يورغن كلوب: لماذا يرحل عن تدريب ليفربول بنهاية الموسم الكروي الحالي؟
أعلن الألماني يورغن كلوب رحيله عن تدريب فريق ليفربول الإنجليزي بنهاية الموسم الكروي الحالي، في قرار يعد مفاجئة كبرى لعدد كبير من مشجعي “الريدز” ومدربي الدوري الإنجليزي الممتاز “البريميير ليغ”.
جاء إعلان كلوب عبر الموقع الرسمي لنادي ليفربول، حيث كشف أنه أبلغ النادي قرار رحيله في نوفمبر/تشرين ثاني الماضي، مشيرا إلى أنه يتفهم “أن القرار يشكل صدمة للكثيرين لحظة سماعه للمرة الأولى، لكن بإمكاني تفسير الأمر”.
وبرر المدرب البالغ 56 عاما، قرار الرحيل بأن طاقته “تنفد”، موضحا أنه لا يواجه مشكلة في الوقت الحالي ولكنه لم يعد بمقدوره القيام بعمله بشكل متواصل.
وأكد كلوب: “أحب كل شيء يتعلق بهذا النادي وبهذه المدينة وكل ما يتعلق بالمشجعين وبالفريق والطاقم، لكنني على قناعة بضرورة اتخاذ هذه الخطوة”.
ويتصدر ليفربول حاليا ترتيب الدوري الإنجليزي الممتاز برصيد 48 نقطة، متفوقا بخمس نقاط على مانشستر سيتي صاحب المركز الثاني، ولكن مان سيتي خاض مباراة أقل.
توقيت الإعلان والوجهة المقبلة
يمثل خبر رحيل كلوب عن “الريدز” صدمة للكثيرين ولكنه “من المدربين الذين لهم طريقة تفكير مختلفة وتميز دائما بشغفه بكرة القدم”، لذا فإن المدرب اختار الوقت الأمثل بالنسبة له لفقدانه الشغف، وفقا لما قاله المحلل الرياضي وليد الحديدي لبي بي سي.
وأضاف الحديدي أن كلوب “في حاجة إلى الراحة بعد سنوات قضاها في ليفربول وعانى خلالها من التنافسية والكثير من الضغوط التي تفرضها طبيعة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم، وربما بسبب هذه الضغوط لن يفكر في قيادة فريق آخر في البريميير ليغ بعد رحيله عن الريدز”.
ويرى الحديدي أن كلوب ربما يتولى تدريب برشلونة الإسباني أو حتى يتجه لتدريب المنتخبات وعلى الأرجح سيكون المنتخب الألماني.
مسيرة كلوب الحافلة مع ليفربول
تولى كلوب تدريب ليفربول في أكتوبر/تشرين الأول من عام 2015 بعد تدريب بوروسيا دورتموند الألماني، وكان يرتبط بعقد مع النادي الإنجليزي حتى عام 2026.
بدأ كلوب مشواره في ليفربول في وقت عانى فيه النادي “من وضع بالغ السوء وحالة من التخبط الكبير لناد كبير غاب عن التتويج بالبطولات الكبرى لسنوات، لكنه نجح في بناء مشروع قوي تطور موسما تلو الآخر”، بحسب الحديدي.
وأبرز الحديدي أن كلوب أثبت أنه الأنسب لقيادة فريق كبير بحجم ليفربول بسبب قدراته الفنية والقيادية، مشيرا إلى تمكنه على سبيل المثال من قلب تأخر الفريق إلى فوز أمام بوروسيا دورتموند الألماني في إياب ربع نهائي الدوري الأوروبي موسم 2015-2016 إلى فوز بأربعة أهداف لثلاثة ليتأهل حينها إلى نصف النهائي.
نجح كلوب في قيادة ليفربول بالتتويج بلقب الدوري الإنجليزي بعد غياب 30 عاما في موسم 2019-2020، كما فاز معه بلقب دوري أبطال أوروبا في عام 2019 ليعيد لقب “التشامبيونز ليغ” إلى خزائن ليفربول بعد غيابه منذ 2005.
كما حصد لقب كأس العالم للأندية وكأس السوبر الأوروبي وكأس الرابطة وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس السوبر الأوروبي.
تطور مستوى محمد صلاح تحت قيادة كلوب
انضم النجم المصري محمد صلاح إلى صفوف ليفربول في 2017 قادما من روما الإيطالي، وتحت قيادة كلوب تطور بشكل لافت ليصبح واحدا من أبرز لاعبي الساحرة المستديرة في العالم.
وأكد الحديدي أن “كلوب لعب دورا كبيرا مع محمد صلاح، فهو أحد أكثر المدربين الذين ساهموا في تطوير مستوى اللاعب المصري وساهم في تحوله إلى أسطورة”.
كما أشار إلى أن كلوب “له دور إنساني في تطوير شخصية محمد صلاح القيادية وقدرته على تقديم أفضل ما لديه على المستوى الفني، كما أن النجاحات التي حققها بقيادة كلوب عززت هذا التطور”.
وتمكن كلوب وفريقه من تطوير قدرات صلاح على المستوى البدني أيضا، وهو ما “قاد اللاعب المصري للمنافسة حتى الآن بأفضل شكل ممكن رغم تخطيه الثلاثين عاما؛ فهو هداف البريميير ليغ والأكثر صناعة للأهداف، كما أنه ينافس على الألقاب الفردية”، وفقا للحديدي.
من يخلف كلوب في تدريب ليفربول؟
تردد اسم الإسباني تشابي ألونسو لخلافة كلوب خاصة مع تألقه في تدريب باير ليفركوزن الألماني، حيث يتصدر الفريق ترتيب الدوري الألماني حاليا بـ 18 نقطة، متفوقا بأربع نقاط عن بايرن ميونخ حامل اللقب.
ويرى الحديدي أن ألونسو لديه مقومات النجاح مع ليفربول خاصة وأنه لعب سابقا في صفوف “الريدز”، كما أن النجم الإنجليزي السابق ستيفن جيرارد من الأسماء المرشحة رغم أنه قام بتمديد عقده كمدرب لفريق الاتفاق السعودي حتى عام 2027.
وتحدثت تقارير إخبارية أيضا عن أن الإيطالي روبرتو دي زيربي، مدرب برايتون، من المرشحين لخلافة كلوب، خاصة وأن برايتون تحسن تحت قيادته، حيث يأتي حاليا في المركز السابع في الدوري الإنجليزي الممتاز، متفوقا بفارق الأهداف عن مانشستر يونايتد ثامن ترتيب “البريميير ليغ”.