شكرا للملك محمد السادس على إقرار “عيد السنة الأمازيغية”
من منصة المنتدى الجهوي للأحرار بجهة سوس-ماسة، المنعقد اليوم السبت بأكادير، عشية الاحتفاء الرسمي بـ”إيض يناير” لأول مرة عطلة وطنية مؤدى عنها، اختار رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الكشف عن بعض “كواليس” إقرار هذا العيد، قائلا: “لقد كان من أجمل أيام حياتي حين تلقيْت اتصالاً هاتفيا، ذات مساء، من جلالة الملك محمد السادس الله ينصرو يخبرني فيه بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة وطنية”.
أخنوش قال بالحرف أمام قاعة كبيرة لم تسَعْ حضورا وازنا لمنتخبي ومنتخبات “أحرار جهة سوس-ماسة”، بحضور قرابة 1700 منتخب ومنتخبة، “هذا نْهارْ كبير أن نحتفل بالسنة الأمازيغية التي تعتبر مكسبا وراءه الملك محمد السادس الذي قرّر دسترة الأمازيغية، وليس أحدٌ غيْره، مع إقرار عيد وطني مؤدى عنه ونحتفل به كلنا كمغاربة، لذلك نقول مرة أخرى شكراً جلالة الملك”.
وعاد رئيس التجمعيين لسرد بعض التفاصيل أمام الحاضرين، مشددا على أن سعادة كبيرة غمَرَتْه حين تلقيه المهاتفة الملكية التي أطلعتْه على اتخاذ قرار إقرار عيد وطني للأمازيغية، “ولقد كنتُ منبسطاً جدا وقال لي (الملك) حين سؤاله متفاعلا عن توقيت الفعل والإقرار الرسمي: ‘إنّنا سنمُرّ مباشرة للفعل والتنفيذ بمجرد انتهاء الاتصال الهاتفي’”.
وفي نبرة فخر واعتزاز، مضى أخنوش معلّقاً: “هو الآن يوم عيد وطني مُرسّم بموجب القانون لأن الأمازيغ والمغاربة قاطبة يْستهلو هذا العيد.. هذا نهار كْبير”.
عمل تاريخي لن ينسى
المحطة العاشرة من فعاليات المنتدى الجهوي للمنتخبين الأحرار التي لم يكن صدفة تزامن تنظيمها مع احتفاء المغاربة بـ”رأس السنة الأمازيغية” يوم غد الأحد، وترسيمها عطلة مدفوعة الأجر، عرفت تفاعلا من طرف الحاضرين والمشاركين فيها من قيادات الحزب الجهوية والإقليمية، فضلا عن المنتمين إليه، مع هذا الحدث، فيما عمّت التصفيقات القاعة بمجرد ما كشف أخنوش تفاصيل حديث الملك معه في موضوع ترسيم رأس السنة.
رئيس الحكومة وصف المسار في اتجاه إقرار “إيض يناير” بـ”عمل تاريخي كبير لن ننساه في حزبنا، كما لن ينساه كل المغاربة”، مضيفا أنه “بعد هذا القرار الملكي لم تعد الاحتفالات تقتصر على داخل البيوت، بل امتدت احتفالات المواطنين إلى الشوارع والأحياء وفي جميع المناطق”. وزاد معلقاً: “هذا أمر إيجابي جدّا يعطي تموقُعا سياحيا لجهة سوس–ماسة وباقي جهات المملكة، خاصة أن هناك عددا كبيرا من الأجانب والسياح وزوار المغرب يهتمون بالثقافة الأمازيغية وجديدها”.
في سياق ذي صلة، شهدت “عاصمة سوس” احتفاء حاشدا، أمس الجمعة، حضرَه رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، الذي وصف هذا الاحتفاء بأنه “تخليد واحتفاء بتراث كبير للمغاربة قاطبة”.
وفي تصريح لوسائل الإعلام على هامش الاحتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة 2974، قال أخنوش: “نحتفل اليوم من أكادير مع المغاربة بهذه المناسبة الوطنية التي تعد تراثا كبيرا ليس فقط للأمازيغ بل للمغاربة قاطبة”.
الاحتفال بحلول السنة الأمازيغية يتميز هذه السنة، حسب رئيس الحكومة، “بنكهة خاصة” بعد القرار الملكي الذي يندرج في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية.
جدير بالتذكير أن بداية شهر ماي من السنة الماضية عرفت زفَّ بلاغ للديوان الملكي إعلان تفضل الملك محمد السادس بإقرار رأس السنة الأمازيغية عطلة رسمية في المغرب.
وأكد البلاغ الرسمي أن الملك أمر بجعل هذه العطلة مؤدى عنها، على غرار فاتح محرم من السنة الهجرية ورأس السنة الميلادية، مع “توجيهاته إلى رئيس الحكومة قصد اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيل هذا القرار الملكي السامي”.
وسجل البلاغ أن ذلك جاء تجسيدا للعناية التي ما فتئ يوليها الملك محمد السادس للأمازيغية، باعتبارها مكونا رئيسيا للهوية المغربية الأصيلة الغنية بتعدد روافدها، ورصيدا مشتركا لجميع المغاربة بدون استثناء. كما يندرج هذا القرار في إطار التكريس الدستوري للأمازيغية كلغة رسمية للبلاد إلى جانب اللغة العربية.