السودان: هل يشكل لقاء جدة بين طرفي الصراع منطلقا لعملية السلام؟
قال نائب قائد الجيش السوداني، شمس الدين الكباشي أول أمس الأحد إن مفاوضات بشأن الأزمة السودانية ستنطلق مجددا في جدة بالمملكة العربية السعودية الخميس المقبل، بمشاركة طرفي الصراع: الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وكشف الكباشي أن مؤسسة الجيش السوداني تلقت دعوة للذهاب إلى جدة لاستئناف التفاوض بعد أربعة أشهر على توقفها في شهر يونيو/ حزيران الماضي.
من جهتها سلمت الخارجية السودانية منظمة “إيغاد” التي تتولى مسؤولية ترتيب اللقاء، الجمعة الماضية، خطابا رسميا أكدت فيه مشاركة رئيس مجلس القيادة عبد الفتاح البرهان في اللقاء.
ومن المقرر أن تبحث المفاوضات سبل وقف دائم لإطلاق النار في كل أنحاء البلاد، يُمهد للبدء في عملية سياسية بمشاركة القوى السياسية والمدنية.
وقد توالت خلال الأيام القليلة أخبار وتقارير تؤشر إلى لقاء محتمل بين عبد الفتاح البرهان ومحمد حمدان، دقلو قائد قوات الدعم السريع، كان أولها تأكيدات البرهان نفسه خلال لقاءه العاصف بالضباط والجنود في مدينة بورتسودان الخميس الماضي على نيته الذهاب للتفاوض بنفسه.
وأضاف في مقطع مصور: “سوف تحدث مفاوضات في القريب العاجل، وقد قبلت المشاركة في هذه المفاوضات. ولن أوقع اتفاقا فيه مذلة ومهانة للقوات المسلحة والشعب السوداني”.
وكانت الخارجية السودانية قد أعربت عن رفضها لمخرجات قمة إيغاد التي عقدت في جيبوتي مطلع الشهر الجاري، بسبب مزاعم متعلقة بعدم مشاورتها في البيان الختامي للقمة غير العادية لرؤساء وقادة دول إيغاد والتي أعلنت فيها عن ترتيبات لعقد لقاء مباشر بين قائد الجيش السوداني وقائد قوات الدعم السريع في مسعى منها لوقف الحرب الدموية في السودان.
في هذه الأثناء تصاعدت حدة العمليات العسكرية بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدة مناطق في البلاد، بعد أيام على سيطرة قوات الدعم السريع على ولاية الجزيرة حيث جرت اشتباكات عنيفة عند مداخل مدينة سنار، إحدى أكبر المدن في ولاية سنار التي تقع جنوب ولاية الجزيرة.
وفي الخرطوم، اتهم الجيش قوات الدعم السريع بتدمير أكبر مصفاة لتكرير البترول في البلاد. وأصدر الجيش بيانا جاء فيه إنه “استمرارا لنهجها في تدمير مقدرات البلاد، استهدفت مليشيا آل دقلو الإرهابية للمرة الثانية خلال هذا الشهر مصفاة الجيلي، حيث أقدمت على تدمير ما تبقي من المصفاة والمستودعات الملحقة بها”.
وردت قوات الدعم السريع ببيان اتهمت فيه الجيش بقصف المصفاة قائلة: “استمرارا لنهجها التدميري، قصفت مليشيا البرهان الإرهابية للمرة الخامسة مصفاة الجيلي للبترول، مما تسبب في دمار ما تبقى من المصفاة”.
وإضافة إلى المعاناة الإسانية التي حلت بالسودانيين تعرضت العديد من المنشآت الحيوية في البلاد، بما فيها الجسور ومحطات المياه والكهرباء والمقار الحكومية للتخريب والتدمير بسبب الحرب المستمرة.
من جانبه دعا رئيس الهيئة القيادية لتنسيقية القوى الديمقراطية المدنية ورئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك، كلا من البرهان ودقلو ، إلى اجتماع عاجل مع كل منهما لبحث السبل الكفيلة لوقف الحرب عبر الحل السياسي التفاوضي.
وبعث حمدوك برسالتين خطيتين إلى البرهان ودقلو يوم الاثنين 25 ديسمبر / كانون الأول يطلب فيهما اللقاء نيابة عن تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية.
وأشار حمدوك إلى أن “الحرب قتلت وشردت أبناء الوطن ودمرت البنى التحتية ومزقت اللُّحمة الوطنية وتسببت في كارثة إنسانية غير مسبوقة، وأن استمرارها يهدد بقاء السودان”، على حد قوله.
وأشارت تنسيقية القوى الديمقراطية المدنية إلى أن الخطابين إلى قائد الجيش وقائد قوات الدعم السريع يأتيان في إطار جهودها من أجل وقف القتال وحماية المدنيين وإنهاء المعاناة الإنسانية التي يكابدها الشعب السوداني جراء حرب 15 إبريل/نيسان الماضي.
هل أنهك القتال طرفي الصراع في السودان؟
هل اقتنعا أن لا حل للحرب إلا عبر المفاوضات؟
هل تتمكن القوى السياسية من إقناع الطرفين بإنهاء الحرب؟ ولماذا؟
هل يشكل لقاء جدة منطلقا لعملية السلام؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الثلاثاء 26 ديسمبر/ كانون الأول
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم المشاركة بالرأي على الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها:https://www.facebook.com/NuqtatHewarBBC
أو عبر تويتر على الوسمnuqtqt_hewar@
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب