ما دلالة إعلان إسرائيل قرب الانتقال للمرحلة الثالثة من الحرب؟
يطرح الحديث في إسرائيل، عن الانتقال إلى المرحلة الثالثة، من الخطة الإسرائيلية للحرب في غزة، العديد من التساؤلات، حول ما إذا كانت إسرائيل قد حققت بالفعل أهدافها، من المرحلتين الأولى والثانية، وما إذا كانت قد انتقلت إلى المرحلة الثالثة بصورة متعجلة، في وقت يجري فيه الحديث داخل إسرائيل أيضا،عن استعدادات تجري على قدم وساق للمرحلة الرابعة من تلك الحرب.
وكانت هيئة البث الإسرائيلية (رسمية)، قد قالت مساء الجمعة 22 كانون الأول/ديسمبر، إن الجيش يستعد، للانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من الحرب على قطاع غزة، خلال الأسابيع المقبلة، والتي تتضمن إنهاء المناورات البرية.
ونقلت الهيئة عن مصادر لم تسمها قولها، إن المرحلة الثالثة “تشمل إنهاء المناورة البرية في القطاع، وتخفيض القوات، وتسريح القوات الاحتياطية، واللجوء إلى الغارات الجوية، وإقامة منطقة عازلة على الحدود بين إسرائيل وقطاع غزة”.
وتمثلت أولى مراحل الحرب في غزة بالنسبة لإسرائيل، في شن غارات جوية مكثفة على القطاع، في حين تمثلت المرحلة الثانية في عملية الدخول البري للقطاع، بينما تتمثل المرحلة الثالثة، وفقا للمصادر الإسرائيلية، في إقامة منطقة عازلة على أطراف قطاع غزة، وإبقاء الآليات العسكرية الإسرائيلية هناك، في وضع الاستعداد، لتدخل إلى القطاع متى شاءت.
حديث عن المراحل وغياب للأهداف
وفي الوقت الذي تتحدث فيه المصادر الإسرائيلية، عن الانتقال للمرحلة الثالثة من العمليات العسكرية البرية في غزة، يختفي أي حديث عن تحقيق أي من أهدافها، التي كانت قد وضعت لمرحلتيها الأولى والثانية، وأهمها القضاء على قادة حركة حماس، وإستعادة الرهائن الإسرائيليين، المحتجزين على يد حماس في غزة، وهما هدفان لم تظهرأي دلائل، على تحققهما حتى الآن.
وتشير مصادر فلسطينية، إلى أن إسرائيل أعلنت انتقالها للمرحلة الثالثة من عملياتها ، ليس لأنها حققت أهدافها من المرحلتين الأولى والثانية، ولكن لأنها تتعرض لضربات قوية، من قبل الفصائل الفلسطينية، التي تواجهها في قطاع غزة.
وكان أبرز معالم المرحلة الثالثة، من العمليات الإسرائيلية في غزة، سحب إسرائيل للواء جولاني من القطاع، في وقت تحدثت فيه وسائل إعلام إسرائيلية، عن تكبد هذا التشكيل القتالي، لخسائر كبيرة في صفوفه، إلا أن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، وصف سحب لواء غولاني من غزة بأنه “استراحة محارب”.
وتأتي كل تلك التطورات، في وقت تواجه فيه القيادة السياسية الإسرائيلية، انتقادات ومعارضة متنامية في الداخل، لعدم وفائها بما طرحته، بشأن تحقيق أهداف للحرب في غزة، واستمرار قتل الرهائن الإسرائيليين المحتجزين هناك بنيران إسرائيلية.
وكان نائب رئيس هيئة الأركان السابق في الجيش الإسرائيلي، اللواء يائير غولان، قد قال في حوار مع صحيفة “معاريف” الإسرائيلية، الأحد 24 كانون الأول /ديسمبر، إنه لا يرى أي إنجازات حققها الجيش الإسرائيلي حتى الآن في قطاع غزة، وأضاف جولان أنه لا يعرف إلى أي مدى ستصل بلاده في تلك الحرب على قطاع غزة، خاصة وأنه لم يتم تحقيق أي إنجازات تذكر، خاصة وأن الأسرى والرهائن المحتجزين لدى حماس في غزة لم يتم إطلاق سراحهم.
مرحلة رابعة أيضا
ورغم إجماع أصوات إسرائيلية معارضة، عن أن القيادتين السياسية والعسكرية، لم تحققا الأهداف التي أعلنتاها حتى الآن، للعملية العسكرية في غزة، فإن إسرائيل لم تكتف بالإعلان عن بدء المرحلة الثالثة من عملياتها، وإنما بدأت في الترويج للمرحلة الرابعة عبر وسائل الإعلام الإسرائيلية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرنوت الإسرائيلية، الأحد 24 كانون الأول /ديسمبر، إن فريق عمل إسرائيليا، يعمل على ترتيب أمور إدارة الشؤون المدنية في قطاع غزة، وإنه وصل إلى المرحلة الأخيرة من الحرب على القطاع، وهي المرحلة الرابعة.
ووفقا ليديعوت أحرونوت، فإن هذا الفريق كان صغيرا في البداية ويعمل في مكتب صغير، لكنه أصبح الآن كبيرا ويضم عشرات الموظفين الدائمين. ويعمل الفريق على أفكار مثل منع تفشي أمراض كالطاعون، وإصلاح مشاكل المياه التي سببتها الهجمات، ودراسة طريقة تفعيل عمل المستشفيات، انطلاقا من فكرة أن هذه الأمور تقع على مسؤولية الدولة المحتلة.
وتشير الصحيفة إلى أن الفريق يعمل أيضا بشكل مكثف على “اليوم التالي لانتهاء الحرب” عندما تغادر أغلب قوات الجيش غزة في موعد يُتصور أن يكون في شباط/ فبراير القادم، وهو تصور لايبدو أن القيادة السياسية تملك خطوطا واضحة له حتى الآن.
ما الذي يعنيه إعلان إسرائيل دخول المرحلة الثالثة من حربها في غزة؟
هل تتفقون مع أن الإعلان الإسرائيلي جاء بفعل خطة أم تحت ضغط هجمات حماس؟
هل حققت إسرائيل أهدافها المعلنة خلال المرحلتين الأولي والثانية للحرب؟ ولماذا؟
لماذا تصر الحكومة الإسرائيلية على عدم وقف الحرب رغم تنامي المعارضة الداخلية لها؟
كيف ترون إمكانيات أن تفشل مواجهة حماس للجيش الإسرائيلي من الخطة الإسرائيلية؟
سنناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الاثنين 25 كانون الأول/ ديسمبر
خطوط الاتصال تفتح قبل نصف ساعة من البرنامج على الرقم 00442038752989.
إن كنتم تريدون المشاركة عن طريق الهاتف يمكنكم إرسال رقم الهاتف عبر الإيميل على nuqtat.hewar@bbc.co.uk
يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message
كما يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب