إنجازات ورش نظام الحماية الاجتماعية تقود المغرب إلى ترؤس لجنة أممية

بعد أسابيع قليلة من انتزاعه رئاسة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة برسم السنة الجارية، بصم المغرب على إنجاز جديد تمثل في اختياره من قبل المجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية، المنعقد بجنيف الأسبوع الماضي، رئيسا للجنة الروابط الاجتماعية، في شخص وزير الصحة والحماية الاجتماعية خالد آيت الطالب.
وحسب بيان لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية في هذا الإطار، “يعكس اختيار المغرب لرئاسة هذه اللجنة الأممية جهود المملكة المغربية في مجال تعزيز العدالة الاجتماعية عبر إنشاء نظام الحماية الاجتماعية الذي يستهدف الحفاظ على كرامة الإنسان وتعزيز الروابط الأسرية المشكلة لنواة التماسك الاجتماعي والتضامن بين الأجيال”.
المصدر ذاته كشف أن “هذا الاختيار تم على هامش انعقاد الدورة 154 للمجلس التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية ما بين 22 و27 من الشهر الجاري بجنيف السويسرية، حيث تم الإعلان عن إطلاق لجنة للروابط الاجتماعية، ستكون تابعة للمنظمة وسيترأسها المغرب”.
وفي تعليقه على الموضوع، قال الطيب حمضي، طبيب باحث في السياسات والنظم الصحية، إن “اختيار المغرب في شخص وزير الصحة والحماية الاجتماعية لرئاسة لجنة الروابط الاجتماعية، هو اعتراف بالجهود المبذولة من طرف المغرب بقيادة الملك محمد السادس في ما يخص الجوانب المتعلقة بالتماسك الاجتماعي للمواطنين”.
وأوضح حمضي، في إفادته لهسبريس، أن “هذه الآفة الاجتماعية التي نحن بصدد الحديث عنها ترتبط بشكل ملموس بالبرامج الحكومية التي تشمل تعميم التأمين الصحي والتغطية الصحية الشاملة والمنح العائلية وحقوق المرأة، وكلها أمور حقق فيها المغرب تقدما، لا سيما وأنه يشرع في الفترة الحالية في تنزيل مقتضيات الدولة الاجتماعية في مفهومها الشامل والمركزي”.
وأشار المتحدث إلى أن “اللجنة التي سيترأسها المغرب ستعمل خلال ثلاث سنوات من أجل إنجاز تقرير عالمي ومرجعي سيؤخذ بعين الاعتبار في إطار سن سياسات صحية عالمية في العقود المقبلة، وذلك بالنظر إلى أن العزلة الاجتماعية لها عواقب وخيمة على الصحة الفردية والعامة من حيث معدلات الإصابة بالأمراض والوفيات، ذلك أنها تزيد بنسبة 30 في المائة من خطر الوفاة المبكرة”.
وأضاف حمضي أن “دول الشمال هي المعروفة جدا بهذا النوع من الآفات بالنظر إلى حجم التماسك الاجتماعي الذي تكون مستوياته متدنية نوعا ما، خصوصا الأفراد المسنين، في حين إننا في دول الجنوب مميزون بنوع من الروابط الاجتماعية بين الأفراد والأسر التي لا تزال متينة. ولكن على الرغم من ذلك، فإن الأمر لا يمنع من أن تكون الآفة عالمية، فحوالي 51% ممن تزيد أعمارهم عن 15 سنة يشعرون بالوحدة، وفقا لدراسة شملت 142 دولة”.
وكشف الباحث في السياسات والنظم الصحية أن “الشباب هم الضحايا الأكثر، حيث إن 27% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم ما بين 19 و29 سنة يشعرون بالوحدة الشديدة أو الوحدة إلى حد ما، مقارنة مع نسبة 17% ممن تزيد أعمارهم عن 65 سنة”، خالصا إلى أن “المغرب في هذا الإطار أمام مهمة كبيرة لإعداد تقرير يكون بمثابة مرجع لجميع الدول”.