حرب غزة: كيف يقاوم الصحفيون تحديات نقل ما يجري للعالم؟
أعلن المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة أن عدد القتلى من الصحفيين ارتفع إلى أكثر من 106 منذ بدء الحرب الإسرائيلية على القطاع. وكان أحدث ضحايا القصف الإسرائيلي مراسل قناة “القدس اليوم” جبر أبو هدروس وعددا من أفراد عائلته عندما دمر صاروخ اسرائيلي منزلهم في مخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، مساء الجمعة الماضي.
وتقول لجنة حماية الصحفيين الدولية، ومقرها الولايات المتحدة، في تحديث لها إن الأسابيع العشرة الأولى من الحرب الإسرائيلية على غزة كانت الأكثر دموية على الإطلاق بالنسبة للصحفيين، إذ سجل مقتل أكبر عدد من الصحفيين خلال عام واحد وفي مكان واحد
وعبرت اللجنة عن قلقها البالغ إزاء وجود نمط واضح للقصف الإسرائيلي يستهدف الصحفيين وأسرهم. وقالت “إن هذه الجهود في غزة تعطلت بسبب دمار أنحاء واسعة ومقتل أفراد أسر الصحفيين الذين غالبا ما يمثلون مصادر للمحققين للنظر في كيفية مقتل الصحفيين”.
ولاحظت أن الصحافة في غزة قُيدت بشكل حاد، بما في ذلك منع صحفيين أجانب من الوصول بشكل مستقل إلى القطاع تحت وطأة الحرب الإسرائيلية المكثفة مع تكرار انقطاع الاتصالات ونقص الأغذية والوقود والمأوى.
ويفوق عدد الصحفيين الذين قتلتهم القوات الإسرائيلية في قطاع غزة خلال أقل من ثلاثة أشهر، عدد الإعلاميين (69) الذين قتلوا في الحرب العالمية الثانية خلال ست سنوات (1939 و1945) والتي توصف بأنها الأكثر دموية التي شهدها العالم الحديث.
يذكر أيضا أن 63 صحفيا لقوا حتفهم خلال الاحتلال الأمريكي لفيتنام الذي استمر قرابة 20 عاما.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإن صحفيا واحدا على الأقل يقتل على أيدي القوات الإسرائيلية كل يوم في فلسطين ولبنان منذ بداية الحرب في أكتوبر الماضي.
وتتهم العديد من المنظمات الحقوقية الفلسطينية والدولية القوات الإسرائيلية باستهداف الصحفيين رغم ما يتمتعون به من حصانة بموجب القوانين الدولية في سعيهم لتغطية مجريات الحرب في غزة وايصالها إلى العالم.
وبالإضافة إلى استهدافهم تعرض صحفيون للاعتقال وقتل أفراد عائلاتهم. ففي 13 أكتوبر الماضي، استهدف الجيش الإسرائيلي منزل المصور الصحفي بوكالة الأناضول علي جاد الله في غزة، فقد فيها 8 من أفراد أسرته بمن فيهم والده وإخوته.
وفي التاريخ نفسه قتل مصور وكالة رويترز للأنباء عصام عبد الله في لبنان وأصيب 6 إعلاميين.
وفي 23 أكتوبر فقد مراسل قناة الجزيرة وائل الدحدوح زوجته وابنه وابنته وحفيده البالغ من العمر 18 شهرا جراء هجوم نفذه الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة.
وفي 1 من نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي قتل مراسل التلفزيون الفلسطيني محمد أبو حطب و11 فردا من عائلته في قصف على منزل في مدينة خانيونس. وبعد أربعة أيام فقد مصور وكالة الأناضول الإخبارية محمد العالول أبنائه الأربعة، وثلاثة من إخوته في قصف إسرائيلي.
وتتوالى عمليات قتل الصحفيين والصحفيات على يد القوات الإسرائيلية بينهم مراسلة قناة الميادين فرح عمر، والمصور ربيع المعماري على الحدود اللبنانية الإسرائيلية والصحفيتان آلاء طاهر الحسنات، وآيات خضورة ومصور قناة الجزيرة سامر أبو دقة جراء قصف إسرائيلي على غزة ، ومدير رابطة بيت الصحافة الفلسطيني بلال جاد الله في حي الزيتون خلال توجهه صوب جنوب القطاع.
وفي معرض استهداف الصحفيين دمرت القوات الإسرائيلية مؤسسات إعلامية فلسطينية ودولية في القطاع بينها مكاتب صحيفة الأيام وإذاعة غزة ووكالة شهاب للأنباء، ووكالة معا الفلسطينية، ومكتب قناة برس تي في وقناة العالم الإيرانيتين، ومكتب الوكالة الفرنسية كليا أو جزئيا.
وتقول منظمة مراسلون بلا حدود بعد تحقيقاتها إن القوات الإسرائيلية تتعمد استهداف الصحفيين رغم وضعهم إشارة “صحافة” على ملابسهم.
كيف يقاوم الصحفيون تحديات الحرب لإيصال صورة ما يجري على الأرض؟
لماذا يعجز المجتمع الدولي بكل ترسانته القانونية عن محاكمة مرتكبي جرائم حرب ضد الصحفيين؟
هل ثمة ما يشير إلى اتهام اسرائيل بالانتقام من الصحفيين الذين يغطون الحرب في غزة وجنوب لبنان؟
ما أهمية الصحفي المتواجد على أرض الحرب في نقل الحقيقة للعالم الخارجي؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 2 كانون الثاني/يناير.
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب