المخرج طارق الإدريسي يقرب “إيقاعات تامزغا” من جمهور الحسيمة
إقبال خاص تعرفه المسارح عند حديث العروض الفنية باللغة المحلية للمنطقة التي تستقبل العرض، يُلمس في عروض جهوية من بينها عروض سينمائية بأمازيغية الريف المغربي في مدينتي الحسيمة والناظور.
وفي مطلع سنة 2024 الجديدة، يستقبل المركزُ الثقافي الأمير مولاي الحسن بمدينة الحسيمة، بمبادرة من “فرقة ثفسوين للمسرح”، فيلم “إيقاعات تامزغا” لمخرجه طارق الإدريسي عقب ما توّج به من جوائز: جائزة الأندية السينمائية بالمهرجان الوطني للفيلم بطنجة في دورته الثالثة والعشرين، وجائزة الثقافة الامازيغية صنف الفيلم، وجائزة الجمهور بمهرجان سينما المؤلف بالرباط، وجائزة التميز بنيويورك الأمريكية، الجائزة الكبرى وجائزة أحسن دور رجالي بمهرجان “إسني ن ورغ” في فئة المسابقة الأمازيغية.
في هذا الإطار، كشف فؤاد البنوضي، المدير الفني لمشروع التوطين المسرحي بالحسيمة، أن إعلان برمجة عرض فيلم “إيقاعات تامزغا” قد نتج عنه التوصل بطلبات عديدة للحضور؛ وهو ما فسره في تصريح لـهسبريس بقول إن الجمهور “يجد ذاته في فيلم الأمازيغية، خاصة أمازيغية منطقته، كما كان نجاح الفيلم مشجعا أيضا”.
وتابع شارحا: “تجربتي الشخصية أني كنت أتحمس كثيرا في صغري كلما وجدت شيئا لمشاهدته بالأمازيغية، وخاصة أمازيغية منطقتي، سواء في السينما أو التلفزيون أو المسرح. وهذا شغف عند كل إنسان أمازيغي ليكتشف ثقافته من خلال المنتوجات الفنية”.
وزاد: “فرقة تيفسوين حاولت برمجة هذا الفيلم، لأنه حقق مجموعة من النجاحات في عدد من المهرجانات (…) وبما أن المخرج والمنتج ابن الحسيمة، سعينا إلى برمجة عرضه؛ لأن عددا من الأفلام السينمائية تعرض بمناطق أخرى من المغرب دون عرضها بمنطقة ولادتها (…) وبمثل هذا العرض يستفيد أناس الحسيمة، ويشجّع ابن المدينة”.
وحول البنية التحتية للعروض الثقافية والفنية بالحسيمة، ذكر البنوضي أنه “يمكننا الإحساس بالاطمئنان عندما يتعلق الأمر بالمسرح؛ لأنه يوجد مركز ثقافي سيعرض فيه هذا الفيلم، وسيفتح مسرح جديد، كما يوجد مركز ثقافي جديد سيفتح بإمزورن. ومن المبرمج بناء مركزين ثقافيين للقرب بالمنطقة”، ثم استدرك قائلا: “لكن للأسف عندما يتعلق الأمر بالسينما كانت توجد مُنشأة واحدة بالحسيمة هُدمت في أواخر التسعينيات، ولم تعوض، باستثناء سينما أخرى هي في الحقيقة صالة جاءت لتعويض المنشأة دون تطوير”.
وحول العرض الحالي، وضح المصرح أن الفرقة تعمل من أجل “تكييف المركز الثقافي للمدينة لعرض الفيلم في شروط جيدة”، ثم قال: “يوجد “المسرح الكبير” الذي لم يفتح بعد، ويجهّز الآن، ويندرج ضمن مشروع وزارة الثقافة لفتح 160 قاعة سينمائية، لاحتضان عروض سينمائية كبرى مستقبلا؛ وهو ما نتفاءل به خيرا”.
يُذكر أن فيلم “إيقاعات تامزغا” يتحدث عن “شخصية كينو الذي يعاني من هلوسات مختلفة، ويغمره شغفُ أن يجد الصوت الأمازيغي الأصيل؛ مما يدفعه إلى استكشاف شمال إفريقيا بحثا عن إلهام لا متناهٍ”.
وهكذا “تنطلق رحلته من مدينة الحسيمة في المغرب، مسقط رأسه، حيث يلتقي بصديقه فؤاد، الموسيقي أيضا. يهرب فؤاد من قيود زواج مرتب له لينضم إلى كينو في رحلته نحو الإلهام المتجدد. وخلال هذه المرحلة المليئة بالمغامرات، يصادفون أمينة، الصحافية التي تسلك الطريق نفسه؛ على الرغم من أن نواياها تظل غامضة وجريئة: مقابلة محاربي الطوارق (…) مما سيضطرهما إلى مواجهة التحديات التي تنتظرهما في رحلتهما بشجاعة”.