رواق جماعي يحتفي بثراء الثقافة المغربية في الولايات المتحدة الأمريكية
افتتح بمدينة “وولدن | Walden” في ولاية ماساتشوستس الأمريكية “الرواق المغربي الجماعي”، الذي تنظمه “الرابطة الأمريكية للمرأة العربية- فرع المغرب”. وحضر الافتتاح عبد القادر الجموسي، القنصل العام للمملكة المغربية بنيويورك، رفقة غاري كريستنسن Christenson Gary عمدة مدينة وولدن بولاية ماساتشوستس.
واشتمل الرواق المغربي، الذي افتتح الجمعة بعزف النشيدين الوطنيين المغربي والأمريكي، على نماذج من إبداعات المرأة المغربية في فنون الرواية والشعر والتشكيل وفن الزليج والنسيج والتصوير والموسيقى والنقش على الحناء.. كما تم عرض مجسمات للأزياء النسائية والرجالية المغربية الأصيلة، التي تبرز جماليات وتنوع الزي المغربي لمختلف جهات المملكة من أقصى شمالها إلى عمقها الصحراوي جنوبا.
وفي كلمة لها أبرزت سعاد كاعب، وهي مواطنة مغربية وناشطة مدنية تقيم بالولايات المتحدة الأمريكية منذ ثلاثة عقود، ورئيسة الجمعية المنظمة لهذا الحدث الثقافي الاستثنائي بمدينة وولدن، الأدوار التي تقوم بها “الرابطة الأمريكية للمرأة العربية” منذ ما يزيد عن أربع عشرة سنة، بشكل تطوعي في مجال تمكين المرأة المهاجرة ومساعدتها على الاندماج وتحقيق الذات.
وأضافت المتحدثة أن الرواق المغربي الغني يأتي “تزامنا مع التحولات الإيجابية الكبرى التي يعرفها المغرب في السنوات الأخيرة، ومواكبة للصحوة التي تظهر معالمها في عدة مجالات، خصوصا السياحية والصناعية والاقتصادية والرياضية، وكذا تماشيا مع روح المسؤولية، التي على عاتق كل مغربي غيور على بلده الأم وفخور بالانتماء الروحي الوطني إليه”.
وفي السياق ذاته أبرزت رئيسة الرابطة أن من غايات هذا الرواق الفني “تعزيز الصورة الإيجابية للمغرب كواجهة سياحية واعدة من خلال التعريف بمختلف أوجه الثقافة المغربية الأمازيغية والعربية والإفريقية، وتقديم صورة عن هويته الثقافية ومعالمه التاريخية حتى يتسنى للزوار في أمريكا، بمختلف مرجعياتهم، اكتشاف عراقة المملكة المغربية وتكوين فكرة قريبة عن المجتمع المغربي وتنوع تراثه الضارب في التاريخ”.
وفي كلمته شكر عمدة مدينة وولدن، غاري كريستنسن، الجمعية المنظمة على عطائها الغني والمتواصل، كما نوه بالمكانة المحترمة التي تحظى بها الجالية المغربية خاصة، وحضورها المميز في مختلف مرافق المدينة الاجتماعية والثقافية والتربويّة. كما عبر عن تقديره الكبير للمملكة المغربية التي كان لها، على حد تعبيره، قصب السبق في الاعتراف باستقلال الولايات المتحدة الأمريكية، وفتح موانئها لأمريكا في مرحلة مبكرة من تاريخها.
من جهته، عبر القنصل العام للمملكة، عيد القادر الجموسي، في كلمته بالمناسبة عن ابتهاجه بهذا الإنجاز الثقافي لـ”الرابطة الأمريكية للمرأة العربية”- فرع المغرب، وشكر عمدة مدينة وولدن على العناية التي يوليها للجالية المغربية وغيرها من الجاليات بمدينته. وذكر القنصل المغربي في مداخلته أن مهمته تقوم على ثلاثة مستويات:
مستوى الخدمات، المتمثل في تقريب خدمات الإدارة وتجويدها وتيسيرها لفائدة المواطنين والمواطنات المغاربة من أجل ضمان استقرار الأسرة، واندماجها الإيجابي والمنتج في المجتمع الأمريكي الغني ومتعدد الثقافات.
ومستوى التعبير، الذي يقوم على مواكبة الجالية المغربية في مختلف تعبيراتها عن هويتها الوطنية وقيمها الدينية والحضارية المتسمة بالتسامح والتعايش. ويشكل هذا الرواق الفني المغربي مثالا لهذا المستوى من المواكبة الثقافية والإبداعية.
ومستوى التعاون من خلال فتح آفاق التواصل بين مؤسسات بلد الإقامة أمريكا والبلد الأصل المغرب عبر تشجيع وتعزيز الروابط المؤسساتية والاجتماعية والسياحية والأكاديمية.
وأشار القنصل المغربي، في هذا الصدد، إلى توقيع عدة اتفاقيات أكاديمية وتوأمة مدن مغربية وأمريكية، خصوصا في الداخلة والعيون بالأقاليم الجنوبية.
واختتم برنامج الحفل الافتتاحي، الذي حضره مسؤولون أمريكيون وممثلو هيئات مدنية ثقافية وسياحية، بقراءة قصائد شعرية بالعربية والإنجليزية تتغنى بالحنين إلى الوطن، من إبداع وإنشاد الشاعرة والمصممة سلوى الغرظاف والشاب المغربي فارس قرنفل. كما تمت إقامة طقوس تقديم الشاي المغربي للزوار وتشكيلة متنوعة من الحلويات والمأكولات من المطبخ المغربي على أنغام موسيقى العود والناي المغربية الأصيلة.
تجدر الإشارة إلى أن الرواق المغربي سيظل مفتوحا في وجه الزوار الأمريكيين والأجانب مدة شهرين. وتعتزم الجمعية المنظمة جعله معرضا متنقلا، تحتضنه عدة مراكز وهيئات ثقافية ومدنية أخرى. كما فتحت وكالة أسفار أمريكية المجال لتنظيم رحلة سياحية إلى المغرب خلال الشهور المقبلة.