أخبار العالم

اليزيدي يقدم تاريخ المدارس الدمسيرية


صورة: و.م.ع

هسبريس من الرباطالإثنين 19 فبراير 2024 – 07:33

صدر للدكتور رشيد اليزيدي الهسكامي الدمسيري كتاب موسوم بعنوان “شذرات تاريخية في التعريف بالزوايا الصوفية والمدراس العتيقة الدمسيرية”، يعد إسهاما علميا ونتاجا فكريا لاستدراك ما فات السابق من المعلومات التاريخية التي تعج بها أرض دمسيرة خاصة، والقطر الشيشاوي عامة.

الكتاب يضم مجموعة من المعطيات التاريخية كالحديث عن المعالم المنسية والقضايا كأعراف بلاد اندمسيرن وأعلام دمسيرة، والأحداث الواقعة ببلاد اندمسيرن، من ذلك على سبيل المثال معركة أكلاكل التي أخذها بعض الباحثين ونسبوها لمنطقة بعيدة عن بلاد اندمسيرن، ولم يستندوا في ذلك إلى كتاب تاريخي ولا إلى رأي مؤرخ، فجاء الكتاب ليفند قولهم وادعاءهم بأدلة وحجج مع التأصيل لذلك من كتب التاريخ والرحلات وغيرها.

كما تطرق المؤلف في الكتاب لمجموعة من فقهاء وأعلام دمسيرة، أمثال أحمد بن علي الدمسيري وابنه محمد الدمسيري وسيدي مسعود الدمسيري، وغيرهم كثير، ومن بينهم كذلك العلامة الفذ والفقيه سعيد بلواح الدمسيري المتوفى سنة 1226 هجرية، الذي يعد من التلاميذ السبعة الذين فاقوا أقرانهم تحصيلا وفهما للعلوم الشرعية، ومن نجباء مدرسة تمكلشت العتيقة التي تخرج منها جمع غفير من الفقهاء.

وقد زامن تواجده بالمدرسة العلمية العتيقة بأسراتوا خِلاًّ وفيا له وصديقا مخلصا، ألا وهو مؤسس زاوية تالمست سيدي الحسين ايت بيهي صاحب المنفرجة المعروفة والقصائد الرنانة.

يقول الكاتب: “هكذا كانت أرض شيشاوة العامرة دهرا طويلا، وقد شهدت عليها المدارس العلمية العتيقة التي أسسها فقهاء كبار، وأدباء أبرار، وشعراء أخيار، فدامت هذه الحاضرة العلمية قرنا من الزمان مليئة بالعلم والتحصيل، تضاهي سوس العالمة بعلمائها كما كانت قبلة المؤرخين والنوازليين، يقصدها الظمآن فترويه، والعليل والسقيم فتكسوه حلة العلم وجماله، ولقد استمر العطاء في هذه الأرضية منذ القرن الخامس زمن عبد السلام الصودي الجدميوي الفرضي نزيل الإسكندرية مرورا بالقرن التاسع، عصر العلامة الفهامة الأصولي الدراكة سيدي حسين بن علي بن طلحة الشوشاوي الرجراجي، إلى بداية تأسيس أول زاوية علمية بالمنطقة، وهي زاوية أستيف”.

ويضيف: “تعد هذه الزاوية رباط علم في المنطقة، بعدها جاءت مدرسة الأم الزاوية النحلية التي تربع على عرشها ثلة من الفقهاء البررة خريجو زاوية تمكلشت، فكان لهذا التنوع المعرفي والعلمي أثر بارز في إبراز الثقافة الفكرية وامتدادها عبر العصور، ولا شك أن هذا العصر هو عصر ازدهار المعرفة بتربة شيشاوة، فتوالتها مدارس وزوايا عامرة في كل أرجاء شيشاوة والحناجر تصدح بكتاب الله وبحفظ المتون الشرعية ودراستها وتدريسها”.

الزوايا الصوفية كتاب جديد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى