كمال عبد اللطيف يتذوق “طعم الكلمات”
الأحد 11 فبراير 2024 – 06:19
بعنوان “طعم الكلمات – أحوال ومعاينات”، صدرت في جزأين سيرة وشهادات المفكر المغربي كمال عبد اللطيف عن دار نشر “منتدى المعارف” ببيروت.
ووفق ورقة الكتاب، فإن الجزء الثاني يضم نصوصا، من بينها “شهادة مؤثرة كتبها كمال عبد اللطيف في حق صديقه الشهيد عبد اللطيف زروال”، الذي كان من قيادات اليسار الجديد، وقتل تحت التعذيب زمن سنوات الرصاص.
وكتب كمال عبد اللطيف “تستوعب نصوص هذا المصنف نوعاً من العلاقة الخاصة باللغة ومفرداتها… بالمفردات وملفوظاتها، وكذا بالملفوظات وإيحاءاتها. كما تستوعب تصوراً معيناً للكتابة، واستماعاً متواصلاً لتداعيات المكتوب. وتستعيد العديد من نصوصه أغلب معطياتها من ذاكرة مفتونة بجمال الكلمات ومذاقاتها كما تبلور في مختلف أشكال الترسل التي راكمتها اللغة العربية، خلال تاريخها الطويل في مختلف فنون القول ومعارفه”.
وتابع “تمارس في مقالات هذا الكتاب قراءة استرجاعية الموضوعات وقضايا مختلفة، بهدف الوقوف على نوعية العلاقة التي تجمعنا بذاتنا، في تجلياتها وأحوالها المتنوعة (مقالات الباب الأول). كما نتجه في بعضها الآخر نحو العوالم التي لا وجود لنا بدونها… نُصوب النظر نحوها من زوايا لا تفرط في لزوم استحضار الجمال والحب، ومختلف القيم النبيلة التي تحول العالم فعلا إلى أرض وسماء، نغتبط ونتسلى فيهما حيناً من الزمن رغم وعينا بضآلته في دورة الحياة، التي لا يعرف أحد مستقرها… (مقالات الباب الثاني).”
وأضاف “نحرص على وضع اليد في بعض هذه المقالات على جوانب من أوجاعنا، وجوانب أخرى من مسَرّاتنا، مسرات العين والقلب والعقل… ومسرات الأوهام التي لا نستطيع التخلص منها أيضاً… حيث نواصل سيرنا فوق الأرض ولا نتوقف عن رفع أعيننا نحو السماء… وكم تمنينا في مناسبات عديدة أن تكون لنا أجنحة تهبنا القدرة على الطيران ومصاحبة الطيور في السماء… ولم نعتبر يوماً أن أمنيتنا مستحيلة… فقد أتاحت لنا الخواطر السائحة بين الحين والآخر إمكانية التحليق في الأعالي بالكلمات، كما مكنتنا الأحلام والصبوات من التغني بالجميل والفاتن ومجالسته… والظفر أحياناً بلمسه والنظر في عينيه”.
وتنتصر الكتابة في هذه النصوص لـ”النبض والخفقان”، كما تنتصر لـ”إيحاءات قطر الندى وعبير الزهور في فصل الربيع حيث نولي عناية خاصة للإيحاءات المفتوحة للكلمات والعبارات، نجري في ذلك نحو طعوم الكلمات، نلتقطها بتفاؤل ونتغنى بها، تساعدنا في إنجاز ذلك ذاكرة مفتونة بكنوز اللغة العربية ومآثرها”.