من المسؤول عن تعثر الهدنة؟ حماس ومطالبها أم نتانياهو وتعنته؟

صدر الصورة، Getty Images
نتانياهو رفض مقترحات حماس للهدنة وقال إن الحرب ستستمر
ضمن الجدل الدائر حاليا، بشأن مصير مقترح الهدنة الأخير، بين إسرائيل وحركة حماس، في الحرب الدائرة بينهما في غزة، يثار تساؤل رئيسي، حول من المسؤول عن عرقلة التوصل إلى هذه الهدنة؟ هل هي مطالب حماس، التي وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو بأنها وهمية؟ أم هو نتانياهو نفسه؟ في وقت تجمع فيه كل التقارير،على أن نتانياهو يبدو في المشهد الحالي، المعرقل الوحيد للوصول إلى إتفاق، في ظل تصريحاته، التي رفض فيها مقترح حماس لاتفاق هدنة، وقال فيها إن “الحرب لن تنتهي إلا بتدمير حماس”.
وجاء رفض نتانياهو لمقترح حماس الأخير، خلال مؤتمر صحفي عقده الأربعاء 7 شباط/فبراير، حيث جدد وعيده بتدمير الحركة، وقال إن النصر التام على حماس، هو الحل الوحيد للحرب في غزة، مضيفا “النصر الكامل وحده هو الذي سيسمح لنا باستعادة الأمن في إسرائيل، في الشمال والجنوب”.، مؤكدا أن إسرائيل لن تقبل شروط حماس الأخيرة، بشأن صفقة بخصوص الرهائن، لكنه لم يستبعد استمرار المفاوضات من أجل التوصل لاتفاق مقبول، لتأمين إطلاق سراح نحو 130 رهينة، محتجزين في قطاع غزة، وفقًا لما ذكرته صحيفة جيروزاليم بوست.
بين الهدنة والتصعيد
وتعزز تصرفات نتانياهو، بجانب تصريحاته، ماتشير إليه التقارير، من أنه بات العقبة الوحيدة، أمام التوصل إلى اتفاق للهدنة في غزة، إذ أعطى في الوقت نفسه، إشارة لشن عملية برية على مدينة رفح، جنوبي قطاع غزة، والتي يُعتقد أنها الملجأ الأخير لقادة حماس،وهو ما حذرت منه الأمم المتحدة مؤخرا، إذ قال مكتبها لتنسيق الشؤون الإنسانية، الثلاثاء 6 شباط/فبراير، إن أي تحرك من إسرائيل لتوسيع عمليتها البرية في غزة، لتشمل مدينة رفح المكتظة بالسكان جنوبي القطاع، قد يفضي إلى “جرائم حرب يجب منعها بأي ثمن”.
وفي الوقت الذي يبحث فيه مجلس الحرب الإسرائيلي، مقترح حماس للهدنة اليوم الخميس 8 شباط/فبراير، قالت حركة حماس، إن وفداً منها برئاسة خليل الحية، وصل إلى القاهرة، اليوم الخميس أيضا لاستكمال المحادثات الرامية، للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، والمقترح الخاص باتفاق تبادل المحتجزين.
من جانبها أفادت وسائل إعلام إسرائيلية في ذات اليوم، بأن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، التقى عضوي مجلس الحرب الإسرائيليين، بيني غانتس وغابي آيزنكوت، خلال زيارته لإسرائيل، وأفاد موقع “واينت” الإسرائيلي، بأن بلينكن بحث مع الوزيرين آيزنكوت وغانتس، “تعزيز التطبيع مع السعودية، وضرورة التوصل إلى حل سياسي في مواجهة لبنان يسمح لسكان الشمال بالعودة إلى منازلهم، فضلا عن التعامل مع إيران”.
وكان بلينكن الذي بحث عرض حماس مع نتانياهو، بعد محادثات أجراها مع قادة مصر وقطر، قد قال إن مقترح حماس لوقف إطلاق النار في غزة، فيه أمور “غير مشجعة”، لكنه أشار إلى أنه لايزال هناك مجال، للتوصل إلى اتفاق.
وعلى صعيد آخر أشار موقع “واينت” الإسرائيلي أيضا، إلى أن “إسرائيل” تعتزم طلب تقديم مقترح جديد لصفقة جديدة، في إطار اعتراضاتها على مقترحات حماس ، وقال الموقع “أشار مصدر إسرائيلي إلى رد حماس على الخطوط العريضة لصفقة المحتجزين، قائلًا إن اقتراح حماس، يحتوي على العديد من القضايا، التي لا توجد فرصة لموافقة إسرائيل عليها”. ونقل عن المسؤول الذي لم يسمه قوله “ستطلب إسرائيل من الوسطاء الضغط على حماس للتوصل إلى اقتراح جديد”.
أي مستقبل للحرب؟
وفي الوقت الذي تؤكد فيه كافة التقارير، على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، يرفض مطالب حماس ويصفها بالوهمية، ويمضي قدما بعملية شن هجوم على رفح، يشير كثير من المراقبين، إلى أن نتانياهو، لايملك أي تصور، للرد على سؤال ماذا بعد رفح؟، في حين تبدو حماس على الجانب الآخر، متمسكة بمواقفها ولا ترغب في تقديم تنازلات.
وكانت وكالة رويترز، قد نقلت عن سامي أبوزهري رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس في الخارج، قوله في معرض الرد على ما قاله نتانياهو “تصريحات نتنياهو هي نوع من المكابرة السياسية، وإنه معني باستمرار الصراع في المنطقة”، وأضاف أبو زهري “رسالتنا للجميع أن الحركة تعاملت بمرونة مع ورقة باريس وهذا من موقع القوة لا الضعف وأن الحركة جاهزة للتعامل مع جميع الخيارات”.
ولا أحد يدري، كيف سيكون مصير الهدنة، ولا مصير الحرب الدائرة في غزة، في ظل الجمود الحالي، بشأن اتفاق، فهل ستستجيب الأطراف إلى مطالب إسرائيل، التي تحدثت عنها وسائل إعلام إسرائيلية، بصياغة مقترح جديد، أم ستمضي الأمور إلى مزيد من التعقيد، في وقت يحذرفيه مراقبون، من أن إصرار نتانياهو على مواصلة الحرب، والمضي باتجاه رفح، قد تكون له انعكاسات خطيرة، ربما تؤدي إلى زيادة التوتر مع مصر، وكذلك إمكانية توسع الحرب إقليميا.
برأيكم من المسؤول عن عرقلة اتفاق الهدنة الأخير بين حماس وإسرائيل؟
لماذا يصر نتانياهو على مسلكه باستمرار الحرب رغم قبول كل الأطراف بالتهدئة؟
هل تعتقدون بأن على حماس أن تقدم بعض التنازلات من أجل الهدنة؟
وماهي تداعيات العملية العسكرية لنتانياهو في رفح؟ وكيف تؤثر على علاقة إسرائيل بمصر؟
في ظل كل تلك التعقيدات كيف ترون مستقبل الحرب الدائرة في غزة؟
وكيف تقيمون الدور الأمريكي في ظل وجود بلينكن بصورة متواصلة في إسرائيل والمنطقة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الجمعة 09 شباط/ فبراير
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب