موسى التعمري: من هو “ميسي الأردن” الذي قاد بلاده لإنجاز تاريخي في كأس آسيا؟
- Author, يحيى كناكريه
- Role, بي بي سي نيوز عربي- عمّان
يتميز بقدمه اليسرى التي يتلاعب بها بالمدافعين ويسجل أهدافاً مميزة، إنه لاعب المنتخب الأردني ونادي مونبلييه الفرنسي موسى التعمري، الذي يلعب في مركز الجناح الهجومي ويطلق عليه محبوه لقب “ميسي الأردن”.
التعمري (26 عاماً) الذي يتألق في بطولة كأس آسيا 2023 المقامة حالياً بقطر، قاد بلاده إلى الدور النهائي لأول مرة في تاريخه وسجل ثلاثة أهداف وصنع عدة أهداف أخرى، ليحمل على عاتقه آمال جماهير الأردن في حصد اللقب.
ويعتبر التعمري أول لاعب أردني يسجل في الدوري الفرنسي، وذلك بقميص فريقه مونبلييه الذي يقضي معه موسمه الأول.
مسيرته المحلية
وُلد التعمري يوم 10 يونيو/حزيران 1997، وبدأ مسيرته الكروية بفريق شباب الأردن، حيث تم تصعيده إلى الفريق الأول في عام 2016.
وبعد عام واحد فقط انتقل موسى التعمري على سبيل الإعارة، إلى فريق الجزيرة، وتُوج معه بلقب كأس الأردن، عاد بعدها إلى شباب الأردن.
وعلى الصعيد الدولي، ظهر التعمري لأول مرة بقميص منتخب الأردن “النشامى” يوم 31 أغسطس/آب 2016، بدعوة من المدرب عبد الله أبو زمع، ولعب مباراة ودية جمعت بين الأردن ولبنان لمدة تسعين دقيقة، وانتهت بالتعادل السلبي.
وظهر التعمري مع “النشامى” في 54 مباراة دولية، من ضمنها كأس أمم آسيا 2019، والتصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2022، سجَّل خلالها 13 هدفاً، وقدَّم لزملائه 9 تمريرات حاسمة، وبات يمثل أمل الأردنيين في تحقيق أي إنجاز للمنتخب الوطني.
وفي بطولة كأس أمم آسيا الحالية، يطمح التعمري إلى تحقيق الإنجاز التاريخي والحصول على اللقب بانتظار مواجهة “العنابي” القطري.
لفت أنظار أوروبا
تعدّ مسيرة التعمري بمثابة شهادة على شغفه باللعبة وسعيه المستمر إلى تحقيق حلمه بلا هوادة منذ مداعبته الكرة للمرة الأولى بعمر ست سنوات. وقال في هذا الصدد في مقابلة مع صحيفة “جوردان تايمز” في مايو/أيار الماضي: “حلمت أن أصبح لاعب كرة قدم محترفا منذ أن كنت في السادسة من عمري”.
وأضاف: “كنت أرغب باللعب في أحد الدوريات الخمسة الكبرى، لكن والدتي أرادت مني أن أركز على دراستي. لم يكن السبب في ذلك أنها لم تكن تؤمن بموهبتي، لكنها أخبرتني بأنه سيكون من الصعب تحقيق حلمي في الأردن”.
وبعد تألقه محلياً، لفت التعمري أنظار أبويل نيقوسيا صيف 2018 ووقع عقدا معه لمدة ثلاثة مواسم، حيث ساعد فريقه على الفوز بلقبي الكأس السوبر والدوري المحليين في 2019 واختير أفضل لاعب في الدوري في موسمه الأول معه.
وبعد عامين انتقل التعمري إلى صفوف لوفان مقابل 1.1 مليون يورو في أكتوبر/تشرين الأول 2020 لمدة ثلاثة مواسم.
سجل في صفوف الفريق البلجيكي 10 أهداف في 86 مباراة على مدار ثلاثة مواسم، فجذب أنظار نادي مونبيلييه الذي تعاقد معه في صفقة انتقال حر الصيف الماضي وسجّل له ثلاثة أهداف في 16 مباراة.
وعن تجربته الاحترافية في أوروبا، قال التعمري: “مع أبويل، كنت محظوظا بما يكفي للعب في دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي ومواجهة أندية مثل أياكس الهولندي وإشبيلية الإسباني اللذين فزنا عليهما على أرضنا. هذه مسابقات ومباريات تمنحك شعورا لا يُصدق”.
وبحسب مواقع رياضية متخصصة في بيانات وإحصائيات اللاعبين، فإن القيمة السوقية للتعمري وصلت إلى نحو 6 ملايين يورو وقد ترتفع حال تتويجه باللقب الآسيوي.
ويطمح موسى التعمري إلى الاحتراف في الدوري الإسباني أو الألماني، وكشف في وقت سابق عن تلقيه عرضين من الدوري الإيطالي.
وقال التعمري: “بالتأكيد التأهل إلى نصف نهائي كأس آسيا سيضاعف من طموحات اللاعبين للاحتراف خارجياً”.
وأضاف اللاعب الذي تعرّض لإصابة طفيفة في نهاية مباراة طاجيكستان في ربع النهائي: “أنا أتحدث دائما أن الاحتراف الخارجي من شأنه أن يجعل منتخباتنا في مستوى عالٍ”.
وتابع التعمري: “أتمنّى أن يجد كل لاعب أردني فرصته في الاحتراف في أوروبا وأن يوفّق في مشواره”.
وشدّد على أن “الالتزام والعقلية والانضباط هي أمور هامة جدا وهي الأساس في الاحتراف، وإذا افتقدتها لا يمكن أن تنجح”.
كأس آسيا
قبل مشاركته في النسخة الحالية من كأس آسيا 2023، كان نجم المنتخب الأردني يمتلك هدفاً واحداً فقط أحرزه في نسحة 2019 في مرمى المنتخب السوري ضمن بطولات كأس آسيا.
ونجح التعمري في تسجيل ثلاثة أهداف في البطولة الحالية، ليرفع رصيده التهديفي إلى 4 أهداف ويشارك زميله حمزة الدردور صدارة قائمة هدافي الأردن في بطولات كأس آسيا. كان الدردور قد أحرز جميع أهدافه الأربعة في مرمى منتخب فلسطين في نسخة 2015.
وأصبحت فرصة التعمري قوية في الانفراد بصدارة هدافي الأردن في بطولات كأس آسيا، حال تمكن من التسجيل في المباراة النهائية.
وكان منتخب الأردن قد بلغ المباراة النهائية لبطولة كأس آسيا لأول مرة في تاريخه، بعد تخطيه عقبة كوريا الجنوبية بهدفين دون رد.
ويحترف بعض اللاعبين الأردنيين في أندية في السعودية ومصر وقطر، لكن قلة منهم انتقل إلى أندية أوروبية. وعن سبب ذلك، قال التعمري في تصريحات سابقة: “السبب في ذلك هو أن الأندية الأوروبية لا تشاهد المباريات في الأردن، إذا جاؤوا لمشاهدتنا، فسيقومون بالتعاقد مع الأردنيين”.
وأضاف: “لدينا الكثير من اللاعبين الجيدين للغاية، ومن مهامي أيضا إظهار ما يستطيع الأردنيون فعله. عندما كنت في بلجيكا، استعان لوفان بلاعبين من الأردن، سارت الأمور بشكل جيد بالنسبة لهما، لكنهما لم يتمكنا من البقاء لأسباب إدارية. وفي قبرص، قام أبويل أيضا بضم أردني آخر، لكنه لم يعد موجودا في أوروبا، بعد أن انتقل إلى أذربيجان”.
ملك السرعة
يتصدر موسى التعمري لاعب مونبلييه قائمة أسرع 10 لاعبين في الدوري الفرنسي هذا الموسم، بحسب رابطة كرة القدم الفرنسية للمحترفين، وهذا الإنجاز للدولي الأردني تجاوز حدود فرنسا، لأنه يتفوق أيضا بسرعته الخارقة على البرازيلي فينيسيوس جونيور أسرع اللاعبين في الدوري الإسباني الممتاز في الوقت الراهن.
ورصد رادار مسابقة “الدوري الفرنسي الممتاز”، اللاعب الدولي الأردني وهو يركض بسرعة (36.31 كيلومترا في الساعة)، لينجح في كسر رقم صاحب المركز الأول السابق والثاني حاليا أندي بيلمارد، مدافع فريق كليرمونت (36.14 كيلومترا في الساعة).
وشهدت القائمة غياب نجم باريس سان جيرمان كيليان مبابي وزميله عثمان ديمبيلي، بينما جاء الدولي المغربي، أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان، في المركز العاشر بسرعة بلغت (35.9 كيلومترا في الساعة).
وجاءت قائمة أسرع 10 لاعبين في الدوري الفرنسي الممتاز على النحو التالي:
موسى التعمري (مونبلييه): 36.31 كيلومترا/ الساعة.
أندي بيلمارد (كليرمونت): 36.14 كيلومترا/ الساعة.
جوناثان كلاوس (أولمبيك مارسيليا): 36.11 كيلومترا/ الساعة.
موسيس سيمون (نانت): 35.97 كيلومترا/ الساعة.
فلوريان بالوغون (موناكو): 35.97 كيلومترا/ الساعة.
بيير إيميريك أوباميانغ (أولمبيك مرسيليا): 35.97 كيلومترا/ الساعة.
جويل مفوكا (لوريان): 35.97 كيلومترا/ الساعة.
عبد القادر بامبا (نانت): 35.95 كيلومترا/ الساعة.
كيني لالا (بريست): 35.94 كيلومترا/ الساعة.
أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان): 35.90 كيلومترا/ الساعة.