حرب غزة: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة تشنان هجمات جديدة على الحوثيين في اليمن
نفذت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة سلسلة جديدة من الضربات الجوية المشتركة ضد أهداف الحوثيين في اليمن.
وقال البنتاغون إن الضربات أصابت ثمانية أهداف، بما في ذلك موقع تخزين تحت الأرض وصواريخ للحوثيين ومنشآت مراقبة.
ويستهدف الحوثيون المدعومون من إيران السفن التي يقولون إنها مرتبطة بإسرائيل والغرب والتي تمر عبر طريق التجارة المهم في البحر الأحمر.
وقالت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة إنهما تحاولان حماية “المرور الحر للتجارة”.
وأكد بيان مشترك صادر عن البنتاغون “تنفيذ جولة إضافية من الضربات المتناسبة والضرورية” ضد الحوثيين.
وأضاف البيان: “لا يزال هدفنا هو تهدئة التوترات واستعادة الاستقرار في البحر الأحمر، لكن دعونا نكرر تحذيرنا لقيادة الحوثيين: لن نتردد في الدفاع عن الأرواح والمرور الحر للتجارة في أحد أهم الممرات المائية في العالم في مواجهة التهديدات المستمرة”.
وهذه هي الضربة الثامنة التي توجهها الولايات المتحدة ضد أهداف الحوثيين في اليمن، والعملية المشتركة الثانية مع المملكة المتحدة، بعد تنفيذ ضربات مشتركة في 11 يناير/كانون ثاني.
وقال وزير الخارجية البريطاني اللورد كاميرون للصحفيين إن المملكة المتحدة بعثت “رسالة واضحة”، وإنها “ستستمر في إضعاف” قدرة الحوثيين على تنفيذ هجمات.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الضربات يمكن أن تصعد التوترات في الشرق الأوسط، قال اللورد كاميرون إن الحوثيين هم الذين يصعدون الوضع وإنه “واثق” من أن الضربات السابقة كانت فعالة.
وتابع قائلا إن قول الحوثيين بأن الضربات كانت مرتبطة بالحرب بين إسرائيل وحماس “لا ينبغي قبوله”، وإن المملكة المتحدة تريد رؤية” نهاية سريعة للصراع ” في غزة.
وقال كاميرون إن المملكة المتحدة دعت إلى “وقف فوري لإطلاق النار لاعتبارات إنسانية وإننا نريد أن يتحول ذلك إلى وقف دائم ومستدام لإطلاق النار”. وقال إن هذه خطة سيطرحها عند زيارة المنطقة هذا الأسبوع.
وجاء في البيان المشترك أن الضربات نفذت بدعم من أستراليا والبحرين وكندا وهولندا.
وشاركت طائرات مقاتلة أمريكية من حاملة الطائرات يو إس إس أيزنهاور في ضربات يوم الإثنين 22 يناير/ كانون الثاني.
وقالت وزارة الدفاع البريطانية إن أربعة طائرات “تايفون” تابعة لسلاح الجو الملكي البريطاني، يدعمها زوج من ناقلات فوييجر، انضمت إلى القوات الأمريكية.
وتابعت: “استخدمت طائراتنا قنابل بافيواي 4 الموجهة بدقة لضرب أهداف متعددة في موقعين عسكريين بالقرب من مطار صنعاء. وكان قد تم استخدام هذه المواقع لتمكين الهجمات المستمرة التي لا يمكن قبولها ضد الشحن الدولي في البحر الأحمر”.
وأضاف البيان “تماشيا مع الممارسة المعتادة في المملكة المتحدة، تم تطبيق تحليل دقيق للغاية في التخطيط للضربات لتقليل أي خطر من وقوع إصابات بين المدنيين، وكما هو الحال مع الضربات السابقة، قصفت طائراتنا ليلا للتخفيف من أي مخاطر من هذا القبيل”.
وقال وزير الدولة، هو ميريمان، لشبكة سكاي نيوز إن الغارات الجوية “لن تكون لمرة واحدة فقط”، إذا استمر الحوثيون في مهاجمة السفن في البحر الأحمر.
ووصف وزير الدفاع البريطاني غرانت شابس الضربات بأنها “دفاع عن النفس” ضد “هجمات الحوثيين التي لا تطاق” على السفن التجارية.
وكتب على موقع إكس: “بهدف إضعاف قدرات الحوثيين، ستوجه ضربة أخرى لمخزوناتهم المحدودة وقدرتهم على تهديد التجارة العالمية”.
وقال زعيم الديمقراطيين الليبراليين السير إد ديفي إن الحزب “قلق بشأن هجمات الحوثيين في البحر الأحمر” وإنهم “يدعمون قضية الضربات المحدودة “، لكن “من الضروري للغاية أن تتاح للبرلمان فرصة إبداء رأيه، من خلال النقاش والتصويت”.
وأفاد تلفزيون المسيرة الذي يديره الحوثيون عن وقوع ضربات في محافظات صنعاء وتعز والبيضاء اليمنية، بما في ذلك قاعدة الديلمي الجوية بالقرب من العاصمة صنعاء.
ولا يزال الحوثيون على تحديهم بعد عشرة أيام من أول ضربة جوية وصاروخية مشتركة تم تنفيذها من قبل الولايات المتحدة والمملكة المتحدة .
وواصلوا إطلاق مجموعة متنوعة من المقذوفات على السفن العابرة للساحل اليمني، وفي إحدى الحالات استهدفوا عن طريق الخطأ سفينة تحمل نفطا روسيا.
وبموجب عملية بوسيدون آرتشر التي سميت حديثا، أصابت الضربات التي تقودها الولايات المتحدة الآن أهدافا جديدة، بعد أن نفذت في السابق عددا من الضربات الوقائية على مواقع إطلاق الحوثيين.
ودمرت هذه الهجمات، كما يقول البنتاغون، الصواريخ تماما بينما كانت تستعد للإطلاق. وقدرت المخابرات الغربية مؤخرا أن ما لا يقل عن 30 في المئة من مخزونات الصواريخ الحوثية قد دمرت أو أصيبت.
ومع ذلك، فمن الواضح أن الحوثيين، الذين يتم تزويدهم وتدريبهم وتقديم المشورة لهم من قبل إيران، عازمون على مواصلة هجماتهم على السفن التي يشتبهون في ارتباطها بإسرائيل أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة.
وقد أكسبتهم هذه الهجمات شعبية كبيرة في الداخل.
كما أنهم يحظون بشعبية لدى الكثيرين في جميع أنحاء العالم العربي لأن الحوثيين يقولون إنهم يدعمون حماس كجزء من “محور المقاومة” المدعوم من إيران ضد إسرائيل.
ويأتي ذلك بعد أن تحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن وسوناك في وقت سابق يوم الإثنين.
وقال البيت الأبيض في بيان رسمي حول مكالمتهما الهاتفية إن بايدن وسوناك “ناقشا هجمات الحوثيين المستمرة المدعومة من إيران ضد السفن التجارية والبحرية العابرة للبحر الأحمر”.
وكررا “التزامهما بحرية الملاحة والتجارة الدولية والدفاع عن البحارة من الهجمات غير القانونية وغير المبررة”، كما قال البيت الأبيض.
وأضاف: “ناقش الرئيس ورئيس الوزراء أهمية زيادة المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين في غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس”.
وبدأ الحوثيون مهاجمة السفن التجارية في نوفمبر/تشرين الثاني قائلين إنهم كانوا يردون على العملية البرية العسكرية الإسرائيلية في غزة.
ومنذ ذلك الحين، شنت المجموعة عشرات الهجمات على ناقلات تجارية تمر عبر البحر الأحمر، أحد أكثر ممرات الشحن ازدحاما في العالم.
وردا على ذلك، شنت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة موجة من الضربات الجوية ضد عشرات الأهداف الحوثية في 11 يناير/كانون ثاني.
وبدأت تلك الضربات، بدعم من أستراليا والبحرين وهولندا وكندا، بعد أن تجاهلت قوات الحوثيين إنذارا نهائيا بوقف الهجمات في المنطقة.