صالح العاروري: ماذا نعرف عن مقتل القيادي البارز في حماس بتفجير في الضاحية الجنوبيّة لبيروت؟
أعلنت حركة حماس مقتل نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري واثنين من مرافقيه، في “ضربة إسرائيلية” على الضاحية الجنوبية لبيروت، مساء الثلاثاء (2 يناير/كانون الثاني).
وبحسب الوكالة الوطنية للإعلام الرسمية في لبنان، استهدف “قصف بمسيرة إسرائيلية” مكتباً لحركة حماس، في منطقة المشرفية السكنية، خلال اجتماع لقيادات فلسطينية.
وأحصت الوكالة مقتل ستة أشخاص وإصابة آخرين بجروح، من بينهم عناصر في حماس، ومدنيين لبنانيين.
ولم تعلن إسرائيل مسؤوليتها عن العمليّة.
وأظهرت صور من موقع القصف دماراً واسعاً لحق بطبقتين من المبنى المستهدف، إضافة إلى عدد من السيارات المتضررة.
وقال عضو المكتب السياسي لحماس، عزت الرشق، في بيان إن “عمليات الاغتيال الجبانة التي ينفذها الاحتلال الصهيوني لن تفلح في كسر إرادة وصمود شعبنا أو النيل من استمرار مقاومته الباسلة”.
وقال رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي “إن هذا الانفجار توريط للبنان ورد واضح على المساعي التي نقوم بها لإبعاد شبح الحرب الدائرة في غزة عن لبنان”، وأضاف أن “لبنان ملتزم بقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، لا سيما القرار 1701”.
وطلب ميقاتي من وزير الخارجية عبدالله بو حبيب “تقديم شكوى عاجلة إلى مجلس الأمن الدولي على خلفية الاستهداف الفاضح للسيادة اللبنانية بالتفجير الذي وقع في الضاحية الجنوبية لبيروت”.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي لبي بي سي إنه “لا يعلق على تقارير الإعلام الأجنبي”، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، طلبه من وزراء حكومته عدم التعليق على الأحداث.
وقال مستشار نتنياهو، مارك ريغيف، في حديث مع قناة “أم أس أن بي سي” الأمريكية إن “إسرائيل لم تعلن مسؤوليتها عن هجوم بيروت، وإن الهجوم لم يستهدف الحكومة اللبنانية ولا حزب الله”.
ودان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية “عملية الاغتيال” ووصفها “بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها”، محذراً “من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة”.
وتجمّع نحو مئة فلسطيني في مدينة رام الله في الضفة الغربية المحتلة للتنديد بمقتل العاروري، وأعلنت حركة فتح – إقليم رام الله يوم الأربعاء “إضرابا عاما وشاملا في محافظتي رام الله والبيرة رداً على اغتيال” العاروري في بيروت.
كذلك نعت حركة الجهاد الإسلامي بدورها العاروري، وقالت إن “الضربة الإسرائيلية محاولة لجرّ المنطقة بأسرها إلى الحرب للهروب من الفشل الميداني العسكري في قطاع غزة”.
ويتحدث الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، الساعة السادسة مساء غد الأربعاء في مناسبة معدة سلفاً في ذكرى اغتيال الأمريكيين لقائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في بغداد قبل أربع سنوات. وسيتناول على الأرجح عملية الثلاثاء.
وتشهد الحدود الإسرائيلية اللبنانية تصاعداً في وتيرة القصف بين حزب الله بشكل رئيسي والجيش الإسرائيلي، منذ اندلاع الحرب في غزة، ما يثير مخاوف من توسع رقعة النزاع.
ويستهدف حزب الله أهدافاً عسكرية إسرائيلية قرب الحدود، واضعاً ذلك في إطار دعم قطاع غزة و”إسناداً لمقاومته”ـ وترد إسرائيل بقصف مناطق حدودية وما تصفه بـ”البنى التحتية” لحزب الله وتحركات مقاتليه قرب الحدود. وشنت ضربات محدودة في عمق الجنوب اللبناني.
ومنذ بدء التصعيد، قتل أكثر من 160 شخصاً في لبنان، نعى حزب الله 120 منهم على الأقل. وأحصى الجيش الإسرائيلي من جهته مقتل 13 شخصاً بينهم تسعة عسكريين.
من هو صالح العاروري؟
ولد العاروري (51 عاماً) في بلدة عارورة قرب رام الله عام 1966. وحصل على درجة البكالوريوس في “الشريعة الإسلامية” من جامعة الخليل في الضفة الغربية، وهو متزوج وله ابنتان.
وساهم العاروري في تأسيس كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس في الضفة بين عامي 1991 و1992. اعتقلته إسرائيل عام 1992 وقضى أكثر من 15 عاماً في السجن.
أعيد اعتقاله عام 2007 حتى عام 2010 عندما قرّرت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج الأراضي الفلسطينية.
رُحّل آنذاك إلى سوريا واستقرّ فيها ثلاث سنوات قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان.
كان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس عام 2011 بوساطة مصرية والتي أفرج بموجبها عن الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، الذي كان أسيرا لدى حماس.
ودهم الجيش الإسرائيلي قريته عارورة فجر 21 تشرين الأول/أكتوبر، وحوّل منزله الى مركز للتحقيق واعتقل حوالي عشرين شخصاً من بينهم شقيق العاروري وتسعة من أقاربه، بحسب رئيس بلدية عارورة، علي خصيب.
وبعد اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس إثر هجوم حماس يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، أعلنت الحركة عن تأسيس “طلائع طوفان الأقصى” انطلاقاً من لبنان.
وقالت الحركة في بيان نشر مطلع ديسمبر/ كانون الأول الماضي، إن هذه الخطوة تأتي “تأكيداً على دور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن وجوده في مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة والمشروعة”.