أخبار العالم

تطورات “حرب غزة” تنذر باشتعال الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط



تتجه الأمور في منطقة الشرق الأوسط نحو مزيد من التصعيد في ظل الوضع الملتهب منذ 3 أشهر في قطاع غزة، الذي يعيش على إيقاع هجوم غير مسبوق ينفذه الجيش الإسرائيلي، سقط فيه أزيد من 22 ألفا، وسط تطورات تنبئ باشتعال الأوضاع في المنطقة وتوسع دائرة الحرب.

وينبئ النهج الجديد لإسرائيل باغتيال القيادي في حركة حماس صلاح العروري بالضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني، عبر هجوم نفذته طائرة مسيرة إسرائيلية، باشتعال الجبهة الشمالية ضد إسرائيل بشكل أكبر، بعد الحادث الذي مثل ضربة موجعة للمقاومة.

وتبدو المؤشرات واضحة على أن الوضع مرشح نحو مزيد من التصعيد، وسط تضاؤل فرص المفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الحرب، مع تبادل الأسرى بين الطرفين؛ فضلا عن الجبهة المشتعلة في اليمن، حيث يخوض الحوثيون هجمات ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وباب المندب، دفع شركات عالمية في النقل الدولي للبضائع إلى التخلي عن هذا المسار وتغييره.

خالد الشيات، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الأول بوجدة، اعتبر أن الحديث عن مآلات الحرب في غزة “سابق لأوانه”، مؤكدا أن ما يحدث الآن هو “تحولات على المستوى الإستراتيجي بدافع أمريكي، إذ تعتبر الولايات المتحدة الأمريكية أن الحرب البرية الشاملة ليست مناسبة لإسرائيل ولا تؤدي إلى أي نتيجة”.

وأضاف الشيات، في تصريح لهسبريس، أن اغتيال إسرائيل العروري في بيروت، واستهداف قادة حماس، وتحديد أهداف مباشرة؛ فضلا عن سحب 5 ألوية من بينها لواءي احتياط من غزة، “يعني أن هناك تحولا على المستوى الإستراتيجي، مع الإبقاء على مستوى الرؤية القاضية بإفناء حماس”.

وتابع الأستاذ ذاته بأن “هذه التحولات الحديثة تطرح تساؤلا مفاده إلى أي مدى يمكن أن يؤدي ذلك إلى نتيجة على مستوى الميدان، وهو ما لا يبدو وشيكا”، معتبرا أن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “متناسبة مع إمكانية استمرار الحرب لسنة أو أكثر من الناحية الزمنية، وهو أمر لم تعهده إسرائيل على المستوى الإستراتيجي”.

وزاد المتحدث ذاته أن “إسرائيل لم تخض أي حروب طويلة الأمد، وهي مناسبة لمعرفة مدى استعدادها على مستوى الحروب الطويلة”، لافتا إلى أن “انسحاب الكثير من الألوية مرتبط بالجانب الاقتصادي، لأن هناك ضغطا اقتصاديا، وبالتالي هناك نوع من الشلل وتحديات كثيرة على المستوى الداخلي”.

وبشأن مدى تأثير الوضع المشتعل في غزة على المغرب قال الشيات إن المملكة “دولة لديها مبادئ وأسس مرتبطة بالجانب الدبلوماسي لم تتغير”، مردفا: “المغرب يتكيف مع التحولات التي تحدث على المستوى الدولي، وبالتالي أعتقد أنه لا توجد إمكانيات لاستمرار علاقات طبيعية مع إسرائيل، أو لقطعها”.

وأشار الأستاذ ذاته إلى أنه “على المستوى الاقتصادي يمكن أن تكون هناك تبعات، لأن هناك أيضاً أعمالا عسكرية في باب المندب وفي منطقة البحر الأحمر تؤثر على تدفق التجارة العالمية”، مستطردا: “يمكن أن يؤدي ذلك إلى ارتفاع التضخم على المستوى العالمي، وتقليص إمكانيات النمو التي حددت في إطار تصورات صندوق النقد الدولي، وغيرها من الأشياء التي يمكن أن تؤثر على الوضعية الاقتصادية، خاصة على المستوى الداخلي”.

من جهته، يرى إسماعيل حمودي، المحلل السياسي والأستاذ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس، أن “التطورات الحاصلة تسير في اتجاهين متناقضين، الأول يهم توسيع دائرة المواجهة من طرف إسرائيل التي لجأت إلى شن عدوانها على قادة حماس في لبنان”.

وأضاف حمودي، في تصريح لهسبريس، أن “جريمة اغتيال العروري تزيد من احتقان الأوضاع، وبالتالي ارتفاع وتيرة الهجمات، سواء من طرف الحوثيين في البحر الأحمر أو حزب الله في الجبهة الشمالية، ما يرفع من مستوى المواجهة بين إسرائيل والتنظيمات المسلحة في المنطقة”.

وأشار المحلل ذاته إلى “التطور الجديد في الموقف الأمريكي، الذي ينفي صلته بجريمة اغتيال العروري، ويعلن قبوله بحماس كفاعل وطرف؛ وهو موقف جديد بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية”، لافتا إلى أن “الاتحاد الأوروبي يمثل تكثيف الضغط الخارجي من أجل وقف الحرب”.

وزاد المتحدث: “نحن أمام ديناميتين، التصعيد داخل غزة وخارجها، ودينامية جديدة في الموقف الغربي والأمريكي، قد تؤديان حسب المفاوضات الجارية إلى أحد الأمرين، إما التهدئة ووقف الحرب، خصوصا إذا كانت أميركا جادة في موقفها الأخير وضغطت على إسرائيل من أجل ذلك، أو التوجه نحو مواجهة شاملة بين إسرائيل والتنظيمات المسلحة في الإقليم”.

كما أكد حمودي أن التطورات المقبلة رهينة بما سماه “الضغط الأمريكي على إسرائيل، إذا كانت أمريكا جادة في إنهاء الحرب”، خاتما: “الوضع لن يتسع نحو حرب شاملة تشمل إيران، ولن نرى انسحاب التنظيمات المسلحة من المواجهة إلى أن تقتنع الولايات المتحدة الأمريكية بضرورة وقف هذا العدوان”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى