لا تأثير لجنوب إفريقيا في ملف الصحراء حتى لو ذهب ميستورا للمريخ
اعتبر ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن “جنوب إفريقيا ليس لها الوزن والتأثير الكافيين لكي تلعب دورا في ملف الصحراء”، مشيرا إلى أن “المغرب سيواصل تنبيه دي ميستورا إلى القواعد والخطوط الرئيسية في مهمته الأممية”.
وفي ثاني رد لمسؤول مغربي رسمي حول زيارة دي ميستورا إلى بريتوريا قال بوريطة، في تصريح للصحافة على هامش المؤتمر الوزاري رفيع المستوى حول البلدان متوسطة الدخل، إن “جنوب إفريقيا لا يجب أن تأخذ أكبر من حجمها، وهي لم تستطع تغيير أي شيء منذ 2004 في ملف الصحراء، ووقتها قررت أن تأخذ موقفا سلبيا ضد المغرب”.
وأورد وزير الخارجية المغربي أن “الرباط لها 3 عناصر غير خاضعة لا للنقاش، أو التفاوض، وهي وجود أربعة أطراف في نزاع الصحراء، ولا يمكن لأحد أن يمس بها، كما أن الإطار الوحيد هي الموائد المستديرة، بالإضافة إلى أن حل النزاع يكون في إطار مبادرة الحكم الذاتي تحت سيادة المملكة المغربية”.
وشدد بوريطة على أنه “طالما هاته النقاط الثلاث لا تمس فالمغرب منخرط في هذا المجال، وإذا حدث العكس فالمملكة ستنبه إلى ذلك، وستتخذ مسؤوليتها”، مردفا: “كما أن الرباط تؤكد مع جميع المبعوثين على ضرورة استحضار الشفافية، والتشاور والتنسيق، وهي من عوامل تحقيق النجاح، والأسس الرئيسية التي إن أراد أي طرف أن يشتغل مع المغرب عليه أن يستحضرها، وفي حالة غيابها فالرباط لا بد أن تنبه إلى ذلك”.
كما أكد الوزير أن “المغرب أخبر دي ميستورا منذ البداية بهاته الأسس، وسيواصل التعامل معه وفقها”، مشيرا إلى أن “هنالك خطوطا حمراء، وآليات للتعامل، سيكون المغرب منبها إليها كلما لاحظ ابتعادا منها”.
وبين بوريطة أن “بريتوريا لا يجب أن تأخذ أكثر من حجمها، فمنذ عشرين سنة فشلت في التأثير في الملف، ومن جهة أخرى في عودة المغرب إلى الاتحاد الإفريقي”، لافتا إلى أن “دي ميستورا ولو يذهب حتى إلى المريخ فجنوب إفريقيا لا يمكن أن تؤثر في الملف”.
وشدد المسؤول المغربي ذاته على أن “الواقع الذي يجب أن نستحضره حاليا هو أن الملف يعرف دعما متواصلا، في ظل استمرار سحب الدول اعترافاتها بالبوليساريو، مقابل تصاعد الاعترافات بسيادة المملكة على أقاليمها”.
وخلص الوزير: “جنوب إفريقيا فاعل هامشي في ملف الصحراء، والدينامية التي يعرفها الملف متواصلة كما أشرت، في سياق استمرار دول فاعلة في أوروبا وأسيا والمنطقة العربية وإفريقيا في دعم سيادة المملكة”.