ما المخاطر المحتملة لعملية عسكرية إسرائيلية مرتقبة في رفح؟
يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، قرر أن يضرب بالتحذيرات الدولية والأمريكية والعربية، من مخاطر عمليته العسكرية المرتقبة في رفح، عرض الحائط ، إذ تشير وسائل إعلام إسرائيلية، إلى أن الجيش الإسرائيلي، صدّق بالفعل على عملية عسكرية في رفح.
وفي تأكيد على عزمه، المضي قدما في هذه العملية، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، في مقابلة مع قناة “إيه بي سي نيوز” الأمريكية، نشرت بعض مقتطفاتها، ويتوقع أن تبث الأحد 11 شباط/ فبراير، إن “النصر في متناول اليد. سنفعل ذلك. سنسيطر على آخر كتائب حماس الإرهابية، وعلى رفح، وهي المعقل الأخير”.
وكان نتانياهو، قد أبلغ واشنطن وعدداً من دول المنطقة، بأن إسرائيل تستعد لتنفيذ عملية عسكرية، لاجتياح رفح، مؤكداً أنه “لا تراجع عن تنفيذ هذه العملية،لأهميتها العملياتية والاستراتيجية”.
تحذيرات متتالية وتجاهل
ويأتي إصرار نتانياهو على العملية، متجاهلا كل التحذيرات الدولية والعربية، في وقت تخشى فيه الأمم المتحدة، والعديد من الدول، من التبعات الإنسانية على الفلسطينيين، المتكدسين في هذه المدينة، والتي نزح إليها نحو 1.2 مليون فلسطيني هربا من القصف الإسرائيلي، لينضموا إلى نحو 180 ألفاً من سكانها، يتكدسون في مساحة لاتزيد عن 55 كيلومتراً مربعاً فقط، فيما تعد الكثافة السكانية الأعلى في العالم، إذ يعيش كل 27 فلسطينيا، في هذه المدينة على مساحة متر مربع واحد.
ومن هنا تأتي المخاوف الدولية والعربية، التي تكررت في صورة تحذيرات، خلال الساعات الماضية، من أن يؤدي الاكتظاظ الشديد، إلى وقوع المزيد من المجازر بحق المدنيين، استمرارا لما قامت به القوات الإسرائيلية في غزة منذ اندلاع الحرب، التي دخلت شهرها الخامس.
وحذرت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، الأحد 11 شباط/فبراير، من أيّ عملية أو هجوم عسكري،على مدينة رفح مؤكدة أنه “لم يعد هناك مكان آخر يرحل إليه الناس”. وقالت المتحدثة باسم الوكالة، تمارا الرفاعي، في بيان لها، إن أي عملية عسكرية في رفح، ستؤدي إلى “نفس العواقب التي شهدناها من قبل؛ ما يعني قتل وترحيل المزيد من الناس”.
من جانبه قال مكتب الأمم المتحدة، لتنسيق الشؤون الإنسانية، إن أكثر من نصف سكان غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، أصبحوا متكدسين حاليا، في مدينة رفح، والمناطق المحيطة بها، والتي هي آخر ملاذ للفلسطينيين في جنوب القطاع.
أما الولايات المتحدة الأمريكية، فقد حذرت من جانبها إسرائيل من خطر حدوث “كارثة”، إذا ما شّنت هجومًا عسكريًا على مدينة رفح، من دون التخطيط له كما ينبغي، وفق ما قالته صحيفة الواشنطن تايمز، التي نقلت عن نائب المتحّدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، فيدانت باتيل قوله إن واشنطن “لم تر بعد أّي دليل على تخطيط جاد، لعملية كهذه.
وكانت حركة حماس قد حذرت، من خطورة ارتكاب إسرائيل، لمجازر واسعة ومروعة، في مدنية رفح مؤكدة أن “موقف الإدارة الأمريكية بعدم دعمها للهجوم على رفح لا يعفيها من المسؤولية القانونية والسياسية الكاملة عن تبعات هذا الهجوم”
أما المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، فقد طالب واشنطن بـ”تحرك جدي لوقف الجنون” الإسرائيلي، وقال أبو ردينة إن “الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح، ومحاولة تهجير المواطنين الفلسطينيين، لا يعفيان الإدارة الأمريكية من المسؤولية”.
وعلى صعيد الدول العربية حذرت كل من، المملكة العربية السعودية والأردن ومصر، من خطورة تنفيذ إسرائيل، لعملية عسكرية في رفح، التي تؤوي عددا كبيرا من النازحين الفلسطينيين.
يبدو موقف مصر، وهي الدولة العربية الأكبر، والجارة لقطاع غزة، أكثر مواقف الدول حساسية، في المنطقة العربية، ويقول تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، إن مصر تراقب بقلق، الضغوط المتزايدة على حدودها مع غزة، كما قامت بتعزيز الحدود من جانبها، وحذرت إسرائيل من أية خطوة، قد تؤدي إلى إجبار سكان القطاع، على دخول الأراضي المصرية، وأنها قد تؤثر على معاهدة السلام.
وتنقل الصحيفة، عن دبلوماسي غربي بارز في القاهرة، قوله إن المسؤولين المصريين، حثوا نظراءهم الغربيين، على إخبار إسرائيل بأن أي تحرك لإجبار الغزيين على دخول أراضيها في سيناء، سيعتبر خرقا يُنهي وبشكل عملي معاهدة كامب ديفيد للسلام الموقعة عام 1979.
ووفقا للنيويورك تايمز أيضا، فقد قال مسؤول غربي، وآخر أمريكي وثالث إسرائيلي، إن الرسالة كانت مباشرة، حيث هدد المصريون بتعليق المعاهدة، لو أجبرت إسرائيل الغزيين على الفرار إلى مصر.
ومنذ وقت يجري الحديث عن رغبة إسرائيلية، في السيطرة على محور فيلادلفيا، الواقع على الحدود بين مصر وغزة، وهو ما أثار توترات بين مصر وإسرائيل، وفي الوقت الذي أشارت فيه تقارير إسرائيلية، إلى أن هناك اتصالات بين البلدين، حول إمكانية سيطرة إسرائيلية على المحور، نفى الإعلام المصري وجود مثل تلك الاتصالات.
ويوم السبت 10 شباط /فبراير، حذر وزير الخارجية المصري سامح شكري، من تطورات الأوضاع في رفح، قائلا إنها تنذر بتدهور في القطاع، وتداعيات وخيمة، في وقت أشارت فيه التقارير إلى أن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة، وناقلة جند مدرعة، إلى شمال شرقي سيناء الأسبوعين الماضيين، في إطار ماوصفته مصادر مصرية، بسلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدود مصر مع قطاع غزة.
ماهي التداعيات المحتملة لعملية عسكرية إسرائيلية في رفح؟
لماذا يبدو نتانياهو غير مبال بالتحذيرات الدولية من العملية؟
كيف ترون تحذيرات مصر والدول العربية؟
ولماذا يتوقف الموقف الأمريكي عن معارضة العملية ولايجبر نتانياهو على وقفها؟
ماهي احتمالات إجبار الفلسطينيين النازحين إلى رفح بالتدفق على مصر تحت الضربات الإسرائيلية؟
وما الذي تتوقعونه من مصر في حالة مضت إسرائيل قدما بتنفيذ العملية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 12 شباط/ فبراير
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب