كأس آسيا: قطر تحتفل والأردنيون يشككون بكفاءة التحكيم، كيف كانت ردود الفعل على المباراة النهائية؟
- Author, لينا الشوابكة
- Role, بي بي سي – الأردن
بعد فوز قطر بلقب كأس آسيا لكرة القدم بـ 3 أهداف مقابل هدف واحد للمنتخب الأردني في نهائي البطولة السبت، ضجت مواقع التواصل بالهاشتاجات المهنئة للمنتخب القطري بفوزه الثاني على التوالي، وأخرى مهنئة للمنتخب الأردني لوصوله للمرة الأولى في تاريخه إلى نهائي البطولة، رغم خسارته المباراة.
النهائي لم يكن “اعتيادياً” بحسب العديد، فللمرة الأولى بتاريخ نهائيات كأس آسيا، شهدت المباراة 3 ركلات ترجيح جاءت لصالح المنتخب القطري، ما دفع بالجدل إلى واجهة المنصات العربية، وبالأسئلة التي “شككت” بكفاءة الحكم الصيني.
احتفالات “العنابي” على طريقة أبطال كأس العالم 2022
حرص المنتخب القطري أن يحافظ على لقب أبطال آسيا للمرة الثانية على التوالي، بعد فوزه بالنسخة الأخيرة من البطولة التي أُقيمت في الإمارات العربية المتحدة عام 2019، عندما تغلب بالنتيجة ذاتها على اليابان في المباراة النهائية.
وخصصت قطر حافلة مكشوفة لنقل لاعبي المنتخب للاحتفال بحصد اللقب وسط جماهير “العنابي”، في درب لوسيل، مثلما سبق وحدث مع منتخب الأرجنتين أثناء احتفاله بلقب كأس العالم 2022.
نظارة برشم وكرت عفيف
كان اللاعب القطري، أكرم عفيف (هدّاف البطولة) قد أثار الجدل بطريقة احتفاله خلال المباراة النهائية التي أحرز فيها ثلاثية “هاتريك” قادت منتخبه للفوز على الأردن، وكان عفيف قد رفع ورقة كتب عليها حرف “S”.
ليخرج عفيف بعد انتهاء المباراة، ويحسم الجدل في الحرف الذي فُسر بطرق مختلفة، ليقول إنّه الحرف الأول من اسم زوجته الكويتية، والتي كانت تشاهد المباراة للمرة الأولى من الملاعب.
أما نظارات حارس مرمى المنتخب القطري، مشعل برشم، فنالت نصيبها من التفاعل أيضاً، إذ تدوال نشطاء على مواقع التواصل مقاطع فيديو للحظة تتويج حارس المرمى وهو مرتدياً نظارة غير “اعتيادية”.
ليتضح فيما بعد، بأن النظارات تعود لأخيه بطل الوثب العالي القطري، صاحب الذهبية الأولمبية، معتز برشم. ورجح البعض بأنه ارتداها إهداء لأخيه خاصة بعد أن قارنه الجميع به، لإمكانية قفزه لارتفاعات عالية لتصدي الهجمات، ومنع الكرات من دخول شباك المرمى.
وسارع النجم الأولمبي معتز برشم للرد بطريقة فكاهية على احتفال شقيقه مشعل بنظاراته، إذ كتب على صفحته الرسمية في موقع فيسبوك قائلاً “ألف مبروك أكرم أفضل لاعب وهدّاف كأس آسيا وألف مبروك برشم أفضل حارس في كأس آسيا، كفو! مشعل بس تخلص تتويج رجع نظارتي الدرج وراي أولمبياد الله يخليك”
خيبة أمل الأردنيين باحتساب 3 ركلات ترجيح لقطر
المباراة التي رافقها احتفالات قطرية، وألقاب جديدة، رافقها كذلك خيبة أمل أردنية كانت واضحة على الجماهير واللاعبين والجهاز الإداري، بعد ضياع حلم نيل اللقب لأول مرة.
فللمرة الأولى بتاريخ نهائيات كأس آسيا، احتسب الحكم 3 ركلات ترجيح، كانت جميعها لصالح القطريين. في واحدة منهم، لم يلجأ حتى إلى تقنية الفيديو (الفار) للتأكد منها، ما أثار “استفزاز” العديد من الجماهير. وما دفع بعضهم الآخر إلى الاحتفال بما اعتبروه “فوزاً أردنياً” رغم الخسارة، لأن الأهداف المحققة جاءت جميعها من ركلات الجزاء، ولم تتمكن قطر من إحراز هدف واحد بأي طريقة أخرى، على حد تعبيرهم.
إلى جانب “الاستياء” الأردني الذي رافق ركلات الجزاء الـ3 التي حُسبت للمنتخب القطري، إلا أن الكوميديا كانت حاضرة في تعليقاتهم أيضاً.
نشرت إحدى المتابعات لقطة من فيلم مرجان أحمد مرجان، للفنان المصري عادل إمام، وكتبت: المباراة كانت برعاية مرجان أحمد مرجان، في إشارة إلى “انحياز” الحكم إلى لاعبي المنتخب القطري.
ونشر آخر فيديو يقلد فيه الحكم الصيني ما نينغ، و”مبالغته” في احتساب ركلات ترجيح.
هل تلقى حكم المباراة “رشوة” في بطولة دوري أبطال آسيا؟
حاول الاتحاد الآسيوي الابتعاد عن “الجدل” بتعيين حكم صيني، لكن تاريخ نينغ مليء بالمفارقات المثيرة للجدل داخل الملعب.
ففي عام 2015، كان ما نينغ في قلب الجدل بعد أن منح ثلاث بطاقات حمراء في ديربي شنغهاي بين شنغهاي اس آي بي جي وشانغهاي شينهوا.
ودخل ما نينغ إلى الأضواء مرة أخرى في صيف 2022، بعد أن تعرض للضرب عمداً من قبل اللاعب البرازيلي هنريكي دورادو أثناء إدارته لمباراة في الدوري الصيني الممتاز.
وتعرض الحكم الصيني لحملة هجوم على الإنترنت، من قبل الجماهير الكورية، بسبب منحه 5 بطاقات صفراء للاعبي كوريا الجنوبية، خلال المباراة أمام البحرين.
وانتشرت إشاعة مؤخرا حول ما نينغ، بشأن تلقيه “رشوة” في بطولة دوري أبطال آسيا، وحول إيقافه عن التحكيم لأشهر بسبب الواقعة، إلا أن هذه الأخبار عارية عن الصحة، ولا يوجد أي إثبات حول الواقعة.
اللاعبون الأردنيون “يحتفلون” بالهدف القطري الثالث والجماهير تغادر المدرجات
بعد احتساب الحكم لضربة جزاء ثالثة للمنتخب القطري، قام حارس المرمى الأردني يزيد أبو ليلى، إلى جانب عدد من اللاعبين الأردنيين بالتصفيق لقرار الحكم، ما حلله العديد بـ”استهزاء” اللاعبين بهذا القرار.
واحتجاجاً على احتساب الحكم لركلة الجزاء الثالثة، قام عدد من المشجعين الأردنيين الموجودين في الملعب، بمغادرة المدرجات.
أزمة التذاكر في نهائي آسيا.. واتهامات لقطر بـ”احتكارها”
اشتكى الجمهور الأردني من عدم تمكنه من تحصيل تذاكر لحضور نهائي البطولة، وقال بعضهم إنهم كانوا يحاولون شراء هذه التذاكر منذ ديسمبر كانون أول الماضي، أي قبل الكشف عن هوية المنتخبين المتأهلين للنهائي.
واشتكت العديد من الجماهير الأردنية التي ذهبت لمشاهدة المبارة في ملعب لوسيل، الذي يتسع لقرابة 88 ألف متفرج، ق من أن المشجعين القطريين كانت لهم النسبة الأكبر من المقاعد، ولم يكن هنالك “إنصاف” في توزيع التذاكر.
وأعرب قائد المنتخب الأردني، إحسان حداد، عن اسيتائه من هذه النقطة بعد انتهاء المباراة، وقال إنه على الرغم من التنظيم الجيد الذي قامت به قطر في البطولة، إلا أنه كان هناك “ظلم” للجماهير الأردنية التي لم تحظ بأكثر من 8% من عدد التذاكر.
وكان نائب الأمين العام لاتحاد كرة القدم الأردني، فليح الدعجة، قال قبل المباراة، إنّ الاتحاد لم يحصل على نسبته من تذاكر المباراة النهائية للكأس. وقال الدعجة لوسائل الإعلام قبل المباراة النهائية “حتى الآن لم يحصل اتحاد الكرة على نسبته من التذاكر لنهائي كأس آسيا”، معرباً عن استغراب الاتحاد بـ “عدم الرد على مطالبنا منذ ثلاثة أيام بالحصول على حصة الاتحاد من التذاكر”.
فيما لم يكن هناك أي رد رسمي من أي جهة بهذا الخصوص.