تحذير من تراجع المناطق الرطبة في المغرب
الأحد 4 فبراير 2024 – 08:38
حذرت الوكالة الوطنية للمياه والغابات من تراجع مساحة الأراضي الرطبة ببلادنا بفعل تفاقم إشكالية الجفاف وكذا بسبب التغيرات المناخية وبعض التصرفات البشرية.
وقالت الوكالة، في بلاغ لها، إن المغرب يتوفر على 38 موقعا مسجلا على قائمة الأراضي الرطبة ذات الأهمية الدولية، مشيرة إلى “دور الأراضي الرطبة في تنظيم المياه”، وكيف أنها “تتصرف كحراس طبيعيين ينظمون دورات المياه عن طريق امتصاص المياه وتخزينها”، وأضافت أن هذه الأراضي “موطن لأنظمة بيئية غنية ومتنوعة ذات تنوع بيولوجي استثنائي”.
وتابعت الوكالة “ومع ذلك، فإن أراضينا الرطبة مهددة بشكل متزايد بالجفاف. وتتفاقم هذه الظاهرة بسبب تغير المناخ وكذلك بسبب بعض الأنشطة البشرية التي تعرض هذه النظم البيئية الهشة للخطر”.
وفي هذا الإطار قال علي شرود، الخبير المناخي، إن “تقلص المناطق الرطبة بالمغرب حالة عادية ومنتظرة نظرا للنظام المناخي الحالي”.
وأضاف شرود، في تصريح لهسبريس، أن “البلاد عرفت خلال الخمس سنوات الأخيرة جفافا حادا له ارتباط بالمناخ وارتفاع درجات الحرارة ونقص التساقطات ومدة تساقط الثلوج واستمرارها في القمم مدة طويلة، مما يمنح رطوبة للأجواء”، مؤكدا أن “أي ارتفاع في درجات الحرارة يقلل رطوبة الأجواء، إذ تتقلص المساحات المغطاة بالرطوبة بفعل ارتفاع درجات الحرارة”.
وأوضح أن “المغرب مقسم جغرافيا إلى منطقة شمالية حيث ترتكز القمم الكبرى: الريف، الأطلس المتوسط والأطلس الكبير، التي تشكل حاجزا كبيرا للمناطق الرطبة بهذه المنطقة، إضافة إلى منطقة جنوبية، وهي منطقة حارة وجافة”، مشيرا إلى أن “القمم الجبلية تجمع الرطوبة في السهول المجاورة لها، مثل سهلي الغرب وسايس، التي تجمع تكتلات هوائية ورطوبة، مما يجعلها مناطق فلاحية بامتياز”.
وأعلنت الوكالة الوطنية للمياه والغابات، في بلاغها، أنها قامت “بوضع خطة عمل وطنية للحفاظ على الأراضي الرطبة، التي تكون بمثابة دليل للتخطيط للحفاظ على هذه المناطق”. وتشمل هذه الخطة “تعزيز النهج التشاركي وإشراك الشركاء المؤسسيين والجمعويين، وتطوير واستعادة شبكة الأراضي الرطبة ذات الأولوية من خلال تنفيذ خطط عمل محددة، وتسجيل مواقع رامسار الجديدة، وتطوير وتحديث إدارة الأراضي الرطبة من خلال إنشاء شبكة من المديرين وتعزيز قدراتهم في المهن الطبيعية، وتعزيز السياحة البيئية في الأراضي الرطبة من خلال تطوير مناطق الاستقبال، وتطوير مراقبة الحياة البرية وصيد الأسماك ومنتجات الرياضات المائية”.