لماذا يصر نتانياهو على مواصلة حربه في غزة رغم الضغوط داخليا وخارجيا؟
يثير إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، جدلا متزايدا من خلال إصراره وحكومته، على استمرار الحرب في غزة، رغم تزايد الضغوط على المستويين الداخلي والخارجي، التي تطالب بإنهاء تلك الحرب.
وتعد الضغوط التي تواجهها حكومة نتانياهو، على مستوى الداخل ،الأقوى والأكثر تأثيرا في هذا الصدد، في ظل تنامي المعارضة من الجبهة، التي تمثل عائلات الرهائن الإسرائيليين، المحتجزين على يد حماس في غزة، والذين لم يتمكن نتانياهو من إعادتهم لأسرهم، رغم وعوده المتكررة في هذا الصدد، وبجانب ضغوط تلك العائلات، يخرج على نتانياهو معارضون، بينهم قادة جيش سابقون، يتحدثون صراحة عن أن الحرب في غزة، لم تحقق أيا من أهدافها، في ظل الخسائر الكبيرة، التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي.
الخطوة التالية
ووفقا لمراقبين عدة، فإن السؤال الذي يثير كل تلك الشقاقات، على المستوى السياسي الداخلي في إسرائيل، هو ذلك المتعلق بماهي الخطوة التالية لانتهاء الحرب في غزة؟، ويعتبرهؤلاء المراقبون، أن محاولة الإجابة عن هذا السؤال، في ظل عدم وجود خطة واضحة، لدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، هي التي أدت إلى إحداث تصدعات داخل حكومته.
وتشير تقارير إلى اجتماع أخير، للحكومة الإسرائيلية المصغرة، قبل مايزيد على أسبوع، تعرض فيه الجنرال هرتسي هاليفي، رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، لانتقادات من قبل وزير الأمن القومي، إيتمار بن غفير ووزيرة النقل ميري ريجيف، اللذان وجها اتهامات للجيش، بعدم تقديم الدعم للجنود على الأرض، وهي اتهامات أدت إلى إغضاب هاليفي الذي لم يبد تسامحا حيالها.
ووفقا للتقارير، فإنه وفي غمرة التوتر الذي ساد الاجتماع، اتهم بن غفير وهو الزعيم اليميني المتطرف لحزب”العظمة اليهودية”، هاليفي بأنَّه “ينهي الحرب حالياً بالفعل”، قائلا “أنَّنا لابد أن نبقى بغزة”. وهو ما دفع رئيس الوزراء نتانياهو للتدخل لتهدئة التوتر بين الإثنين.
ومع تزايد الخسائر البشرية، في صفوف الجيش الإسرائيلي مؤخرا، تعالت الأصوات المنتقدة لسياسة بنيامين نتانياهو، بالاستمرار في الحرب، دون وجود مؤشرات على أنها تحقق الأهداف التي تحدث عنها نتانياهو نفسه مرارا.
وفي مقابلة مع صحيفة معاريف الإسرائيلية، الأحد الماضي، قال نائب رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي، اللواء يائير غولان ، إنه لا يرى أي إنجازات حققها الجيش الإسرائيلي حتى الآن في قطاع غزة،
وأضاف جولان إنه لا يعرف إلى أي مدى ،ستصل بلاده في تلك الحرب على قطاع غزة، خاصة وأنه لم يتم تحقيق أي إنجازات تذكر، حتى الآن، خاصة وأن الأسرى والرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة لم يتم إطلاق سراحهم.
ويجمع قطاع كبير من المراقبين الإسرائيليين، على أن المبرر الوحيد لاستمرار الحرب في غزة، هو المصلحة الشخصية التي تحققها تلك الحرب، لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، ويعتبر هؤلاء أن نتانياهو ليست لديه خطة واضحة، بشأن ما الذي سيقوم به في اليوم التالي لانتهاء الحرب.
ويرى هؤلاء المراقبون، أن نتانياهو يعمل بالأساس، على تأمين مستقبله السياسي للبقاء في السلطة، والهروب من الملاحقات القضائية التي يتعرض لها، وهو يرى في استمرار الحرب وسيلة لتحقيق أهدافه، من مصلحة شخصية بحتة بعيدا عن اهتمامات الناس.
على جانب القضية الأبرز، التي تتفاعل داخل المجتمع الإسرائيلي ضد نتانياهو ،وهي قضية الرهائن الإسرائيليين، المحتجزين في غزة، يعتبر المراقبون ،أن الحملة التي تقوم بها عائلات الرهائن، ستزداد حدة على مدى الأيام المقبلة، وحين تنحسر العمليات في غزة، وكان الاجتماع الأخير، الذي عقد بين نتانياهو وعائلات الأسرى، في 5 كانون الأول/ديسمبر الجاري، قد انتهى وفقا لتسجيلات صوتية بصورة غاضبة، إذ اتهمت عائلات الرهائن نتانياهو، بأنه يضع مسيرته السياسية والمهنية، قبل أرواح الرهائن.
على المستوى الدولي، يتعرض نتانياهو وحكومته، إلى ضغوط متزايدة منذ فترة، لوقف الحرب في غزة، أبرزها تلك المتعلقة بضغوط الرأي العام في الدول الغربية، وتقول صحيفة “الجارديان” البريطانية، إن استراتيجية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للحرب طويلة الأمد في قطاع غزة للقضاء على حركة حماس، ناجحة وفعالة من وجهة نظره هو فقط. وأن أخطاء نتنياهو دفعت إسرائيل لأسوأ سيناريوهاتها حتى الآن، وهو فقدان الدعم الدولي والعزلة الدبلوماسية العالمية.
ما هي خيارات بنيامين نتنياهو في مواجهة هذه الضغوط؟
ما هي أسباب إصراره على مواصلة القتال في غزة؟
هل وضع نتياهو سقفا عاليا لحملته العسكرية في غزة؟
هل يخشى نتنياهو على مستقبله السياسي في حالة لم يحقق أيا من الهدفين؟
هل سيضطر نتنياهو وحكومته إلى القبول بحلول غير تلك التي يتبناها؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الخميس 28/ كانون الأول / ديسمبر
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب