدى لتدميرها واشتعال النيران فيها.
وأخطرت القوات الإسرائيلة، مساء الخميس، بهدم منزلين وبئر للمياه، وتدمير شبكة كهرباء، في قرية خلة الفرا، جنوب الخليل.
واندلعت مواجهات مع القوات، لدى مداهمتها مساء الخميس، مدخل مخيم الجلزون، شمال رام الله.
وأطلقت القوات قنابل الصوت والغاز السام المسيل للدموع بكثافة خلال المواجهات، ما أدى لإصابة عدد من الفلسطينيين بحالات اختناق.
وفي نيويورك عقد مجلس الأمن الدولي، الخميس، جلسته الشهرية لمناقشة “الأوضاع في الشرق الأوسط، بما فيها القضية الفلسطينية” استمع خلالها الأعضاء إلى إحاطة من منسق الأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط، تور وينسلاند.
وتحدث وينسلاند عن زيارته لغزة هذا الأسبوع، ليرى بنفسه المأساة التي تتكشف، ولقاء “الفرق الأممية التي تعمل بلا كلل وبشجاعة على الأرض”، في خضم تحديات جسيمة لتقديم المساعدات المنقذة لحياة المدنيين الفلسطينيين في القطاع، مشيرا إلى أن ما رآه “كان صادما ومروعا”.
وجدد وينسلاند التأكيد على مدى الحاجة الملحة إلى اتفاق يؤدي إلى وقف إطلاق النار لأسباب إنسانية، وقال إنه سيواصل حث جميع الأطراف المعنية على رفع العوائق الرئيسة التي تعترض استجابة الأمم المتحدة الإنسانية على الأرض.
وشدد على الحاجة إلى المزيد من تدابير السلامة، والمزيد من الأمن والأدوات ونقاط الوصول لتوسيع نطاق المساعدات، خاصة في شمال القطاع.
وكان مجلس الأمن الدولي، فشل، الثلاثاء، في تبني مشروع قرار يدعو لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، بعد استخدام الولايات المتحدة الأميركية لحق النقض “الفيتو”.