أولياء التلاميذ يرحبون بمنصة رقمية لتدبير الحوادث المدرسية في المغرب
أطلقت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، الأسبوع الجاري، منصة رقمية جديدة تسعى من خلالها إلى “رقمنة تدبير ملفات الحوادث المدرسية”، إذ سيتم وضعها رهن إشارة مؤسسات التعليم العمومي والمصالح المختصة، إلى جانب أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ضحايا الحوادث المدرسية.
وحسب بلاغ للوزارة في هذا الإطار اطلعت هسبريس على نسخة منه، فإن إحداث هذه المنصة يأتي قصد “تبسيط الإجراءات الإدارية وتسهيل تبادل المعطيات والمعلومات في مختلف مراحل معالجة وتدبير الملفات المتعلقة بالحوادث المدرسية”.
وأوضح المصدر ذاته أن هذه المنصة “ستمكن أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ضحايا الحوادث المدرسية من الاطلاع على المساطر والمراجع القانونية المرتبطة بملفات الحوادث، فضلا عن تتبع مراحل تسويتها ومعالجتها”.
وثمن فاعلون ممن تحدثوا إلى هسبريس تفعيل هذه المنصة الجديدة، مؤكدين أنها “ستمكن من المعالجة الصحيحة والدقيقة للملفات التي تتعلق بالحوادث المدرسية والحد من التأخر الذي يطال مسطرة معالجتها”، معتبرين في السياق عينه أن “الوضعية الحالية تستلزم كذلك إعادة إحياء دور مراكز الاستماع بالمؤسسات التعليمية، ومن ثم العمل على تعميمها”.
الصرامة والشفافية
علي فناش، نائب رئيس الفيدرالية الوطنية لجمعيات أمهات وآباء تلاميذ المغرب، قال إن “الفيدرالية تثمن تفعيل هذه المنصة، على اعتبار أن موضوع التأمين يعد من بين القضايا الهامة التي تتطلب المعالجة وحسن التدبير؛ ذلك أن المؤسسات تتقاضى مبالغ مهمة في هذا الإطار في حين تمر معالجة ملفات المؤَمنين في ظروف غير صحية”.
وأوضح فناش، في حديث إلى جريدة هسبريس الإلكترونية، أن “تدبير ملفات الحوادث المدرسية يجب أن يتم العمل على إخضاعه لمزيد من الصرامة والوضوح والشفافية، إلى جانب ضرورة الرفع من عدد المستفيدين من التأمين في هذا السياق”، لافتا إلى أن “مدة معالجة الملفات في بعض الأحيان قد تصل إلى سنة أو سنتين”.
وتابع قائلا:” لا ننسى كذلك أن تفعيل هذا النوع من المنصات يتطلب إرفاقه بنوع من التواصل والتوعية والتحسيس، حتى يتسنى لآباء وأمهات التلاميذ معرفة ماهيتها، ومن ثم الإقبال عليها بشكل أيسر، وذلك من خلال حملات تحسيسية ودورات تكوينية يمكن أن تتم على مستوى المؤسسات التعليمية”.
ونبه فناش كذلك إلى “ضرورة الاتجاه نحو تفعيل دور مراكز الاستماع على مستوى المؤسسات؛ ذلك أنها تظل موجودة ببعض المؤسسات غير أنها ليست مفعلة، في حين إنها تغيب بشكل تام بمؤسسات تعليمية أخرى، وبالتالي وجب تعبئة الموارد البشرية المتخصصة التي بإمكانها الإشراف على هذا النوع من المراكز، لما فيه من إيجابيات للتلاميذ وللوسط التربوي ككل”.
تفعيل مراكز الاستماع
خيرة داشا، فاعلة تربوية عضو إحدى جمعيات آباء وأولياء التلاميذ بمدينة الصويرة، قالت إن “المنصة الجديدة من شأنها تسريع الملفات المتعلقة بالحوادث المدرسية، وبالتالي التخفيف من التأخير الذي عادة ما تعرفه معالجة هكذا ملفات، مما يؤثر بشكل سلبي على عملية استخلاص حقوق التأمين”.
وأوضحت داشا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا الورش الرقمي الجديد بإمكانه أن يساعد المصالح التربوية المعنية في القيام بإحصاءات فصلية أو سنوية على مستوى كل مؤسسة على حدة، توضح طبيعة الحوادث ونوعيتها، فضلا عن تمكين الآباء والأولياء من متابعة حالات أبنائهم وبناتهم بطريقة مستمرة بعيدة عن بيروقراطية الإدارة”.
كما دعت المتحدثة بدورها إلى “تأهيل مراكز الاستماع داخل المؤسسات التربوية”، مبرزة أن “عددا من التلاميذ والتلميذات خلال السنوات الأخيرة باتوا يلجؤون إلى نوع جديد من العنف فيما بينهم، يتعلق بالعنف النفسي المرتبط بالتنمر تحديدا، إلى جانب العنف الجسدي الذي يظل قائما”.