الأستاذ الجامعي الذي يكسب من اللحام أكثر من عمله بالجامعة في نيجيريا
- Author, منصور أبوبكر
- Role, بي بي سي
- Reporting from زاريا
الأستاذ الجامعي كبير أبوبلال، يكسب من عمله في أعمال اللحام في مدينة زاريا، شمالي البلاد، أكثر مما يكسب من عمله كأستاذ في الجامعة.
وينظر في نيجيريا إلى عمل اللحام كمهنة أقل شأنا، لذا تعرض كثيرون للصدمة عندما علموا بوضع أبوبلال، وافتتاح ورشة اللحام الخاصة به، خصوصا زملاؤه في العمل في الجامعة.
يقول أبو بلال لبي بي سي “لا أشعر بالعار، لأني أعمل لحاما رغم كوني أستاذا في الجامعة، فأنا أكسب أكثر من عملي هذا”.
ويدرس أبوبلال في الجامعة ويشرف على الأبحاث، التي يجريها الطلاب في كلية الهندسة، بجامعة أحمدو بيلو، أكبر جامعة في البلاد، وأهمها على الإطلاق.
وبدأ أبو بلال عمله بالجامعة قبل 18 عاما، ونشر العديد من الكتب المتخصصة، في الفيزياء، والهندسة الكهربائية.
ويقول زميله يوسف جبريل، إن الزملاء بالجامعة يجدون الأمر غريبا، مضيفا “المجتمع يجعلنا نفكر أن شخصا ما أكبر من أداء أعمال معينة، وهو أمر غير صحيح”.
ويواصل “ما يفعله ليس مهينا بل جدير بالثناء، وأرجو أن يتعلم الآخرون منه”.
ويعتقد دكتور أبوبلال أن الناس يجب أن يتمتعوا بعقول أكثر انفتاحا، خاصة من درسوا في الجامعات، ليتمكنوا من كسب ما يكفي لأقواتهم.
ويقول: “التعليم لا يجب أن يمنع الشخص من شغل أعمال مثل هذه، وأشعر بالدهشة ممن يرون أنها تقلل من قيمة الإنسان”.
وبالفعل يجب أن تجد كلماته صدى في المجتمع، حيث يقول تقرير خريجي الجامعات في نيجيريا، الذي تصدره مؤسسة ستاترن، إن 40 في المئة من خريجي الجامعات في البلاد لا يجدون وظائف، وهي البلاد التي تضم أكبر عدد من السكان في أفريقيا بأسرها.
لقد بدأ دكتور أبوبلال العمل في ورشته قبل نحو 20 عاما، وقبل عامين انتقل إلى مكان جديد، بعد ترقيته في الجامعة، ليتوسع في عمله الخاص، ويحصل على المزيد من العملاء.
وسمح له ذلك بأن يشتري المزيد من الأدوات، ويحصل على عمليات أضخم في ورشته، ويصنع أبوابا ونوافذ وإطارات معدنية.
ويقول: “أحصل على العمل دون النظر إلى حجمه، حتى إنني أقبل بعمل باب واحد، سأنهيه، وأحصل على أجري بكل سعادة”.
ويقول إنه منذ كان صغيرا، كان يشعر بالسعادة عندما يجمع الأجزاء المتفرقة، مثل أجهزة المذياع التالفة، وهو ما جذبه إلى عمل اللحام.
ويواصل: “لسوء الحظ، وجدت أن الهندسة دراسة مبنية على النظريات، وكنت بحاجة لمكان أعبر فيه عن نفسي”.
ويضيف: “هذه الرغبة أدت إلى دفعي لبدء العمل في اللحام”.
ويحصل الأكاديميون في نيجيريا على رواتب تتراوح بين ما يعادل 390 ، و555 دولار في الشهر، ولطالما عانوا من انخفاض الرواتب، وخاضوا أزمات عدة مع الحكومة لرفعها.
ويشير دكتور أبوبلال إلى أن مهنته كلحام سمحت له بالحصول على المزيد من المال، وشراء سيارة جديدة، والحياة بشكل أفضل، حتى أنه ساعد بعض زملائه الذين غضبوا منه بسبب هذا العمل الإضافي.
ويقول: “عندما خاض أساتذة الجامعة إضرابا لمدة 8 أشهر، ولم نحصل على أجر، كنت أمتلك المال دوما، من عملي الثاني، وطلب مني بعض الزملاء المساعدة”.
ويأمل دكتور أبوبلال أن يلهم آخرين.
وهناك 10 متدربين في ورشة أبوبلال، تتراوح أعمارهم بين 12، و20 عاما، ويرعى من لا يذهبون للمدرسة من بينهم، الورشة نهارا، بينما يكون هو في الجامعة.
وتستغرق فترة التدريب في الورشة نحو عام كامل، بعدها يمكن للمتدرب أن يبدأ العمل في ورشته الخاصة.
ويقول آدم جبريل، المتدرب الذي يبلغ من العمر 18 عاما: “لقد تعلمت الكثير من المهارات في الورشة، ويمكن أن أبدأ عملي الخاص الآن”.
ويضيف: “إنه يعطينا 10 آلاف نيرا شهريا كمتدربين، ومنحة يومية للطعام”.
وينوي دكتور أبوبلال أن يبعد أولاده الخمسة عن العمل في المهن الأكاديمية قائلا “أحضرهم إلى الورشة أكثر، خاصة في عطلات نهاية الأسبوع، ليروا ما نفعل، أريدهم أن يتعلموا ليتمكنوا من العمل ذات يوم”.
والعمل في مهنتين أمر يناسب دكتور أبوبلال بشدة، لأنه ينقل معرفته للآخرين في الناحيتين، قائلا “أحب نقل المعرفة”.