ماهي فرص السلام في السودان بعد تجميد الحكومة عضوية بلادها في”إيغاد”؟
أرسل قرار الحكومة السودانية، بتجميد عضوية البلاد بالهيئة الحكومية للتنمية في شرق أفريقيا (إيغاد)، موجات من الإحباط، والتخوف من المستقبل، في أوساط العديد من السودانيين، سواء على مستوى الشارع أو على مستوى الجماعات السياسية، إذ اتفق جانب كبير من هؤلاء، على أن قرار الحكومة السودانية، قد يفتح الباب أمام اتساع رقعة الصراع المسلح في البلاد، كما قد يؤدي في مرحلة ما إلى تدويل الأزمة.
وكان بيان للخارجية السودانية، قد أفاد بأن قائد الجيش، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، أرسل رسالة إلى رئيس جيبوتي ورئيس منظمة “إيغاد” إسماعيل عمر غيله “أبلغه فيها قرار حكومة السودان تجميد عضويتها في المنظمة” نتيجة “تجاهل المنظمة لقرار السودان الذي نُقل إليها رسميا بوقف انخراطه وتجميد تعامله معها في أي موضوعات تخصه”، وهو ما لم يحدث في قمة المنظمة الاستثنائية التي عقدت بأوغندا الخميس الماضي.
وبدا الرأي العام السوداني، سواء على مستوى الشارع، أو على مستوى المحللين السياسيين، منقسما تجاه خطوة الحكومة السودانية، في وقت يرى فيها كل معسكر، الخطوة من موقع اصطفافه، سواء بجانب الجيش بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادة السوداني، أو قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي)، أو تنسيقية القوى المدنية (تقدم) – التي يرأسها رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك.
وفي الوقت الذي رأى فيه البعض، أن قرار تجميد العلاقات مع (إيغاد)، سيؤدي إلى انعكاسات سلبية، على السودان شعبا ودولة، وأنه قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب، مع غياب أي محاولات للتوصل إلى حل سلمي، إعتبر آخرون أن قرار الحكومة السودانية له مايبرره، ووصفوا دور الإيغاد في الأزمة السودانية، بالمنحاز وغير النزيه وبأنها تسعى إلى فرض حلول ليست في صالح الشعب السوداني.
ويرى مؤيدون للجيش في السودان، أن الدور الذي تلعبه إيغاد، في الأزمة السودانية، دور غير نزيه، وأنها تجتذب إليها كلا من حميدتي وحمدوك، المتحالفان حاليا في إطار واحد، ويعتبر هؤلاء أن كلا من حمدوك وحميدتي، لايمثلان الشعب السوداني، وأن تنسيقية تقدم التي يرأسها حمدوك، لاتمثل إلا نفسها ومصالح ضيقة لمجموعات بعينها.
على الجانب الآخر فإن المؤيدين، لتنسيقية القوى المدنية (تقدم) ،يرون أن إيغاد لم تفرض نفسها للوساطة، بين الطرفين السودانيين المتحاربين، وأن البرهان يتناسى أنه نفسه، هو من دعا منظمة الإيغاد للتدخل بالوساطة، ويضيف هؤلاء أن البرهان، هو من أصر منذ البداية، على نقل المفاوضات من جدة إلى الإيغاد، ليجد مخرجا مع الرؤساء الأفارقة وليتمكن من الضغط على حميدتي.
غير أنه ووفقا لمؤيدي تنسيقية (تقدم) للقوى المدنية، فإنه ومع بداية الحوارات في إطار إيغاد، أبدى البرهان الاستياء من دور حميدتي الدبلوماسي المتزايد، واتهم الزعماء الأفارقة الذين استقبلوه بـ”التواطؤ في الجرائم المرتكبة في حق السودانيين”.
حميدتي وحمدوك
وكان كل من قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي، ورئيس الوزراء السوداني السابق رئيس تنسيقية تقدم للقوى المدنية عبد الله حمدوك، قد شاركا في قمة إيجاد، التي عقدت في العاصمة الأوغندية يوم الخميس الماضي، في حين تغيب عنها الفريق البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني.
ويشير تقرير، لمراسل البي بي سي في الخرطوم محمد عثمان، إلى أن رفض البرهان حضور القمة الأخيرة للإيغاد، جاء احتجاجا على توجيه التكتل، الدعوة لحميدتي بالذات للمشاركة فيها ،على اعتبار أنه متمرد وليس رئيس دولة.
وكانت إيغاد عرضت التوسط لإنهاء الحرب، بين قائدي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، بطرق تشمل استضافة اجتماع مباشر، وهو ما وافق عليه الجانبان، قبل أن تتراجع عنه الخارجية السودانية سريعا.
وقبل إيغاد، كان الطرفان قد انخرطا في مفاوضات برعاية أميركية-سعودية في جدة، غير أن محاولات الوساطة لم تنجح في التوصل إلى تفاهمات كبيرة، واقتصرت على اتفاقات بشأن هدنات وقف إطلاق نار قصيرة، لا يتم احترامها.
الشارع السوداني
على مستوى الشارع السوداني، تفاعل كثير من السودانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، مع قرار الحكومة السودانية، بتجميد التعامل مع إيغاد، وانشغل كثير منهم بتقييم القرار، وما إذا كان صائبا أم خاطئا، لكن كل معسكر بدا وكأنه يحكم على القرار من موقع اصطفافه.
وفي الوقت الذي رأى فيه جانب من السودانيين، أن القرار جاء في توقيته الصحيح، وأنه لايجب السماح لإيغاد بالتدخل في الشأن السوداني، لأن تدخلها “لايتسم بالنزاهة”، وأنها وفق قولهم تنفذ “أجندة” خارجية، رأى جانب آخر، أن القرار تعوزه الحكمة، وأنه حتى وفي حالة وجود تحفظات على دور الإيغاد، فإنه كان يجب معالجتها بطرق دبلوماسية ، وليس بقطع التواصل معها.
كيف سيكون تأثير قرار الحكومة السودانية بتجميد العلاقات مع (إيغاد)؟
هل ترون أن القرار كان ضروريا أم أنه كان قرارا غير حكيم؟
هل تتفقون مع مايقوله البعض من أن القرار قد يؤدي إلى اتساع رقعة الحرب في البلاد؟
وكيف ترون مايقوله البعض من أن القرار سيضع حكومة السودان في مواجهة مع الاتحاد الإفريقي وقد يؤدي إلى تدويل الأزمة؟
وما رأيكم في توقعات البعض بتدخل قوى إقليمية ودولية في الأزمة السودانية في حالة استمرت الحرب؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 23 كانون الثاني / يناير
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة
أو عبر منصة إكس (تويتر سابقا) على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب