هجوم الأردن: هل باتت أمريكا في مرمى نيران حرب غزة؟

صدر الصورة، Getty Images
جنديان أمريكيان يخدمان في العراق
يثير هجوم الطائرة المسيرة، الذي استهدف موقعا أمريكيا صغيرا في الأردن، وفق ماقاله مسؤولون امريكيون، لشبكة سي إن إن، وأوقع ثلاثة جنود أمريكيين قتلى، تساؤلات كثيرة، عن الثمن الذي قد تدفعه واشنطن، مقابل دعمها المتواصل لإسرائيل في الحرب الدائرة في غزة، إذ تعد هذه المرة الأولى، التي يُقتل فيها جنود أمريكيون بنيران “العدو” مباشرة في الشرق الأوسط، منذ بداية تلك الحرب التي دخلت شهرها الرابع.
وكانت القيادة المركزية الأمريكية، قد قالت في بيان لها يوم الأحد 28 كانون الثاني/ يناير، إن ثلاثة من أفراد الخدمة قتلوا، وأصيب 25 آخرون في هجوم بطائرة مسيرة “استهدف قاعدة في شمال شرق الأردن”.
من جانبه أدان الرئيس الأمريكي جو بايدن، الهجوم يوم الأحد 28 كانون الثاني/ يناير وقال بايدن في بيان نشره البيت الأبيض، على موقعه الإلكتروني، إنه يُحمّل “جماعات مسلحة، تنشط في سوريا والعرا،ق مدعومة إيرانيا” مسؤولية الهجوم على القاعدة الأمريكية شمال شرقي الأردن.
وأضاف الرئيس الأمريكي: “قلب الولايات المتحدة مثقل بالحزن اليوم، الليلة الماضية، قُتل 3 من أفراد الجيش الأمريكي وأصيب العديد خلال هجوم جوي بطائرة بدون طيار على قواتنا المتمركزة شمال شرق الأردن بالقرب من الحدود السورية”.وأردف: “بينما لا نزال نجمع حقائق هذا الهجوم، فإننا نعلم أنه تم تنفيذه من قبل الجماعات المسلحة المتطرفة المدعومة من إيران والعاملة في سوريا والعراق”.
وتوعد بايدن بمحاسبة المسؤولين عن الهجوم على القاعدة الأمريكية “في الوقت وبالطريقة التي نختارها”. واصفا الهجوم بأنه “حقير وغير عادل”.
تصعيد لموقف متوتر بالفعل
ووفقا لمراقبين، فإن الهجوم على الموقع الأمريكي بالأردن، يمثل تصعيدا للموقف المتوتر بالفعل في المنطقة، بفعل الحرب الدائرة في قطاع غزة، بين إسرائيل وحركة حماس، وهو ينذر من وجهة نظرهم، بتطور الأمور إلى الأسوأ على جبهات مايعرف بمحور المقاومة الموالي لإيران، في عدة دول بالمنطقة.
وتشير تقارير، إلى أنه وحتى الجمعة 26 كانون الثاني/ يناير الجاري، كان هناك أكثر من 158 هجومًا على القوات الأمريكية، وقوات التحالف في العراق وسوريا، على الرغم من أن المسؤولين الأمريكيين، وصفوا تلك الهجمات المتكررة عبر الطائرات المسيرة، والصواريخ والقذائف، بأنها غير ناجحة، لأنها لم تتسبب في كثير من الأحيان في إصابات خطيرة أو أضرار في البنية التحتية.
ويعتبر جمعة العطواني، رئيس مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي في العراق، في حديث ل(نقطة حوار)، أن احتمالات أن تكون فصائل المقاومة العراقية، هي التي شنت الهجوم يبدو منطقيا، وهو يرده لكون هذه الفصائل، تمثل جزءا من محور المقاومة في المنطقة، والذي يتضامن مع الفلسطينيين، في الحرب الدائرة في غزة لكنه يضيف سببا آخر وهو ما يصفه بـ”اعتداء” الجانب الأمريكي مرارا، خلال الأشهر الماضية على فصائل الحشد الشعبي والشرطة العراقية.
ويرى العطواني، أن الهجمات على الأهداف الأمريكية في المنطقة، هي الوسيلة المثلى لإقناع واشنطن بالضغط على إسرائيل، لوقف حربها على الفلسطينيين في غزة، ويقول إن الثابت هو أن أمريكا ترتدع عندما يتم استهداف مصالحها.
غير أن الدكتور جبرائيل صوما، استاذ القانون الدولي والعضو في المجلس الاستشاري، للرئيس السابق دونالد ترامب، يؤكد أيضا في حديث لنقطة حوار على أن بايدن الآن في موقف صعب، وأن الضغوط تتزايد عليه من قبل السياسيين الأمريكيين، من كلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، ليقوم بعمل عسكري ضد إيران ووكلائها في المنطقة.
ويعتبر صوما، أنه لايوجد تهديد جدي للمصالح الأمريكية في المنطقة، لأن مصالح واشنطن برأيه، هي مع دول مثل مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات، وطالما لم تتضرر مصالحها مع تلك الدول، بفعل عمليات من قبيل استهداف المنشآت النفطية في السعودية على سبيل المثال، فإن أمريكا لن تتدخل بقوة.
جدل أردني- أمريكي
وفي جانب آخر، من تداعيات الهجوم الأخير،على الموقع الأمريكي، تفجر جدل بين عمان وواشنطن، ففي الوقت الذي أصرت فيه واشنطن، على أن الهجوم الأخير وقع على موقع داخل أراضي المملكة الأردنية، واستهدف قاعدة البرج T22، المتواجدة في الشمال الشرقي للمملكة، أكدت عمان في بيان حكومي أن الاستهداف، كان لقاعدة “التنف”، والتي تبعد عن أراضي المملكة نحو 24 كيلو متراً.
وكان الأردن قد تتدرج في تصريحاته، التي اقتصرها على لسان متحدث الحكومة، مهند المبيضين، حيث نفى في البداية أنها داخل أراضي المملكة، ثم قال إن القوات الأمريكية تتواجد على الحدود، ضمن اتفاق بين الجانبين، ثم بين بأنهم يتواجدون للتعاون في حماية حدود البلاد، من خطر الإرهاب والتهريب.
ويرتبط الأردن والولايات المتحدة بتعاون عسكري وثيق، وقد وقّع البلدان عام 2021 اتفاقية تعاون دفاعي، يوفر الأردن من خلالها أماكن حصرية للقوات الأمريكية تشمل 15 موقعا، وهذه الأماكن يتحكم الجانب الأمريكي بالدخول إليها، ويجوز لهذه القوات حيازة وحمل الأسلحة في الأراضي الأردنية، أثناء تأديتها مهامها الرسمية.
هل ينذر الهجوم على الموقع الأمريكي في الأردن بتوسع إقليمي لدائرة الحرب في غزة؟
وهل تدفع واشنطن ثمن دعمها لإسرائيل في تلك الحرب؟
كيف تتوقعون الرد الأمريكي على الهجوم الأخير؟
هل يلجأ بايدن لمهاجمة إيران مباشرة أم يكتفي بمهاجمة من يسميهم بوكلائها في المنطقة؟
وكيف تابعتم الجدل بين عمان وواشنطن بشأن الموقع الجغرافي للنقطة المستهدفة؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 30 كانون الثاني/ يناير
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب