حرب غزة: عسكري سابق يتهم الجيش الإسرائيلي “بتزوير” روايته حول الأنفاق
تواصل الصحف اهتمامها بالحرب بين إسرائيل وحماس، ونستعرض في هذه الجولة بعض أبرز المقالات حول الموضوع.
نشرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية مقال رأي للجنرال السابق في الجيش الإسرائيلي يزاك بريك، يقول فيه إن الجيش الإسرائيلي، وبعض المحللين، يقدمون صورة خاطئة عن مقتل الآلاف من مقاتلي حماس المختبئين في الأنفاق.
وقال لواء الاحتياط بريك، إنه توصل إلى استنتاج بناء على معلومات وصلت إليه من جنود وضباط يقاتلون في قطاع غزة، أن معظم المعارك لا تُخاض وجهاً لوجه، كما يدعي المتحدث العسكري أو المحللون، وأن معظم القتلى والجرحى أُصيبوا جراء تكتيكات حماس العسكرية، التي يخرج مقاتلوها من فتحات الأنفاق ليواجهوا جنود إسرائيل ومدرعاتها، ثم يعودون إلى الأنفاق.
وجاء في المقال أن الجيش الإسرائيلي لا يملك حلولاً سريعة لمواجهة هذا الأمر. وقال الكاتب إن الكثير من الضباط الذين يقاتلون في غزة، أبلغوه أنه سيكون من الصعب جداً، إن لم يكن من المستحيل، منع حماس من إعادة بناء نفسها، حتى بعد كل الدمار الذي ألحقه الجيش الإسرائيلي بقواعدها.
وبحسب بريك، فإن كبار مسؤولي المؤسسة الأمنية والعسكرية يريدون تصوير الحرب على أنها انتصار كبير قبل أن تتضح الصورة. وقال إن إسرائيل تتعاون مع قنوات تلفزيونية مهمة لتحقيق “صورة النصر”، وأشار أن هذه الحرب قد تكون الأكثر توثيقاً من خلال التسجيلات المصورة في العالم بأسره.
وكتب بريك أنه كان من الأفضل لو كانت الأهداف العسكرية “أكثر تواضعاً”، لأن تدمير شبكة أنفاق حماس الطابقية قد يتطلب سنوات، وسيكلف الدولة الإسرائيلية الكثير من القتلى، إذ أن أنفاق حماس مرتبطة بشبه جزيرة سيناء تحت مدينة رفح، وفق الكاتب.
وأكد الكاتب أن الجيش سيضطر لمغادرة المناطق الحضرية المكتظة والعمل بآلية “الجراحة العسكرية” من خلال توغلات برية وغارات جوية موجهة من الاستخبارات بشكل دقيق.
وتساءل الكاتب في نهاية مقاله، عن قدرة السياسيين وكبار المسؤولين الأمنيين على التفكير “بحلول من خارج الصندوق” لخلق صورة أفضل من صورة “أكبر الخاسرين؟”.
“مخاوف من حرب متعددة الجبهات”
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً عن المخاوف من تصعيد إقليمي، مع تحذير وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، من حرب “متعددة الجبهات”.
وقال غالانت في حديثه أمام الكنيست، إن إسرائيل “تتعرض للهجوم من سبعة محاور: غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية والعراق واليمن وإيران”، مبيناً “لقد استجبنا بالفعل واتخذنا إجراءات في ستة من هذه المسارح”، دون طرح المزيد من التفاصيل.
ويستعرض تقرير الصحيفة التطورات في مختلف الجبهات، بدءاً من تعطيل حركة أنصار الله الحوثية في اليمن التجارة العالمية في البحر الأحمر جراء هجمات على السفن الدولية، وإطلاقها طائرات دون طيار وصواريخ تجاه إسرائيل.
وألقت وزارة الدفاع الأمريكية، السبت، اللوم صراحة على إيران للمرة الأولى منذ اندلاع الصراع في غزة، بعد هجوم بطائرة دون طيار استهدفت ناقلة مواد كيميائية في المحيط الهندي.
كما أشار التقرير إلى الغارة الجوية الإسرائيلية، في محيط دمشق، التي أسفرت عن مقتل جنرال كبير في الحرس الثوري الإيراني، وقال بيان إيراني إن إسرائيل “ستدفع ثمن هذه الجريمة”.
وفي العراق، قصفت الولايات المتحدة ثلاثة مواقع مرتبطة بكتائب حزب الله، المدعومة من إيران، بعدما حملتها مسؤولية الهجوم بطائرة من دون طيار أدى إلى إصابة ثلاثة جنود أمريكيين متمركزين في مدينة أربيل الشمالية.
وتتبادل إسرائيل وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران بشكل شبه يومي صواريخ وغارات الجوية منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وذكرت الصحيفة أن الولايات المتحدة تقود خلف الكواليس، مفاوضات لمحاولة وقف التصعيد، إذ أن أي سوء تقدير قد يؤدي إلى نشوب حرب إقليمية خطيرة.
وفي الهند، وقع انفجار بالقرب من السفارة الإسرائيلية في نيودلهي، ويحقق مسؤولون هنود وإسرائيليون في سبب الانفجار الذي لم يصب فيه أحد.
“مروان البرغوثي طوق النجاة لحماس”
وننتقل إلى صحيفة القدس التي نشرت مقال رأي للكاتب سامح عباس بعنوان “مروان البرغوثي طوق النجاة لحماس”، تحدث فيه عن “إصرار” حركة حماس على إطلاق سراح مجموعة من المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، على رأسهم القيادي في حركة فتح مروان البرغوثي، المسجون في إسرائيل منذ عام 2004، ويقضي حكماً مدته خمسة مؤبدات.
ويقول الكاتب إن حركة حماس ترى البرغوثي “بمثابة الدواء المر الذي يجب أن تتجرعه”، وأن وجوده على رأس السلطة الفلسطينية خلفاً لمحمود عباس -أبو مازن- أفضل من باقي البدائل المرشحة مثل محمد دحلان، رئيس جهاز الأمن الوقائي الفلسطيني السابق.
كما يؤكد الكاتب في مقاله أن خروج البرغوثي سيعطي زخماً شعبياً لحركة حماس في الضفة الغربية وقطاع غزة، مذكراً بالمشهد الذي رافق الإفراج عن عدد من الفلسطينيين في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في إطار اتفاق الهدنة بين حماس وإسرائيل، عندما رفع محتفلون أعلام الحركة في مدن الضفة الغربية.
ويتوقع الكاتب أن الإفراج عن البرغوثي بصفقة تكون حماس من أطرافها، ستجعله “مكبلًا بجميل وفضل الحركة عليه”، لذا سيرد لها الدين في حال قيادته المتوقعة للسلطة الفلسطينية، وسيكون بمثابة طوق النجاة السياسي لها بعد انتهاء الحرب، في ظل إصرار إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية على إنهاء وجودها العسكري والسياسي في قطاع غزة.
ويشير الكاتب إلى أن النقاط سالفة الذكر تصب في مصلحة الحركة، وأن الإفراج عن مروان البرغوثي يشكل خياراً إستراتيجياً أهم من الإفراج عن 150 قيادياً وعنصراً من حماس في سجون إسرائيل.
وأوضح عباس في مقاله أنه رغم حالة الانقسام بين قيادات حماس في الداخل وقيادات الحركة في الخارج، إلا أن هناك إجماعاً على الإفراج عن مروان البرغوثي، لعلاقته بيحيى السنوار التي قد تكون تعزّزت بشكل أو بآخر داخل جدران السجون الإسرائيلية.
“حرب نتنياهو التي لا نهاية لها”
ننهي جولتنا من صحيفة لوموند الفرنسية التي انتقدت في افتتاحيتها “لامبالاة” قادة العالم تجاه ما سمته “المذبحة المستمرة في غزة”.
وقالت الصحيفة إن موقف قادة العالم يتيح لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، “تثبيت حالة حرب دائمة”، بسبب “الدعم الأعمى” للتدمير الذي يحدث، كما أن “الصمت الدولي” الذي أعقب استهداف مخيم المغازي اللاجئين، يعد دليلاً واضحاً على ذلك، وفق الصحيفة.
وكتبت الصحيفة أن الدعوة لحل دولتين لا تكون من خلال قبول حرب لا نهاية لها، بل يدفع تجاه “دفن احتمال إنشاء دولة فلسطينية”.
وتتوقع الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يعتبر أن حالة الحرب الدائمة، التي يحاول إرساءها من خلال اللعب على وتر “تعطش الرأي العام للانتقام”، يمكن أن توفر له طوق النجاة.
ودعت الصحيفة إلى ضرورة التوقف عن “التساهل مع المجازر التي ارتكبها الإسرائيليون”، وأشارت إلى أنه لا يمكن لواشنطن وباريس اللجوء إلى دبلوماسية حل الدولتين من خلال القبول بحرب نتنياهو بهذا الشكل.