هل نسي العالم أزمة السودان في خضم حرب غزة؟
في خضم الاهتمام العربي والدولي، المتزايد بالحرب الدائرة في غزة، بين إسرائيل وحركة حماس، والتي دخلت شهرها الخامس، يرى الكثير من السودانيين، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، أن العالم بات يغمض عينيه، عن المأساة الحاصلة في السودان، من فقر ومجاعة، وتدهور في الظروف المعيشية، على كل المستويات، بجانب مأساة أخرى موازية، تتكشف في مخيمات اللاجئين السودانيين، الذين فروا من الحرب الدائرة في البلاد، إلى الدول المجاورة مثل تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.
وعلى موقعها على الإنترنت، تصف المفوضية العليا للاجئين، التابعة للأمم المتحدة، الوضع في السودان قائلة:”بعيداً عن أعين العالم وعن عناوين الأخبار، يستمر الصراع في السودان بالتفاقم. وتتكشف فصول أزمة إنسانية تفوق التصور في مختلف أنحاء البلاد، بينما يدفع الصراع بعددٍ متزايد من الأشخاص إلى النزوح عن ديارهم إثر احتدام القتال”.
وكان لافتا خلال الأيام الأخيرة، الإعلان عن موت سودانيين من الجوع، بعد أكثر من عشرة أشهر، من الحرب الدائرة بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع.
وقالت منظمة الأغذية والزراعة، التابعة للأمم المتحدة، في بيان لها مؤخرا، إنها تلقت تقارير عن “وفاة أشخاص بسبب الجوع في السودان”، حيث يعيق القتال توزيع المساعدات، والإمدادات الغذائية، على الأشخاص الأكثر جوعا.
أطفال وكبار جوعى
ووفقا لبرنامج الغذاء العالمي في السودان، فإن هناك مايقارب 18 مليون شخص، في أنحاء السودان، يعانون من ” الجوع الحاد”، ضمن عدد السكان الإجمالي البالغ 48 مليون نسمة ، بينما يواجه أكثر من خمسة ملايين شخص، مستويات طارئة من الجوع، في المناطق الأكثر تضررا من الصراع، وعلى مستوى الأطفال فإن الأرقام تشير إلى أن 3.6 مليون طفل، دون سن الخامسة في السودان، يعانون من سوء التغذية الحاد.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف)، قد دعت العالم، إلى عدم غض الطرف، عن مأساة أطفال السودان، التي أصبحت الآن، أكبر أزمة نزوح للأطفال في العالم، بعد مرور عشرة أشهر، على الحرب التي اندلعت في نيسان/إبريل من العام الماضي.
وفي حديث له للصحفيين في جنيف، الجمعة 9 شباط/فبراير، قال المتحدث باسم اليونيسيف جيمس إلدر- عقب زيارة له لكل من تشاد ودارفور التقى خلالها باسر اللاجئين والنازحين- إنه تم تهجير أربعة ملايين طفل سوداني أي 13,000 طفل كل يوم لمدة 300 يوم، مشيرا إلى أن الأمل تلاشى، وفقد الناس الأمان والممتلكات، فيما انفصل الأصدقاء وأفراد الأسرعن بعضهم البعض أو فُقدوا.
وأشار جيمس إلدر، إلى أنه من المحتمل أن يعاني، أكثر من 700 ألف طفل، من أخطر أشكال سوء التغذية هذا العام. وأضاف “لن نتمكن من علاج أكثر من 300,000 ألفا منهم ومن المرجح أن يموت عشرات الآلاف”.
كما تحدث أيضا، عن ارتفاع في حالات القتل والعنف الجنسي والتجنيد، بمقدار خمسة أضعاف، عما كانت عليه قبل عام قائلا: “هذا يعادل أعدادا مرعبة من الأطفال، الذين قتلوا أو اغتصبوا أو تم تجنيدهم. وهذه الأرقام ليست سوى غيض من فيض”.
هاجس اللاجئين
وكانت تقارير متتالية، قد تحدثت عن تدهور في الأوضاع الإنسانية، للاجئين السودانيين، في معسكرات اللجوء في دول جوار السودان، مثل تشاد وجنوب السودان، إذ تقول تشاد، إن هناك مخاطر من تدهور الأزمة الغذائية لديها، بفعل تدفق مئات الآلاف من اللاجئين السودانيين إلى البلاد.
وبجانب المخاوف التي تنتاب دول الجوار، من التدفق الكبير للاجئين السودانيين إلى أراضيها، بدأت دول غربية أيضا، تدق ناقوس الخطر من تلك المشكلة، إذ حذرت رئيسة وزراء إيطاليا جورجيا ميلوني، من مخاطر تدفق هؤلاء اللاجئين إلى بلادها.
وقالت ميلوني، في حديث لوزراء حكومتها، وفقا لما نقلته التقارير “لا يتوقف اللاجئون السودانيون طويلا في مصر، بل يتجهون إلى ليبيا ومنها يأتون إلينا”.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الفرنسي، ستيفان سيجورنيه الأربعاء 14 شباط/ فبراير الجاري، أن بلاده ستستضيف مؤتمرا إنسانيا، منتصف نيسان/أبريل المقبل، لدعم السودان الذي يمر بأزمة عميقة.
وقال سيجورنيه، خلال جلسة استماع في الجمعية الوطنية: “سنستضيف في باريس يوم 15 نيسان/أبريل مؤتمراً إنسانياً للسودان والدول المجاورة للمساعدة في حل هذه الأزمة الإنسانية المأساوية”. مضيفا “يجب ألا تصبح هذه أزمة منسية”.
وكانت صحيفة التايمز البريطانية، قد قالت في تقرير لها، إن ما يقرب من 8 ملايين سوداني، أجبروا على ترك منازلهم، بسبب أعمال العنف، التي بدأت مع بداية الصراع العسكري بين الجيش، وقوات الدعم السريع، في نيسان/إبريل من العام الماضي، حيث فر 1.6 مليون إلى دول، من بينها جمهورية أفريقيا الوسطى، وتشاد وإثيوبيا وجنوب السودان، في حين عبر نحو 450 ألفا إلى مصر.
هل نسي العالم مأساة السودانيين في خضم الحرب الدائرة في غزة؟
لماذا يغمض المجتمع الدولي عينيه عن معاناة السودانيين؟
إذا كنتم داخل السودان حدثونا عن ظروف حياتكم اليومية؟
لماذا يغيب تحرك دولي لمعالجة الأزمة رغم التحذيرات المتتالية من منظمات دولية من تدهور الأوضاع الإنسانية؟
هل تتفقون مع مايقوله البعض من أن أزمة اللاجئين السودانيين قد تتحول إلى هاجس إقليمي ودولي؟
لماذا يبدو طرفا الصراع في السودان غير مكترثين بتدهور الوضع الإنساني في البلاد؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 19 شباط/ فبراير
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب