الانتخابات الباكستانية: منافسا عمران خان يتفقان على تشكيل حكومية ائتلافية
وصل حزبا نواز شريف وبلاوال بوتو في باكستان إلى اتفاق لتشكيل حكومة ائتلافية.
وقال حزب الشعب الباكستاني بزعامة بوتو إنه سيدعم حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، بزعامة شريف لاختيار رئيس للوزراء.
وكان الحزبان قد شكلا ائتلافا أطاح بعمران خان عام 2022.
وقال زعيم حزب الشعب الباكستاني اصف علي زرداري في مؤتمر صحفي، إنه بالرغم من أن حزبه وحزب الرابطة الإسلامية قد تنافسا في الانتخابات، إلا أنهما سيتعاونان الآن من أجل مصلحة الأمة.
من جهته قال حزب الرابطة الإسلامية في بيان إن “الحزبين اتفقا على التعاون من أجل صالح الاستقرار السياسي للبلاد”.
ولم يحصل أي حزب سياسي على أغلبية حاسمة للأصوات بعد فرز معظمها، إلا أن المرشحين المرتبطين بعمران خان ونواز شريف فازا بمعظم المقاعد.
وقد خالفت النتائج التوقعات، وأعلن خان الفوز، لكن شريف يقول إن حزبه هو الفائز، ودعا قوى سياسية أخرى للانضمام إلى ائتلاف بقيادته.
وحث قائد الجيش الباكستاني البلاد على ترك “الفوضى والاستقطاب”، وقال الجنرال عاصم منير إن هناك حاجة “لأيادٍ آمنة” من أجل توحيد القوى السياسية المختلفة.
ورفض المسؤولون أيضا الانتقادات الغربية لكيفية إجراء الانتخابات.
وقال الجنرال منير”الانتخابات ليست منافسة للفوز والخسارة بل ممارسة لتحديد تفويض الشعب”.
وكان خان قد بث رسالة فيديو تم تركيبها بواسطة الذكاء الاصطناعي يدعو فيها أنصاره للاحتفال. وقد سجن خان بتهمة تسريب أسرار الدولة والفساد والزواج غير القانوني، وتم منع حزبه “حركة إنصاف الباكستانية” من المشاركة في الانتخابات.
وفاز حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية بزعامة شريف بـ 71 مقعدا واعترف بأنه ليس لديه الأغلبية اللازمة لتشكيل حكومة بمفرده، لكنه أصر على أنه يستطيع إخراج البلاد من الأوضاع الصعبة من خلال ائتلاف يتزعمه.
وحصل حزب الشعب الباكستاني الذي يتزعمه بيلاوال بوتو زرداري، نجل رئيسة الوزراء المقتولة بينظير بوتو، على 53 مقعدا، والباقي وهو أكبر عدد من المقاعد فازت به أحزاب صغيرة ومستقلون.
ويخشى الكثير من الناس من أن “ائتلافا ضعيفا وغير مستقر” قد ينجم ارتباط بين شريف وحزب الشعب الباكستاني.
لكن دكتورة فرزانة شيخ من مركز أبحاث تشاتام هاوس قالت إن الانتخابات أظهرت أيضا نفورا متزايدا من الدور المركزي للجيش في الحياة السياسية.
وأضافت: “صوّت ملايين الأشخاص لتحدي ما يعتقد الكثيرون أنه النتيجة المفضلة للمؤسسة العسكرية الباكستانية غير الخاضعة للمساءلة”.
ووصف المحللون الجيش بأنه “دولة داخل دولة” في باكستان، وقد أثر على السياسة الوطنية وانتقالات السلطة منذ حصول باكستان على استقلالها عن بريطانيا في عام 1947.
وقام جنرالات الجيش في السابق بثلاثة انقلابات. ولم ينهي أي رئيس وزراء في باكستان، حتى الآن، فترة ولاية كاملة مدتها خمس سنوات.
وينص الدستور على ضرورة تشكيل الأحزاب السياسية حكومة بحلول 29 فيراير/شباط، أو بعد ثلاثة أسابيع من يوم الانتخابات.
وهناك 336 مقعدا في الجمعية الوطنية ، منها 266 مقعدا يتم شغلها عن طريق التصويت المباشر و60 مقعا محجوزة للنساء وعشرة لغير المسلمين، ويتم تخصيصها وفقا لقوة كل حزب في الجمعية.
وفي حين أعلن حزب الرابطة الإسلامية وحزب الإنصاف الباكستاني النصر يبدو أن تشكيل حكومة ائتلافية أمر لا بد منه.
وقالت البروفيسورة سامينا ياسمين من جامعة غرب استراليا لبي بي سي إن أحد السيناريوهات المحتملة هو أن يشكل حزب الرابطة الإسلامية ائتلافا مع حزب الشعب الباكستاني وكذلك بعض الأحزاب الصغيرة.
وكان الحزبان قد شكلا ائتلافا للإطاحة بخان عام 2022.
وترى ياسمين أن الاتفاق على شخصية رئيس الوزراء سيكون صعبا. ويغازل الحزب الليبرالي الإسلامي الحركة الاجتماعية الليبرالية متحدة قومي التي فازت بـ 17 مقعدا. كما أنه يتطلع إلى جذب المرشحين المستقلين إلى جانبه.
وبينما التقى زرداري بوفد من حزب الرابطة الإسلامية بقيادة شهباز شقيق شريف في لاهور يوم الأحد، يبدو أن حزب الشعب الباكستاني يتمهل للنظر في خياراته. ومن المقرر أن تجتمع اللجنةالتنفيذية المركزية للحزب في إسلام أباد يوم الاثنين.
حزب الشعب الباكستاني يشكل تحالفا مع حزب الإنصاف
وقال زعيم حزب الشعب الباكستاني شيري رحمن أن أبواب الحزب مفتوحة لجميع القوى السياسية، عندما سئل من قبل بي بي سي الخدمة الأردية إذا كان الحزب على استعداد للعمل مع حزب الإنصاف.
ومع ذلك، قال المستشار الإعلامي لخان، زلفي ابخاري، لبي بي سي إنه من المرجح جدا أن يجلس حزب الإنصاف على مقاعد المعارضة بدلا من تشكيل ائتلاف إذا فشل في حشد الأغلبية.
ويقضي خان حاليا حكما بالسجن لمدة 14 عاما بتهم مختلفة. وكان قد قال في عام 2018 إن الحكومة الائتلافية ستكون ضعيفة وأن البلاد بحاجة إلى حكومة قوية لتجاوز الأزمات التي تواجهها. ومع ذلك، استمر في تشكيل ائتلاف مع أحزاب أصغر مثل الحركة القومية المتحدة.
حزب الرابطة الاسلامية الاسلامية يشكل ائتلافا مع حزب الإنصاف وأحزاب أخرى
وسيكون هذا تحولا ملحوظا لحزب سجن زعيم ، وأخذ رمز حزبه واحتجز عشرات من أنصاره. لكن في هذه الأوقات، لا يمكن استبعاد أي شيء.
ويبدو أن دعوة الزعيم البارز في حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية عزام نذير ترار إلى “حكومة ائتلافية” حيث “يجب أن يتكاتف الجميع” ، هي اعتراف ضمني بأنه لا يمكن تجاهل حزب الإنصاف.
وقال عدي شاندرا من جامعة جورجتاون لبي بي سي:” حتى أولئك الذين لم يصوتوا لعمران في وقت سابق قد يشعرون بالظلم بشأن الطريقة التي عومل بها وحزبه على مدار العامين الماضيين من قبل الجيش”.
وأضاف: “من خلال اختيار المستقلين، يرسل الناخبون رسالة واضحة إلى الجيش مغزاها: دع الديمقراطية المدنية تسود”.
وأحد الاحتمالات التي تم طرحها هو أن المرشحين المدعومين من الإنصاف قد ينضمون إلى حزب أصغرفي محاولة لتشكيل حكومة ائتلافية. هذا من أجل الجمع بين مقاعدهم، وكذلك للاستفادة من 60 مقعدا في الجمعية الوطنية والمخصصة للنساء.