أخبار العالم

حصيلة المغرب في مكافحة الإرهاب تحصد إشادة دولية خلال سنة 2023



يختتم المكتب المركزي للأبحاث القضائية سنة 2023 بـ”حصيلة قوية” في مجال مكافحة التطرف بشتى أنواعه، ودحر الخلايا الإرهابية وتفكيك أوكارها، وسط استمرار الإشادات الدولية بالجهود المغربية.

وتمكن المغرب من إجهاض 500 مشروع إرهابي، و215 خلية إرهابية منذ سنة 2002، وذلك وفق آخر الأرقام الرسمية الصادرة عن تقرير “منجزات وزارة الداخلية” برسم السنة المالية 2023.

وبحسب الأرقام ذاتها فمنذ بداية سنة 2023 تمكن المكتب المركزي للأبحاث القضائية من تفكيك 6 خلايا إرهابية، خلص منها إلى توقيف 21 شخصا، وذلك في سياق عمليات استباقية متفرقة، شملت مناطق الناظور، واشتوكة أيت باها، ثم سوق الأربعاء الغرب وتطوان والعرائش وطنجة وإنزكان أيت ملول.

وكعادته لعب المغرب سنة 2023 دورا حاسما في تجنيب الشركاء الدوليين حمامات الدم، وآخر تدخلاته في هذا الصدد ما خلص إليه التنسيق المغربي الإسباني في إفشال مخططات إرهابية كانت تستهدف مدينة الناظور ومليلية المحتلة.

ومرة أخرى أشادت الخارجية الأمريكية، في تقريرها السنوي حول مكافحة الإرهاب بدول العالم برسم 2022، بالسياسة المغربية الفريدة والشاملة في إفشال المخططات الإرهابية، من خلال تقوية ورفع تدابير اليقظة والمراقبة.

وحول هذا الموضوع قال إحسان الحافظي، خبير أمني، إن “الأرقام التي تم الإفراج عنها سنة 2023 في ما يخص تفكيك الخلايا الإرهابية يلاحظ تراجعها، ما يعني بشكل واضح نجاح الإستراتيجية الاستباقية التي تنتهجها المملكة”.

وأضاف حافظي لهسبريس أن “هذا الأمر مؤشر آخر على جاهزية وفعالية الأجهزة الأمنية في التعاطي مع التطورات التي تعرفها هاته الظاهرة العابرة للحدود، ما أسفر عن وضع حد للمخاطر الأمنية، وإفشال المشاريع التخريبية التي تهدد التراب الوطني”.

ويورد المتحدث ذاته أن “الملاحظ أيضا هاته السنة الحضور القوي لمنطقة الساحل والصحراء في العمليات التي أفرجت عن تفكيك الخلايا الإرهابية، إذ إن التحقيقات التي باشرها المكتب المركزي للأبحاث القضائية كشفت أن العناصر الموقوفة وعلى خلاف السابق لها ارتباطات ببؤر التوتر في الساحل والصحراء”.

واعتبر الخبير ذاته الأمني أن “هذا المؤشر يوضح أن التهديدات الأمنية رغم انخفاض أرقامها مازالت قائمة ومستمرة، طالما أن الشبكات الإرهابية مازالت تكتشف”.

وفي السياق ذاته أوضح حافظي أن سنة 2023 “تتويج للنموذج المغربي الفريد في مجال مكافحة الإرهاب والتطرف، والنتائج التي تم تحصيلها مؤشر واضح على هذا الإنجاز”.

من جانبه سجل إدريس الكنبوري، محلل سياسي متخصص في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي، أن “ما نلاحظه هذه السنة هو تراجع معدل الخلايا المفككة والأفراد المعتقلين بشبهة الإرهاب”.

وأورد الكنبوري لهسبريس أن “المغرب حصل مجددا على إشعاع دولي أوسع في ما يتعلق بالاعتراف بجهوده في مكافحة الإرهاب والتطرف، خاصة من لدن شركائه كالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية والأمم المتحدة”.

وأشار المتحدث ذاته إلى أن “عمليات تفكيك الخلايا المتشددة خلال السنوات العشر الماضية تمت دون أن تحصل عمليات إرهابية على أراضي المملكة، ما كرس صورتها كبلد قادر على التصدي لمخاطر الإرهاب؛ كما أن الأعداد الكبيرة للخلايا المتطرفة التي أعلنت السلطات الأمنية عن تفكيكها منذ عقدين من الزمن ساعدت في تكريس هذه الصورة لبلد مهدد بالإرهاب لكنه في الوقت نفسه يتوفر على أسلوب خاص في تفكيك وتعقب الجماعات والأفراد المتطرفين”.

واعتبر المختص في الجماعات الإسلامية والفكر الإسلامي أن “المغرب أصبحت لديه مدرسة خاصة في ملاحقة التطرف، تبدأ من المستويات التربوية والدينية وتنتهي عند المستوى الأمني، مرورا بالجانب الاستخباري الذي يعد البلد رائدا فيه”.

وخلص الكنبوري إلى أن “هذا المعطي أهل المغرب لتقديم الدعم الفني لعدد من البلدان الأوروبية، كفرنسا وإسبانيا وبلجيكا؛ لأن هذه الدول الأوروبية تبقى لديها قيود معينة قانونية وسياسية وحقوقية تحول دون تطوير أدائها الاستخباري في مكافحة الإرهاب؛ الأمر الذي يجعلها تعتمد على شركاء من خارج الاتحاد الأوروبي لديهم هامش أكبر في تعقب الإرهاب وتداعياته”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى