استغرق الأمر بضع دقائق بعد انتصاب المسبار في موقعه لإجراء اتصال مع الأرض
Article information
دخلت شركة إنتيوتيف ماشينز Intuitive Machines الأمريكية التاريخ، وأصبحت أول شركة تجارية تضع مركبة فضائية على سطح القمر.
وهبط المسبار الروبوتي أوديسوس Odysseus، التابع للشركة الموجودة في هيوستن، بالقرب من القطب الجنوبي للقمر، بعد أن كان قد دخل مدار القمر يوم الأربعاء.
وبعد الهبوط كان هناك صمت لعدة دقائق حتى تأكد المشغلون أن المسبار يعمل ولم يصبه عطل، بعدها بدأ إصدار الإشارات.
وأعلن مدير الرحلة تيم كرين، عن نجاح الهبوط، وقال: “ما يمكننا تأكيده، دون أدنى شك، هو أن معداتنا موجودة على سطح القمر ونقوم بالبث”.
وهتف موظفو الشركة وصفقوا احتفالا بهذه الأخبار.
وتمثل هذه الخطوة لحظة مهمة، ليس فقط لجهود الاستغلال التجاري للفضاء، بل أيضا لبرنامج الفضاء الأمريكي بشكل عام.
وأنهت شركة إنتيوتيف ماشينز غياب الولايات المتحدة عن سطح القمر طوال نصف قرن، حين هبطت مركبة أبولو الأخيرة بسلام على التربة القمرية، في عام 1972.
واشترت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا مساحة على متن المسبار أوديسيوس، لوضع ست أدوات علمية لعمل أبحاث خاصة بها، وسارع مديرها بيل نيلسون إلى تقديم التهاني لشركة إنتيوتيف ماشينز على المهمة التي وصفها بأنها “انتصار”.
وقال: “لقد عادت الولايات المتحدة إلى القمر”. “اليوم، ولأول مرة في تاريخ البشرية، أطلقت شركة تجارية، وهي شركة أمريكية، قادت الرحلة إلى هناك. وتظهر اليوم قوة الشراكات التجارية لناسا ووعودها.”
صدر الصورة، GETTY IMAGES
التعليق على الصورة،
موظفو الشركة في حالة ترقب وانتظار بينما كانت المركبة الفضائية متجهة إلى القمر
كان على وحدات التحكم التعامل مع مشكلة فنية كادت أن تؤدي إلى توقف المهمة حتى قبل بدء الهبوط.
لم تكن أجهزة ليزر أوديسيوس، والتي كان من المفترض أن تحسب ارتفاع المركبة وسرعتها، تعمل بشكل صحيح.
لحسن الحظ، كانت هناك بعض أجهزة الليزر التجريبية من وكالة ناسا على متن المركبة، وتمكن المهندسون من توصيلها بأجهزة الكمبيوتر الملاحية لتقود عملية الهبوط.
وهبط المسبار أوديسيوس في الساعة 23:23 بتوقيت غرينتش. في البداية، لم تكن هناك إشارات تخرج منه، ما أدى إلى الكثير من التوتر مع مرور الدقائق، ولكن في النهاية تم تأكيد الاتصال، وإن كان ضعيفا.
أدى هذا إلى بعض المخاوف بشأن وضع المسبار أثناء الهبوط، لكن خلال ساعتين أبلغت شركة إنتيوتيف ماشينز أن أوديسيوس كان يقف منتصبا ويرسل البيانات، بما في ذلك الصور.
كان موقع الهبوط المستهدف عبارة عن منطقة مليئة بالفوهات بجوار سلسلة جبلية يبلغ ارتفاعها 5 كيلومترات تسمى مالابيرت. إنها أقصى نقطة في الجنوب على القمر تمت زيارتها بواسطة مركبة فضائية، عند 80 درجة جنوبا.
وتلك المنطقة على القائمة المختصرة للمواقع التي تدرسها ناسا لإرسال رواد فضاء إليها في وقت لاحق من هذا العقد كجزء من برنامج أرتميس.
هناك بعض الحفر العميقة في هذه المنطقة التي لا يصلها ضوء الشمس أبدا، فهي في الظل بشكل دائم، ويعتقد العلماء أن المياه المتجمدة يمكن أن تكون بداخلها.
صدر الصورة، GOONHILLY LTD
التعليق على الصورة،
احتفالات في شركة غونهيلي ليمتد Goonhilly Ltd في بريطانيا التي تساعد في الاتصالات بالمسبار
وأوضح لوري غليز، مدير علوم الكواكب في ناسا، أن “الجليد مهم حقا لأنه إذا تمكنا بالفعل من الاستفادة من هذا الجليد الموجود على سطح القمر، فسيقل عدد المواد التي يتعين علينا إحضارها معنا”.
وقال غليز، “يمكننا تحويل هذا الجليد إلى ماء، صالحة للشرب، ويمكننا استخلاص الأكسجين والهيدروجين للوقود ولتنفس رواد الفضاء. لذا فهو يساعدنا حقا في عملية الاستكشاف البشري للقمر”.
أرسلت ناسا ست معدات على متن أوديسيوس، وتتكون من نماذج توضيحية للتكنولوجيا والعلوم.
وستعمل هذه المعدات بشكل رئيسي للنظر في سلوك الغبار القمري، الذي وجد رواد فضاء أبولو أنه يشكل مصدر إزعاج خطير، ويخدش معداتهم ويسدها.
ويريد علماء الوكالة أن يفهموا بشكل أفضل كيف تدفع مركبة الإنزال الغبار لأعلى وكيف يعلق فوق السطح مباشرة قبل أن يستقر مرة أخرى.
تشتمل الحمولات التجارية الست الموجودة على متن المسبار على نظام اتصال بكاميرا للطلاب من جامعة إمبري ريدل للطيران، والذي كان من المفترض أن يقوم المسبار بتشغيله عندما كان لا يزال على ارتفاع 30 مترا فوق سطح القمر.
صدر الصورة، INTUITIVE MACHINES
التعليق على الصورة،
دخل أوديسيوس بنجاح إلى المدار حول القمر يوم الأربعاء
تم تصميم هذا النظام لالتقاط صور سيلفي أثناء تعديل المسبار لوضعه وهبوطه بشكل سليم.
كما أرفق الفنان الأمريكي جيف كونز، صندوقا على جانب مركبة الهبوط يحتوي على 125 كرة صغيرة من الفولاذ المقاوم للصدأ لتمثيل مراحل القمر المختلفة خلال شهر.
قبل نجاح الشركة في الوصول إلى القمر، كانت وكالات الفضاء الحكومية فقط هي التي قامت بإنزال المركبات الفضائية بهدوء على سطح القمر، وهي الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي والصين والهند واليابان.
وفي يناير/كانون الثاني، قامت شركة أمريكية أخرى، وهي شركة أستروبوتيك، بالمحاولة، لكن مركبتها المعروفة باسم بريغرين، أصيبت بمشاكل فنية في طريقها إلى القمر وتخلت عن فرصة الهبوط. تمت إعادتها لتحترق في الغلاف الجوي للأرض.