أخبار العالم

مهنيون يرصدون تراجع إنتاج الحليب بالمغرب



يبدو أن تأثيرات موسم جفاف جديد بدأت تلقي بظلالها بشكل كبير على سلسلة إنتاج الحليب المتراجعة أصلا، حيث سجلت العديد من التعاونيات الخاصة بإنتاج وجمع الحليب في مناطق متفرقة من المملكة تراجعا ملحوظا في الإنتاج خلال هذه الفترة من السنة مقارنة بالأعوام السابقة.

أحمد الدكالي، رئيس إحدى تعاونيات جمع الحليب بإقليم برشيد، أكد تراجع المنتوج خلال هذه السنة مقارنة بالسنوات السابقة، مبرزا أن تداعيات الجفاف التي تلقي بظلالها على المنطقة تمثل سببا في الوضع الذي يواجهه الفلاحون و”الكسابة” بالإقليم.

وأضاف الدكالي، في حديث مع هسبريس، أن الوضع يسير نحو الأسوأ بخصوص سلسلة إنتاج الحليب، مبينا أن العديد من التعاونيات “أغلقت أبوابها في العامين الأخيرين بسبب غلاء الأعلاف والجفاف المستمر”، وكشف أن الإنتاج بالنسبة للتعاونية التي يترأسها سجل تراجعا في حدود النصف.

وقال الدكالي إن “التعاونية التي كانت تضم في عضويتها أزيد من 90 فلاحا أصبحت تضم فقط 50 فلاحا، وبالتالي كان من الطبيعي أن يتراجع الإنتاج”، مشيرا إلى أن الصعوبات التي يواجهونها تشبه “الصعوبات التي تواجه غالبية الفلاحين ومربي البقر الحلوب في مختلف أرجاء البلاد”.

من برشيد إلى العرائش لا يبدو الوضع مختلفا بشكل كبير، حيث بين نور الدين الزعني، رئيس إحدى التعاونيات التابعة لشركة “كولينور” شمال البلاد، أن حجم الإنتاج تراجع بشكل واضح، لافتا إلى أن “150 عضوا في التعاونية كانوا يجمعون حوالي 3 أطنان من الحليب في اليوم خلال سنة عادية، فيما اليوم نحقق أقل من طنين”.

وأضاف الزعني، في اتصال هاتفي مع هسبريس، أن الوضع معقد في سلسلة إنتاج الحليب، مبرزا أن المساعدات التي أقرتها الحكومة “ساهمت في التخفيف من حدة الوضع بعد دعم الأعلاف والأسمدة الفلاحية”.

وأشار إلى أن الفلاحين “يجدّون من أجل الاستمرار والحفاظ على القطيع والإنتاج”، مبرزا الحاجة إلى المزيد من الدعم والاهتمام من طرف وزارة الفلاحة، خاصة الفلاحين الصغار، الذين يكون حجم معاناتهم “أكبر”، حسب تعبيره.

وأمام هذا الوضع تلجأ الشركات إلى استعمال مسحوق الحليب المستورد نظرا إلى “رخص سعره” مقارنة بالحليب الذي تُنتجه التعاونيات، وهو ما أدى، تقول مصادر مهنية تحدثت سابقا إلى هسبريس، إلى تراجع الإنتاج، محملة إياها مسؤولية إغلاق العديد من تعاونيات إنتاج الحليب، نظرا لاعتمادها على مسحوق الحليب المستورد، الذي لم يكن يتعدى 15 درهما للكيلوغرام قبل جائحة “كورونا”.

يذكر أن كمية الحليب المنتجة في المغرب لا تتعدى في الوقت الراهن ملياريْ لتر في السنة، وفق تقديرات فيدرالية منتجي الحليب والمنتجات الفلاحية، في الوقت الذي كانت الجدولة تنشد الوصول إلى إنتاج 4 مليارات ونصف المليار لتر في السنة منذ سنة 2020.

وتقدر الحكومة نسبة تراجع إنتاج الحليب بـ30 في المائة، لكن فيدرالية منتجي الحليب والمنتجات الفلاحية تعتقد أن النقص يصل إلى أكثر من 40 في المائة، حسب تصريحات سابقة أدلى بها عبد النبي الهبز، رئيس الفيدرالية، لهسبريس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى