حرب غزة: 100 يوم على اندلاع الصراع الذي أسفر عن مقتل 24 ألف فلسطيني ودمار شامل في القطاع
مع دخول الحرب على غزة يومها الـ100، لا تزال إسرائيل مستمرة في حملتها العسكرية، والتي شنتها عقب تنفيذ حركة حماس لهجوم غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وهو الهجوم الذي أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز 250 رهينة مازال 130 منهم في غزة.
وفي ليلة السبت أحيا الآلاف في تل أبيب ذكرى أحداث السابع من أكتوبر الماضي.
ومنذ بدء الحرب، دمر الجيش الإسرائيلي جزءا كبيرا من القطاع، من مدينة غزة في الشمال إلى خان يونس في الجنوب.
وتقول إسرائيل إن حماس تم إضعافها بشدة، ووفقا للجيش الإسرائيلي، أصبحت غير قادرة تقريبا على العمل كقوة منظمة في شمال غزة.
لكن عدد المدنيين الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي كان هائلاً، إذ قُتل أكثر من 24 ألف شخص، وفقاً لوزارة الصحة في القطاع الذي تديره حماس، وعدد كبير منهم هم من النساء والأطفال. ويُعتقد أن آلافاً آخرين لقوا حتفهم تحت الأنقاض.
ويقول المسؤولون الفلسطينيون إن 85 في المئة من سكان غزة قد شُردوا. وبينما تدخل المزيد من المساعدات الآن إلى غزة، وصف منسق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة الوضع بأنه “لا يطاق”.
السيدة فاتن أبو شحادة واحدة من بين أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في غزة. تحتاج فاتن إلى غسيل الكلى بشكل منتظم، وهو أحد الأسباب الذي دفعها هي وعائلتها إلى النزوح جنوباً. وأصبح منزل فاتن والأطفال الآن عبارة عن خيمة بلاستيكية في خان يونس، وصوت طائرة إسرائيلية مُسيرة تحلق فوق رؤوسهم.
وتقول فاتن: “لقد تم تدمير غزة. ولم تعد هناك غزة، لا مستشفيات ولا تعليم، لقد خسر أطفالنا عامهم الدراسي، وغزة لم تعد على قيد الحياة”.
وتتعرض إسرائيل لضغوط دولية متزايدة للنظر في وقف إطلاق النار، مع تزايد حجم معاناة المدنيين.
وحتى أقرب حليف لها، الولايات المتحدة، التي تدافع باستمرار عن حق إسرائيل في الدفاع عن النفس ومنع تكرار ما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، قالت مراراً لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن عدد القتلى المدنيين “مرتفع للغاية”.
وتحدث الرئيس الأمريكي جو بايدن عن “القصف العشوائي” الذي تقوم به إسرائيل، وقال إنه يعني أن إسرائيل تفقد الدعم في جميع أنحاء العالم.
ويقول جدعون ليفي، الكاتب في صحيفة هآرتس الإسرائيلية: “إن الحرب بشكلها الحالي ستستمر طالما سمح الأمريكيون لإسرائيل بالقيام بذلك”.
ويضيف: “لا أعتقد أن الأمر سيستغرق عدة أسابيع أخرى. لكن هذا لا يعني أن الحرب قد انتهت لأنه إذا لم تنسحب إسرائيل من غزة فستكون هناك مقاومة، وإذا كانت هناك مقاومة فسيكون هناك انتقام”.
ومع استمرار القوات الإسرائيلية في مهاجمة مواقع حماس في وسط وجنوب غزة، يبدو أن إنهاء الحرب بعيد كل البعد عن نوايا نتنياهو.
وتقول إسرائيل إن القتال لن ينتهي إلا بعد هزيمة حماس بشكل كامل. ويبدو المستقبل القريب في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة بالنسبة لآلاف المدنيين الذين يعيشون في ظروف مروعة في غزة، قاتما بشكل خاص.
وقد باتت الحرب الحالية هي أطول حرب تخوضها إسرائيل منذ عام 1948.
فيما يلي جدول زمني لأبرز المحطات في الحرب بين إسرائيل وحركة حماس خلال الأيام المئة الماضية:
7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023: اقتحم مسلحون من حماس في قطاع غزة جنوب إسرائيل ونفذوا هجوما أسفر عن مقتل 1200 إسرائيلي واحتجاز 240 رهينة في غزة، وفقا للإحصائيات الإسرائيلية.
بدأت إسرائيل على إثره في شن غارات جوية انتقامية على القطاع المكتظ بالسكان، وفرضت عليه حصارا شاملا. وأعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أن إسرائيل في حالة حرب.
8 أكتوبر/ تشرين الأول: دخول حزب الله اللبناني، المدعوم من إيران، على الخط وتنفيذ هجمات وقصف، تضامنا مع حركة حماس، عبر الحدود ضد إسرائيل، لتنفذ الأخيرة ضربات إسرائيلية مضادة.
13 أكتوبر/ تشرين الأول: إسرائيل تطلب من سكان مدينة غزة، البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، الإخلاء والتحرك جنوبا. لتدفع إسرائيل بعد ذلك باتجاه إخلاء الشمال بأكمله. ما دفع مئات الآلاف من سكان القطاع إلى النزوح وترك منازلهم وفي كثير من الأحيان إلى الفرار عدة مرات مع تقدم القوات الإسرائيلية.
17 أكتوبر/ تشرين الأول: انفجار في المستشفى الأهلي المعمداني في غزة يخلف مئات القتلى والجرحى ويثير غضبا عالميا. وتبادل الاتهامات بين إسرائيل والفلسطينيين حول المسؤولية عن الحادث. وبايدن يلغي زيارة مقررة مع زعماء عرب ويجدد دعمه لإسرائيل في “الدفاع عن نفسها”، لكنه يطلب من الإسرائيليين أيضا ألا يعميهم غضبهم.
19 أكتوبر/ تشرين الأول: سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية تعترض صواريخ وطائرات بدون طيار أُطلقت من اليمن تجاه إسرائيل. وجماعة أنصار الله الحوثية اليمنية تتعهد بمهاجمة السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر فيما يوصف بالتضامن مع غزة.
21 أكتوبر/ تشرين الأول: دخول أول شاحنات المساعدات من معبر رفح الحدودي من مصر إلى غزة بعد أيام من الجدل الدبلوماسي وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.
27 أكتوبر/ تشرين الأول: إسرائيل تشن هجوما بريا واسع النطاق في غزة، بعد أسبوع من التوغلات المحدودة، متعهدة بإطلاق سراح جميع الرهائن والقضاء على حماس.
31 أكتوبر/ تشرين الأول: مقتل 15 جندياً إسرائيلياً في القتال في غزة، وهي أكبر خسارة يتكبدها الجيش الإسرائيلي في يوم واحد خلال الحرب.
1 نوفمبر/ تشرين الثاني: بدء عمليات الإجلاء من غزة عبر معبر رفح لنحو 7000 من حاملي جوازات السفر الأجنبية ومزدوجي الجنسية وعائلاتهم والأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج طبي عاجل. في حين لا تزال الغالبية العظمى من سكان غزة عاجزة عن مغادرة القطاع.
9 نوفمبر/ تشرين الثاني: إسرائيل تتهم سوريا بالمشاركة في الحرب عقب إطلاق طائرة بدون طيار، قيل إنها من الأراضي السورية، أصابت مدينة إيلات الإسرائيلية الجنوبية. والجيش الإسرائيلي يعلن في اليوم التالي مهاجمة الميليشيا التي أطلقت المسيرة.
15 نوفمبر/ تشرين الثاني: القوات الإسرائيلية تقتحم مستشفى الشفاء، أكبر مستشفى ومجمع طبي في غزة، ، بعد حصار دام عدة أيام بحجة أن المستشفى استُخدم لإخفاء مقر تحت الأرض لمقاتلي حماس، وهو ما تنفيه إدارة المشفى، الذي أعلن طاقمه الطبي عن وفاة المرضى، بما في ذلك أطفال حديثي الولادة، بسبب نقص الطاقة الكهربائية والإمدادات. لتتوقف جميع المستشفيات التي تخدم النصف الشمالي من غزة عن العمل بعد ذلك بأسابيع.
21 نوفمبر/ تشرين الثاني: إسرائيل وحماس تعلنان عن هدنة واتفاق لوقف القتال لمدة أربعة أيام وتبادل النساء والأطفال الرهائن المحتجزين في غزة بالنساء والمراهقين الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل في سجونها. ليتم بعد ذلك تمديد وقف إطلاق النار لمدة أسبوع إجمالاً، وتحرير 105 من الرهائن مقابل حوالي 240 معتقلا فلسطينيا، قبل أن ينهار الاتفاق وتستأنف الحرب في الأول من ديسمبر/ كانون الأول.
4 ديسمبر/ كانون الأول: الجيش الإسرائيلي يشن أول هجوم بري كبير له في جنوب غزة على مشارف خان يونس بعد انهيار الهدنة. والمنظمات الدولية تقول إن تمدد الحملة العسكرية سيؤدي إلى تفاقم الوضع الإنساني بشكل كبير.
12 ديسمبر/ كانون الأول: تحول في الخطاب الأمريكي الداعم لإسرائيل عقب تصريحات الرئيس الأمريكي، جو بايدن بأن “القصف العشوائي” الإسرائيلي على غزة يكلفها الدعم الدولي. وواشنطن تحث إسرائيل على بذل المزيد من الجهد لحماية المدنيين، وتقليص الحرب إلى حملة أكثر استهدافا لقادة حماس.
15 ديسمبر/ كانون الأول: القوات الإسرائيلية تقتل بالخطأ ثلاثة من الرهائن في غزة.
22 ديسمبر/ كانون الأول: وزير الدفاع الإسرائيلي يعلن دخول العراق في الحرب في غزة، عقب إعلان ميليشيا المقاومة الإسلامية في العراق، شن هجوم بعيد المدى على إسرائيل.
26 ديسمبر/ كانون الأول: القوات الإسرائيلية تشن هجوما بريا كبيرا على مناطق في وسط قطاع غزة، سبقته حملة من الغارات الجوية.
1 يناير/ كانون الثاني 2024: إسرائيل تعلن البدء في سحب بعض قواتها من شمال غزة في مرحلة جديدة أكثر استهدافا من حملتها التي تقول إنها ستستمر لعدة أشهر. بينما يستمر القتال العنيف في المناطق الجنوبية.
11 يناير/ كانون الثاني: الطائرات الحربية والسفن والغواصات الأمريكية والبريطانية تشن عشرات الغارات الجوية على مدن يمنية عدة ردا على هجمات نفذها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر.
ومحكمة العدل الدولية تستمع في أولى جلساتها إلى البيانات الافتتاحية في قضية تتهم فيها جنوب أفريقيا إسرائيل بارتكاب حملة إبادة جماعية ضد السكان الفلسطينيين. وهو ما تنفيه إسرائيل.
12يناير/ كانون الثاني: القيادة المركزية الأمريكية تعلن تنفيذ أحدث ضربة لها على موقع رادار للحوثيين في اليمن باستخدام صواريخ توماهوك الهجومية الأرضية.