دوري أبطال أوروبا: “هاري كين كان ظلا لنفسه أمام لاتسيو”
- Author, إيما سميث
- Role, بي بي سي، رياضة
عندما نجح هاري كين في تحويل تمريرة توماس مولر فوق عارضة مرمى لاتسيو بعد سبع دقائق من مباراة الذهاب في دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا، لم يكن مهاجم بايرن ميونيخ يتوقع أن تكون هذه أفضل فرصة له في المواجهة.
لكن كين أكمل ما بقي من المباراة متذمرا من مجريات اللعب، إذ مني فريقه، بايرن ميونيخ بهزيمة، في روما، بفضل ضربة جزاء نفذها سيرو إيموبيل، كانت كافية لسقوط العملاق الألماني، مرة أخرى.
وبعد بداية موسم باهرة، تراجع أداء كين في المباريات الأخيرة، مثلما تراجع أداء بايرن ميونيخ برمته. فالفريق، الذي فاز بالدوري الألماني في الـ11 سنة الماضية، أصبح مهددا بإنهاء الموسم دون تتويج.
وسيلعب بارين المباراة الثانية، في دوري أبطال أوروبا، أمام لاتسيو يوم 5 مارس أذار، متأخرا في النتيجة، هذا فضلا عن خروجه المدوي من كأس ألمانيا، أمام فريق ساربروكن من الدرجة الثالثة. وكان كين ضيع فرصة أولى للتتويج مع فريقه الجديد، عندما انهزم البايرن، في الكأس الممتازة أمام لابزيغ، بثلاثة أهداف مقابل صفر.
يضاف هذا كله إلى وضعية الفريق المتدهورة في الدوري الألماني، بعد هزيمة السبت أمام الرائد باير ليفركوسن، بثلاثة أهداف مقابل صفر، وهي النتيجة التي جعلته متأخرا بخمس نقاط عن رائد الدوري.
ولم يتمكن كين في تلك المباراة من تسديد أكثر من كرة واحدة في المرمى، أما في مباراة لاتسيو فقد أنهى المباراة دون أي تسديدة في مرمى المنافس، مثلما كان شأن زملائه، الذين نفذوا 17 تسديدة في كل المباراة، لم تفلح أي منها في إزعاج حارس المرمى إيفان بروفيديل.
ولم يكن أحد يتوقع أن تؤول أمور كين مع بايرن ميونيخ إلى ما هي عليه الآن، عندما انتقل من توتنهام الصيف الماضي. ولم تكن الأمور توحي بذلك أيضا في النصف الأول من الموسم.
فقد سجل كين 22 هدفا في 16 مباراة الأولى. ولم يسجل إلا 6 أهداف في 12 مباراة الأخيرة. وهذه ليست حصيلة ضعيفة، على الأطلاق، ولكنها تعكس تراجعا واضحا في أداء بايرن ميونيخ.
ويقول عنه خبير الكرة الأوروبية، رفائيل هونغستين: “تأثيره في المباريات الأخيرة لم يعد مثلما كان في مطلع الموسم. أصبح ظلا لنفسه”.
“ضغط كبير على توخيل”
يبدو بايرن تائها دون أهداف هاري كين. فلم يتمكن الفريق من التسجيل في مبارتين ممتاليتين في جميع المنافسات، لأول مرة، منذ 2015، عندما أخفق في التسجيل في ثلاث مباريات متتالية، بقيادة بيب غوارديولا.
وتعد الهزيمة أمام ليفركوسن ثم أمام لاتسيو، خلال خمسة أيام، أيضا سابقة، إذ لم يحدث أن انهزم بايرن مرتين متتاليتين منذ ديسمبر كانون الأول 2019، عندما كان الفريق بقيادة المدرب المؤقت هانس فليك.
وقال كين لقناة تي أن تي: “كان أسبوعا صعبا. بدأنا الشوط الأول بطريقة جيدة، صنعنا فرصا واضحة، واحدة منها أتيحت لي. وفي مثل هذه المباريات، تلك هي اللحظات الحاسمة. أما الشوط الثاني فكان مخيبا. عدنا إلى المباراة بطاقة أقل وثقة أقل، فدفعنا الثمن”.
“نمر حاليا بفترة صعبة. علينا أن نصارع من أجل إعادة الأمور إلى نصابها”.
والرجل الوحيد الذي يتعرض لضغط أكثر من كين في البايرن حاليا هو مدربه، توماس توخيل. فإنهاء الموسم دون تتويج يعد ضربة موجعة قد يفقد بسببها منصبه.
وخسارته أمام لاتسيو هي العاشرة له في 43 مباراة مدربا لبايرن ميونيخ، وهو عدد المباريات، التي خسرها سلفه جوليان نيغلسمان، في 84 مباراة.
وقال كريس ساتن لبي بي سي: “يتعرض توماس توخيل لضغط كبير حاليا. وعلى فريقه أن يعيد الأمور إلى نصابها، في الأسابيع المقبلة”.
“المواجهة مفتوحة الآن. أرجح فوز بايرن، ولكنّ لاعبي لاتسيو منحوا أنفسهم فرصة كبيرة”.
ولا يزال ساتن يثق في قدرة بايرن على قلب الأمور لصالحه، ولكن الإحصائيات تقول غير ذلك.
فقد أقصي بايرن 7 مرات في المواسم الماضية، بعد هزيمته في المباراة الأولى، من دوري أبطال أوروبا، منذ 2015.
“بايرن يلعب بطريقة بشعة”
وظهر توخيل مشمئزا في الملعب الأولمبي في روما، وهو يشاهد فريقه عاجزا عن اختراق دفاع لاتسيو المتماسك، وهي صورة تكررت مرارا، مع لاعبين فقدوا السرعة في اللعب تماما.
وفقد بايرن توازنه بعد طرد مدافعه، دايو أباميكانو، ببطاقة حمراء إثر خطأ تسبب في ضربة جزاء، سجل منها، إيموبيل، هدف الفوز لفريق لاتسيو. واكتفى لاعبو بايرن بعدها برمي الكرات إلى كين، آملين أيضا أن يصنع قائد المنتخب الانجليزي معجزة من كرة ثابتة.
وقال ريو فرديناند لقناة تي أن تي: “بايرن يلعب كرة بشعة”.
“لا أستبعد أن يذهب لاتسيو إلى ألمانيا ويخنقهم مرة أخرى هناك. بايرن يعاني من فقدان الثقة بالنفس. إنهم يمرون بفترة فراغ. ولا أراهم يخرجون منها قبل مباراة العودة”.
“فإذا لم يسجلوا نتائج أفضل في الدوري، لا أتوقع أنهم سيقلبون الأمور لصالحهم”.
والشيء الوحيد الذي يمكن أن ينقذ توخيل هو وعي فريق له تجربة كبيرة، يضم لاعبين فازوا بدوري أبطال أوروبا في 2020، وإدراكهم بأنهم مطالبون بتحسين الأداء واستعادة ثقتهم بأنفسهم”.
وقال توخيل لقناة دي اي زي أن: “التفاؤل كلمة غير مناسبة، الكلمة المناسبة بالنسبة لي هي الثقة”.
“نعرف أننا نملك الإمكانيات، على الرغم من أننا لم نظهرها اليوم. ومن يراهن على أن الأمور لن تتغير بعد ثلاثة أسابيع”.
ومدة ثلاثة أسابيع مدة طويلة في كرة القدم. يمكن خلالها أن يعود كين إلى التهديف. ولكن المباراة المقبلة أمام لابزيغ ليست سهلة مطلقا، وقد تدفع أمور بايرن إلى أسوأ.