أخبار العالم

هل يؤثر إضراب طلاب الطب والصيدلة على تكوين أطر الصحة في المغرب؟



في الوقت الذي تسابق وزارة الصحة والحماية الاجتماعية الزمن لتدارك الخصاص الكبير في الأطر الصحية بالمستشفيات العمومية، عبر إجراءات، من بينها تقليص مدّة التكوين من 7 سنوات إلى 6 سنوات، يخوض طلبة كليات الطب والصيدلة العمومية بالمملكة، منذ أزيد من شهر، إضرابا مفتوحا عن الدراسة، يشمل الدروس النظرية والتداريب الاستشفائية، فضلا عن مقاطعة الامتحانات؛ وهو ما يطرح تساؤلات حول تأثير شلل الكلّيات على تكوين أطباء المستقبل.

ويعود سبب الإضراب المفتوح الذي يخوضه طلبة كليات الطب والصيدلة إلى عدم تفاعل الوزارتيْن المعنيتين (وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار) مع مطالبهم المتعلقة أساسا بضعف التكوين والتأطير، وعدم وضوح مرامي القرار المتعلق بتقليص سنوات الدراسة بالنسبة لطلبة كلية الطب.

إيمان آيت بنعمر، رئيسة مجلس طلبة الصيدلة بكلية الطب والصيدلة بالرباط، استبعدتْ أن يكون لإضراب الطلبة تأثير على تكوينهم، مبرزة أن التأثير السلبي على التكوين يعود إلى المشاكل التي يطالب الطلبة بإيجاد حلول لها؛ من قبيل ضعف التأطير خلال التدريب التطبيقي داخل المستشفيات، والاكتظاظ في الأقسام الناتج عن عدم كفاية فضاءات الدراسة والتجهيزات في الوقت الذي يتزايد فيه عدد الطلبة سنة بعد أخرى…

وبينما تعوِّل وزارة الصحة والحماية الاجتماعية على تقليص سنوات الدراسة لتسريع وتيرة تخريج الأطباء، وبالتالي زيادة عددهم، يظهر أن الارتباك الذي يخيّم على سيْر الدراسة في كليات الطب العمومية خلال السنة الدراسية الحالية سيطُول أكثر، في ظل عزم الطلبة على تصعيد احتجاجاتهم.

هذه الفرضية أكدتها إيمان آيت بنعمر بقولها، في تصريح لهسبريس: “نحن مستعدون للمضي في الإضراب عاما أو أكثر إلى أن تتحقق مطالبُنا”، كما أكدتها أيضا دعوة اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة إلى إنزال كبيرة للطلبة بالعاصمة الرباط بعد غد الجمعة والذي قالت آيت بنعمر إنه سيشهد مشاركة طلبة الكليات الإحدى عشرة، وأنه “ستتخلله أشكال احتجاج غير مسبوقة”.

ولا يتعدى عدد الأطباء الذين يتخرجون من كليات الطب والصيدلة بالمغرب 1500 طبيب سنويا، يغادر 600 منهم المملكة للعمل في الخارج، في الوقت الذي يتجاوز الخصاص من الأطباء 30 ألف إطار، حسب الأرقام التي قدمها الوزير الوصي على قطاع الصحة تحت قبة البرلمان أكثر من مرة.

ويضع الإضراب المفتوح للطلبة تكوين أطباء المستقبل في الكليات العمومية على المحَكّ؛ فعلاوة على المقاطعة المفتوحة للدروس النظرية والتداريب، فقد تمت مقاطعة امتحانات الأسدوس الأول “بنسبة 100 في المائة في كافة كليات الطب والصيدلة العمومية الإحدى عشرة”، حسب اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة، معتبرة ذلك “سابقة في تاريخ الجامعات المغربية من حيث عدد الكليات المنخرطة ونسبة النجاح”.

وكانت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وهما الوزارتان الوصيتان، قد طرحَتا مقترح محضر اتفاق تضمّن عددا من الوعود المتعلق بمطالب طلبة كليات الطب والصيدلة العمومية؛ غير أن اللجنة الوطنية لطلبة الطب وطب الأسنان والصيدلة قالت إن الوزارتين “لم تعملا على تنزيل الوعود التي قدمتْها بشكل فعلي”، منتقدة ما سمّته “السياسات العشوائية والضبابية التي يعرفها مستقبل الدراسات الطبية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى